قال الأمير السعودي «تركي الفيصل» رئيس مركز الملك فيصل المدير الأسبق للاستخبارات السعودية حتى 2001 إن قيادة المملكة حاولت استيضاح بعض الأمور في علاقتها مع الولايات المتحدة الأمريكية، بعد انتخاب دونالد ترامب رئيساً، وذلك من خلال زيارة ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الأخيرة لواشنطن.

وأعرب «الفيصل» في حوار نشرته صحيفة المدينة عن تفاؤله إزاء مستقبل العلاقات بين المملكة والولايات المتحدة في عهد ترامب، بخلاف الفترة الرئاسية لأوباما، الذي كان يسعى للتقارب مع إيران، ولم تنعكس سياساته بشكل إيجابي على الأزمة السورية، أو الأوضاع في العراق، حسب قوله.

وأشار إلى أن كل من سارع للتصويت على قانون جاستا (الخاص بمقاضاة أمريكيين السعودية على هجمات 11 سبتمبر) من السياسيين الأمريكيين، بدأوا يتراجعون الآن عن موقفهم؛ مثل السيناتور ماكين، نظراً لأن هذا القانون  سبتمبر قد ينقلب على أمريكا نفسها، بإصدار دول أخرى تشريعات تلاحق ممثلين عن الولايات المتحدة على ما ارتكبوه من سياسات خارجية، بحد قولهم.

واستقبل الرئيس الأمريكي الشهر الماضي ولي ولي العهد السعودي، وهي الزيارة الأولى لمسؤول سعودي وخليجي رفيع المستوى إلى البيت الأبيض في عهد «ترامب».

وبحث الجانبان تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، ومناقشة القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.

واستحوذت الملفات الاقتصادية على صدارة الاجتماع، بما فيها ملف الاستثمارات المتبادلة بين البلدين، إضافة الى التغيرات الاقتصادية المهمة التي تشهدها المملكة بما في ذلك المضي قُدماً نحو تأسيس أضخم صندوق استثمارات سيادية في العالم.

ومنذ تولي ترامب منصب رئاسة الولايات المتحدة، لم يقم بتحديد إطارٍ واضحٍ للسياسة الخارجية فيما يخص العلاقات السعودية الأمريكية.

لكن ترامب أكد مؤخرا أنه لا ينبغي على واشنطن توفير الحماية المجانية لدول الخليج، كما أضاف قائلاً إن دول الخليج 'لا تمتلك شيئاً سوى المال'، وأنه ينوي تكليفهم بمصاريف بناء 'مناطق آمنة' مسقبلية في سوريا. و عبَّر في نفس الوقت عن رغبته بتطوير العلاقات مع دول الخليج بشكل عام بغرض مجابهة نشاطات زعزعة الاستقرار الإقليمي التي تمارسها إيران.

في المقابل يرى السعوديون في الرئيس الجديد فرصة لتحسين علاقتهم مع الولايات المتحدة وردم الصدع الذي تسبب به موقف الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما المؤيد لاتفاق إيران النووي.