توصل العلماء إلى حل جديد ينقذنا من الأكوام المتراكمة من النفايات الإلكترونية، والتي يتوقع أن تصل إلى حوالي 50 طن متري من مخلفات الإلكترونيات في العالم بحلول السنة القادمة.

وفقاً لدراسة جديدة، فإننا يمكن أن نبسط إعادة تدوير النفايات الإلكترونية من خلال تحويل الإلكترونيات إلى غبار نانوي، وهو الشئ الذي يعد طريقة فعالة وصديقة للبيئة، لتكسير الأجهزة التي لم يعد مرغوباً فيها، إلى غبار فائق الضآلة يمكن استخدامه في أشياء أخرى.

طاحونة التبريد

هذا الأمر يمكن فعله باستخدام ما يسمى بـ«طاحونة التبريد»، التي تعتمد على استخدام غرفة تجميدية لمنع المواد الحساسة للحرارة من الانصهار معاً بينما يتم طحنها، وقد تمكن المهندسون عبر ذلك من طحن لوحات دوائر إلكترونية مطبوعة إلى جزيئات نانوية لا تلوث بعضها بعضاً.

عندما نقارن هذه الطريقة مع إلقاء النفايات الإلكترونية في مكب النفايات، أو استعادة المعادن والسبائك عن طريق الحرق والمعالجة الكيميائية، فإن الطحن التبريدي هو حل أكثر اقتصادية بكثير لنفايات الإلكترونيات وفقاً لما يقوله الفريق.

تقول مهندسة المواد «تشاندرا سيخر تيواري» من جامعة رايس في تكساس والمعهد الهندي للعلوم: «استخدام الحرق أو الكيماويات يستهلك الكثير من الطاقة ويُبقي على فضلات فوق ذلك من المخلفات»، مضيفة: «نحن نقترح نظاماً يكسر كل المكونات، من معادن وأوكسيدات وبوليمرات، إلى مساحيق متجانسة تسهل إعادة استخدامها».

كيف أثبت الفريق طريقته؟

الفريق أخذ دارتين كهربيتين من فأرة كمبيوتر، واستخدموا الطاحونة التبريدية لطحنها في درجات تبريد متطرفة، تصل إلى 119 درجة سليزية، بفضل التيار المستمر من النيتروجين السائل داخل غرفة التبريد.

غرفة الطحن التبريدي تحتوي أيضاً على غاز الأرجون مع كرة صُلب صغيرة، كانت قادرة على طحن الدوائر إلى مسحوق مصنوع من جزيئات فائقة الدقة، لدرجة لا تصدق تتراوح من 20 إلى 100 نانومتراً فقط.

ولكي تفهم هذا الحجم، قارنه بعرض شعرة الإنسان الذي يتراوح من 80 ألف نانومتراً إلى 100 ألف نانومتر. بعد الطحن بالتبريد، تم وضع المسحوق في الماء كي يتم فصله، ثم يتم استخدامه بعد ذلك، لا شئ يضيع بهذه الطريقة.

ما تزال الفكرة وليدة

نزع الدوائر الإلكترونية من فأرة كمبيوتر (تزن أقل من 3 جرام) هو شئ لن يحل مشكلة جبال النفايات الإلكترونية، التي يتوقع أن تصل إلى 1 مليار طناً بحلول العام 2030، لكنه شئ أثبت نجاح الطريقة، ما يمهد الطريق لإعادة تدوير إلكتروني حقيقي، ويمكن توسيع نطاق الطاحونة التبريدية لأجل ذلك.