«السيسي» يزور السعودية في أبريل.. ووساطات أمريكية وعربية أثمرت عن لقائه الملك «سلمان»

الخميس 30 مارس 2017 08:03 ص

كشف دبلوماسي مصري مسؤول أن زيارة الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي» السعودية ستكون في الأسبوع الثاني من أبريل/نيسان المقبل، وذلك بعد عودته من زيارة الولايات المتحدة.

بينما قال خبراء إن لقاء «السيسي» والملك «سلمان بن عبدالعزيز» جاء ثمرة لتدخل أمريكي ووساطات عربية بين البلدين شملت التوافق على 3 تفاهمات.

الدبلوماسي المصري، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، قال لموقع «24» إن زيارة «السيسي» ستتطرق إلى بحث كافة مجالات التعاون، والتأكيد على أنه لا يوجد خلاف بين القاهرة والرياض، والقضاء على كافة المحاولات التي تسعى للوقيعة بين البلدين.

وأوضح أن الزيارة ستتطرق إلى كافة الملفات سواء على صعيد العلاقات الثنائية واستكمال ما تم الاتفاق عليه في زيارة الملك «سلمان» لمصر، فضلاً عن بحث مسار القضايا الإقليمية والتعاون بشأنها في إطار الرؤى المشتركة بين البلدين.

وخلال لقاء على هامش القمة العربية في الأردن، أمس الأربعاء، دعا الملك «سلمان» «السيسي» إلى زيارة السعودية، ووعد بالقيام بزيارة إلى مصر قريبا خلال الفترة المقبلة.

لقاء هو الأول بين الجانبين بعد نحو عام من زيارة الملك «سلمان» للقاهرة في أبريل/نيسان العام الماضي، والتي تلاها تباينات معلنة في وجهات النظر حول عدد من قضايا المنطقة، ولا سيما في قضيتي سوريا واليمن.

وكانت أزمة نشبت بين مصر والسعودية عقب تصويت القاهرة في مجلس الأمن منتصف أكتوبر/تشرين أول الماضي لصالح مشروع قرار روسي، لم يتم تمريره، متعلق بمدينة حلب السورية، وكانت تعارضه دول الخليج والسعودية بشدة.

وتصاعدت الأزمة مع صدور حكم قضائي أسقط اتفاقا وقعته الحكومة المصرية مع نظيرتها السعودية، في أبريل/نيسان 2016، وتضمن تنازل القاهرة عن جزيرتي «تيران وصنافير» الواقعتين في البحر الأحمر للرياض.

وترافق ذلك مع تراشق إعلامي غير رسمي في وسائل الإعلام والصحافة ومنصات التواصل الاجتماعي في البلدين، وصفت من جانب مراقبين بأنها «وترت» العلاقات الثنائية بين البلدين.

اللقاء ثمرة تدخل أمريكي ووساطات عربية

واعتبر خبراء عرب أن اللقاء بين «السيسي» والملك «سلمان» جاء ثمرة لتدخل أمريكي ووساطات عربية بين البلدين، حسب وكالة «الأناضول».

إذ رأى الأكاديمي المصري «طارق فهمي»، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية أن «المقابلة كانت لابد أن تجري لجملة من الاعتبارات أهمها أن وساطات عربية سابقة عليها بذلت في هذا الإطار من الإمارات والبحرين والأردن».

واتفق معه «عبدالخالق عبدالله»، أستاذ العلوم السياسية بالإمارات، قائلا: «المقابلة كانت تتويجا لمرحلة سابقة من تصفية الأجواء وتجاوز مرارات تراكمت خلال فترة أزمة الجزر (تيران وصنافير) وقضايا ومواقف مختلفة ومتباينة حول ملفات إقليمية ساخنة وسط حملات إعلامية متشنجة وصعبة».

وأضاف: «حتما كانت هناك أطراف عملت بجدية كبيرة لتحقيق هذا التواصل وتخفيف حدة التوترات ولا أستبعد أن يكون هناك دور لدولة الإمارات في هذا الصدد»، في إشارة أيضا للوساطة العربية.

3 تفاهمات

اللقاء الذي جمع «السيسي» والملك «سلمان»، وفق الأكاديمي المصري «طارق فهمي» «تتويج لتفاهمات تمت طيلة الفترة الماضية».

«فهمي» رجّح أن التفاهمات تمت على أرضية «وقف التراشق الإعلامي والهجوم بين البلدين وهذا تم الفترة الأخيرة، والاتفاق على الحد الأدنى من الخلاف بشأن سوريا (دون توضيح)، واستيعاب الأشقاء السعوديين في ملف الجزر أن مصر دولة مؤسسات، وأنه يجب تأجيل القضايا الخلافية».

وقريبا من هذا الطرح، يتحدث الأكاديمي الإماراتي، «عبدالخالق عبدالله»، موضحا أن اللقاء جاء بعد «تخفيف حدة الحملات الإعلامية، والتوافق في الملف السوري في ظل تضخم الدور الإيراني، وتدخل من الإدارة الأمريكية في هذا الصدد».

وأشار أن ملف الجزر أيضا كان «ضمن تهدئة الخواطر ربما لجولة قادمة قد تتغير فيه الأمور»، في إشارة لما يتردد عن حسم الملف عن طريق التحكيم الدولي، أو إمكانية حسمه برلمانيا أو قضائيا في مصر.

تقارب بانتظار ترجمة

وراسما صيغة للعلاقات المستقبلية بين القاهرة والرياض بعد هذا اللقاء، قال الأكاديمي «طارق فهمي»: «هناك مناخ جديد يتشكل بين القاهرة والرياض»، مؤكدا على «ضرورة إجراء حوار استراتيجي بينهما في ظل حرص على تجاوز التباين والتجاذب في العلاقات»، معتقدا أن «هذا سيترجم الفترة المقبلة».

وأضاف: «هناك جزء ليس متعلقا بخلافات وتباينات إقليمية كسوريا ولكن متعلق بإزالة حالة احتقان الطرفين في قضايا ثنائية مثل قضايا الجزر؛ لأنه في النهاية مصر دولة مؤسسات ويجب أن يناقش هذا الموضوع بصورة أو أخرى وشكل التسوية مهم في هذا الإطار ويجب أن يقنع الأشقاء في السعودية».

وطالب أيضا «الأشقاء في السعودية بتفهم طبيعة الخلافات والقبول بالحد الأدنى في الملفات الأخرى سواء في الملف اليمني والسوري وتطوراتهما دون أن يصطدما ويصلا للخيار صفر».

كما توقع الأكاديمي الإماراتي «عبدالله» «مع إتمام زيارة السيسي للسعودية أن تكون هناك اتفاقيات اقتصادية جديدة ومجالات للتعاون أكثر وعودة العلاقات أفضل مما كانت عليه».

المصدر | الخليج الجديد + صحف ووكالات

  كلمات مفتاحية

السعودية مصر سلمان السيسي