اجتماع «روسيا-الناتو».. تباينات في أجندة الحوار تقلص سقف التوقعات

الخميس 30 مارس 2017 07:03 ص

قلصت التباينات في المواقف سقف التوقعات من اجتماع مجلس «روسيا–الناتو» على مستوى المندوبين الدائمين في بروكسل، اليوم الخميس، رغم تأكيد الطرفين أهمية استئناف الحوار المتوقف منذ اندلاع أزمة أوكرانيا مطلع 2014، والذي يهدف الى تخفيف حدة التوتر في العلاقات بين الجانبين، حسب تقرير لصحيفة «الحياة» اللندنية.

وقال «أندريه كيلين»، مدير قسم التعاون الأوروبي في الخارجية الروسية، إن بلاده «لن تقدم توضيحات في شأن تحركاتها العسكرية»، مشيراً الى أن «الحوار سيُركز على تبادل الآراء في شأن ملفات حساسة».

كان الجانبان عقدا أربعة اجتماعات على مستويات مختلفة خلال العامين الماضيين. لكن الخلافات والاتهامات المتبادلة سيطرت عليها، وأخفق الطرفان في إعادة إطلاق عمل المجلس في شكل منتظم.

ويأتي اجتماع اليوم بعد مرور أسابيع على اتفاق رئيس اللجنة العسكرية للحلف الأطلسي الجنرال «بيتر بافل» ورئيس هيئة الأركان العامة الروسية «فاليري غيراسيموف»، في أول اتصال هاتفي أجري بينهما منذ عامين، على استئناف الاتصالات المنتظمة.

وقال «الكسندر غروشكو»، سفير روسيا لدى الحلف: «يتعافى إيقاع عمل المجلس تدريجاً»، فيما اعتبرت الناطقة باسم الحلف «أوانا لونجيسكو» المجلس «منبراً مهماً للحوار من أجل تخفيف التوتر وزيادة الشفافية».

ورغم اللهجة الإيجابية والانفتاح على الحوار اللذين ميزا تعليقات الجانبين عشية اللقاء، برزت تباينات في تحديد أجندة النقاش.

وأكدت مصادر في الحلف أن موضوع نشر موسكو صواريخ من طراز «إسكندر» في منطقة كاليننغراد سيكون بين ملفات البحث، إضافة الى التحركات العسكرية الروسية على الحدود.

لكن الخارجية الروسية أعلنت أن موسكو «لا تعتزم تقديم توضيحات للحلف في شأن نشر منظومات «إسكندر الصاروخية في كالينيغراد».

وصرح «كيلين» بأن موسكو قلقة من زيادة قوات الأطلسي في أوروبا الشرقية، ودول بحر البلطيق من جهة، فيما يبدي الحلف قلقه من تدريبات عسكرية روسية.

كان الحلف مهد للاجتماع بتأكيد أن التعزيزات العسكرية «دفاعية، ومعتدلة مقارنة بنشر موسكو 333 ألف جندي على حدودها الغربية منذ مايو/أيار الماضي». وشدد على أن ضم روسيا لشبه جزيرة القرم في مارس/آذار 2014 فاقم مخاوف بلدان اوروبا الشرقية، ودفع الى نشر 4 كتائب مدعومة بقوات أمريكية إضافية في بلدان البلطيق التي «باتت تخشى من عدوان روسي».

لكن وزير الخارجية الروسي «سيرغي لافروف»، اعتبر أول من أمس الثلاثاء، أن التصريحات في شأن تهديد بلاده دول البلطيق «سخيفة، ولا أساس لها».

وزاد: «نفهم جيداً الاعتبارات السياسية البحتة لهذه التصريحات؛ إذ يبدو ان الحلف يحاول حل قضاياه الداخلية بهذه الطريقة، وحشد دعم الناخبين عبر الترويج لصورة العدو الخارجي».

وقال دبلوماسيون إن الاجتماع سُيركز على الوضع في أوكرانيا وأفغانستان، وسيتطرق خصوصاً الى التحركات العسكرية التي ينفذها كل من الطرفين على خلفية تبادل الاتهامات في شأن «زعزعة الأوضاع في اوروبا».

وكان «الناتو» اتهم أخيراً روسيا بأنها تقدم إمدادات لمقاتلي حركة «طالبان»، وهو ما وصفته موسكو بأنه «أكذوبة».

وفي ملف أوكرانيا، قال ديبلوماسيون إن «روسيا تسعى إلى إبلاغ الحلف رسالة واضحة حول ضرورة عدم العمل على مفاقمة التوتر عبر التلويح بإمدادات لتسليح أوكرانيا»، بعدما دعا قائد القوات الأمريكية في أوروبا الجنرال «كيرتيس سكاباروتي» أعضاء الحلف الى توريد أسلحة دفاعية لأوكرانيا.

المصدر | الخليج الجديد + الحياة

  كلمات مفتاحية

روسيا الناتو الحوار أوكرانيا