مصادر: تفاهمات تركية أمريكية وراء إعلان انتهاء «درع الفرات»

الجمعة 31 مارس 2017 06:03 ص

قالت مصادر دبلوماسية إن إعلان أنقرة انتهاء عملية درع الفرات «بنجاح»،  يعود إلى توافقات تركية أمريكية تم التوصل إليها خلال المباحثات المكثفة في الأسابيع الأخيرة بين مسؤولين عسكريين وسياسيين.

وأضافت المصادر لصحيفة «الشرق الأوسط» أن إعلان وزير الخارجية الأمريكي، «ريكس تيلرسون»، في المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره التركي «مولود جاويش أوغلو»، عقب مباحثاته المكثفة في أنقرة، أمس، عن بحث خيارات إقامة مناطق آمنة في سوريا، يشير إلى أن تركيا حصلت على ما تريد من عملية درع الفرات التي دعمت فيها فصائل من الجيش السوري الحر بهدف إبعاد تنظيم «الدولة الإسلامية».

ووفق المصادر فإن العملية هدفت أيضا، منع قيام كيان كردي على حدود تركيا مع سوريا، وبالتالي إقامة منطقة آمنة لاستيعاب بعض اللاجئين السوريين، مع إدراكها في الوقت نفسه أن فرص استمرارها وتقدمها لأكثر من ذلك غير ممكنة، في ظل تعقد الوضع في مدينة منبج التي كانت هي الهدف المفترض لعملية درع الفرات، عقب الانتهاء من تطهير مدينة الباب، بحسب تصريحات المسؤولين الأتراك.

وأضافت المصادر أن أنقرة حصلت على تطمينات من الجانب الأمريكي بأنه لن يكون هناك مجال لقيام دولة أو كيان كردي على حدودها، وأن دعم واشنطن للمقاتلين الأكراد، كحليف وثيق في الحرب مع «الدولة الإسلامية»، لا يعني أنها ستسمح بقيام دولة كردية تقلق حليفتها تركيا.

ولفتت المصادر إلى أن ما أعلنه رئيس الوزراء التركي «بن علي يلدريم»، في مقابلة تلفزيونية عقب اجتماع مجلس الأمن القومي، من أن «العملية انتهت، لكن تركيا تراقب الأوضاع في الشمال السوري، وقد تتدخل إذا تطلب الأمر بعملية أخرى تحت اسم آخر»، يعني أن خيار القيام بعمل عسكري تركي في أي وقت أمر قائم، وقد يحدث إذا ما خالف أي من الطرفين الأمريكي والروسي تفاهماته مع أنقرة بشأن منبج (بالنسبة لموسكو وواشنطن)، وعفرين (بالنسبة لموسكو)، حيث تم تحديد خطوط التماس بتفاهم تركي روسي في محيط الباب وعفرين، واتفاق كردي مع كل من موسكو وواشنطن في محيط منبج.

وأضافت المصادر أن مباحثات المسؤولين الأتراك، أمس، مع وزير الخارجية الأمريكي، أولت عملية الرقة الاهتمام الرئيس لأن أنقرة، ومع تسليمها بأن واشنطن ستواصل الاعتماد على قوات سوريا الديمقراطية، ترى أن فرصتها للمشاركة في هذه العملية من خلال الفصائل التي شاركت في عملية درع الفرات التي لا تزال موجودة على الأرض، بالإضافة إلى قوات عربية أخرى من داخل الرقة قامت بتدريبها، لا تزال قائمة، وأنها ستسعى لضمان عدم حدوث أي تغيير ديمغوغرافي في الرقة.

وكان «جاويش أوغلو» قد أعاد التأكيد، قبل وصول «تيلرسون» إلى أنقرة، على أن بلاده ستقترح على وزير الخارجية الأمريكي تنفيذ عملية مشتركة ضد «الدولة الإسلامية» في مدينة الرقة.

ولفتت المصادر إلى أن الإعلان المفاجئ لـ«تيلرسون»، بشأن مصير «الأسد»، وتركه ليحدد من قبل الشعب السوري، يشير إلى أن الهدف المقبل لأمريكا والتحالف الدولي هو الإرهاب فقط، ورأت أن أنقرة لن تكون لديها مشكلة في قبول الطرح الأمريكي الجديد بشأن «الأسد»، إذا قبل الجانب الأمريكي بموقفها في الرقة، وإذا حجم من دور الأكراد في سوريا.

وبحسب محللين أتراك علقوا على إنهاء مهمة «درع الفرات»، الذي بدا مفاجئا، فإن هذا الإعلان جاء قبل وصول وزير الخارجية الأمريكي إلى أنقرة، ليكون بمثابة رسالة تركية بأن النجاح في الرقة أمر ممكن، إذا تم الاعتماد على نموذج «درع الفرات»، وأن الفصائل التي شاركت في هذه العملية باتت متفرغة أيضاً للعب دور في عملية الرقة.

المصدر | الخليج الجديد+ متابعات

  كلمات مفتاحية

درع الفرات تركيا بن علي يلدريم