سعوديون خائفون من «فلاكا».. تحول مدمنيها إلى «زومبي»

الأحد 2 أبريل 2017 05:04 ص

 عقب توجيهات المملكة بحظر مادة الفلاكا واعتبارها من المواد الممنوعة، والتي تطبق عليها نظام مكافحة المخدرات، ومعاقبة متلقيها وجالبها ومصنعها في المملكة بالقتل تعزيراً، وعقب انتشارمقاطع فيديو لأناس تحولوا إلى «زومبي» بعد تعاطيهم هذه المادة، بحسب ناشريها، أثار الأمر ضجة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر».

وسادت مخاوف بين مغردين سعوديين، بعد تناول أنباء الحظر بشكل فهم منه خطأ دخولها الأراضي السعودية وانتشارها بين الشباب، أشاروا إليها باعتبارها نوعاً من سم الفئران مخلوطاً بمواد كيماوية، وتظهر آثاره في ثوان، ليتحول الإنسان إلى «زومبي»، أرفقوها بمقاطع مصورة لأشخاص قيل إنهم متعاطون للمخدر، بعضهم يهاجم المارة، وآخر يقفز على السيارات، ومنهم من تقطر الدماء من أفواههم في حركات هستيرية.

وسارعت الأمانة العامة للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات عبر حسابها في «تويتر» إلى نفي الخبر، وقالت في تغريدة: «الفلاكا مخدر مصنع أشد فتكاً على الصحة ينتمي إلى مادة الكاثينونات الصناعية، ولم تسجل أية حالات عنه، سواء في المملكة أم في الوطن العربي».

مقطع الزومبي

بدوره، أوضح مدير البرامج الوقائية في الإدارة العامة لمكافحة المخدرات العقيد الدكتور «سامي الحمود» أن «الفلاكا» تصنع على شكل حبوب، مثل حبيبات الملح كريهة الرائحة، قد تؤكل أو توضع في الطعام أو تستنشق في الأنف أو في السجائر، وهي عالية السمية وتتسبب في هلوسة شديدة قد تؤدي إلى الموت.

ونفى «الحمود» أن يكون المقطع المصور، الذي راج في مواقع التواصل الاجتماعي لأحد متعاطي هذا المخدر، وقيل إنه في السعودية، وأكد أنه في المكسيك، مشيراً إلى أن غالبية الدول العربية لم تسجل حالات إدمان على هذا المخدر.

وتوالت تغريدات سعوديين محذرة من هذه المادة القاتلة، طالبوا فيها بمحاصرتها والإبلاغ عن متعاطيها فوراً، وكتب «صلاح مخارش»: «احذروها وامنعوها وحاربوها». وغرد «عبدالعزيز دياب»: «أحذر الشباب من حبوب الفلاكا القادمة من الصين، يصبح مستخدمها مصاص دماء».

بينما كتب «خزام» عن أضرارها موضحاً أنها «تعطى للأبقار المصابة بجنون البقر لتهدئتها، فكيف يكون تأثيرها على الإنسان»؟ ودعا زاهد إلى عدم ترويجها بمنعها «كي لا يكون للسفهاء دافع إلى تجريبها». وطالب «عبدالعزيز الصفيان» بمزيد من التوعية، موضحاً أن «المخدر يحول البشر إلى مجانين وقتلة».

و«الفلاكا» هو اسم المخدر الأخطر في عالم المخدرات، ويعني بالإسبانية «المرأة الجميلة»، وبخلاف اسمه يحول متعاطيه في ثوان إلى آكلي لحوم البشر أو أشخاص خارقين للعادة في خيالات متناوليها، وقد يهرول خوفاً من خيال يطارده، ويتسلق المباني العالية على غرار «سوبر مان» مدفوعاً بطاقة عدوانية تجعله يهاجم من يراه وأحياناً يأكل لحمه.

والاسم العلمي لهذا المخدر «ألفا - بي في بي»، ويعرف بين مدمنيه بـ«الجنون بخمس دولارات»، وعلى رغم اكتشافه في ستينات القرن الماضي، فإن خطورته تزايدت في السنوات الأخيرة، بعدما خلطه تجار صينيون بمواد أخرى أعطته تأثيراً أقوى وأخطر على الصحة، وصدر إلى الولايات المتحدة، وبيع بأسعار زهيدة، مسبباً عشرات الوفيات، وخصوصاً في ولاية فلوريدا، إذ تباع الجرعة الواحدة منه بخمسة دولارات فقط.

ويسبب تناول المادة حالاً من الهلوسة الشديدة لدى المتعاطي، يصاحبه ارتفاع إلى اضطرابات في القلب وزيادة في سلوك العنف والهذيان وترتفع درجة حرارة المتعاطي إلى أكثر من 40 درجة مئوية، يخلع الضحايا معها ملابسهم ويظن بعضهم أن النيران تشتعل في أجسادهم، ويركضون في الشارع ظناً منهم أن ثمة من يلاحقهم ويريد قتلهم.

جرائم الفلاكا

وارتبط تناول «الفلاكا» بكثير من الجرائم البشعة التي ارتكبها متعاطوها من دون وعي منهم، كان أشهرها ضبط طالب (19 عاماً) في فلوريدا يأكل وجه ضحيته بعدما قتله، اتضح فيما بعد أنه كان واقعاً تحت تأثير المخدر الذي يفجر الطاقات العدوانية، على رغم خلو صحيفة القاتل من أية جريمة.

وفي الأردن، أقدم أحد المدمنين على قتل أمه بطريقة بشعة، قيل إنه كان يتعاطى «الفلاكا» التي انتشرت بين الشباب هناك.

وكانت سلطات ولاية فلوريدا أشارت في تقرير نشرته عن المادة، إلى ازدياد خطورتها على الشباب، نتيجة توافرها عبر الإنترنت بشكل أرخص بكثير من المواد المخدرة الأخرى، لكنها أشد تدميراً منها، إذ يباع الكيلوغرام بـ1500 دولار، ويصل من الصين في رزم بريدية صغيرة لتباع في الشوارع، في الوقت الذي يباع الكيلوغرام الواحد من الكوكايين بسعر أغلى 15 مرة على الأقل.

وتسببت «الفلاكا» بوفاة 34 شخصاً بالولايات المتحدة عام 2015، واستقبلت خدمات الطوارئ في المستشفيات حوالى 20 مدمناً في اليوم الواحد.

المصدر | الخليج الجديد+ الحياة

  كلمات مفتاحية

فلاكا مخدرات زومبي

السعودية.. القبض على زومبي روع أهالي الباحة