عندما يتعلق الأمر بإزالة الاورام فإن الجراحين يعتمدون على ما يستطيعون رؤيته بأعينهم، لكن المشكلة أن بعض الخلايا السرطانية قد تبقى بدون إزالة، وتنمو فيما بعد إلى أورام خبيثة جديدة. في حين تظهر مشكلة أخرى عندما يحاول الجراحون أن يفرطوا في الاحتياط، ويقطعون من النسيج السليم، وهو ما حاول الباحثون من جامعة ميتشيغان للتكنولوجيا إيجاد حل له، بابتكار طريقة تجعل الأورام تتوهج أمام الجراحين، كي يعرفوا أي نسيج عليهم أن يستأصلوه.

كيف ترشد خلايا السرطان عن نفسها؟

هذه التقنية التي وضعها «هايينج ليو»، أستاذ الكيمياء في جامعة ميتشيجين، استفادت من تقنية موجودة حالياً تغطي الأجسام المضادة للسرطان بالإنزيمات، كي تجعلها تلتصق بالأورام.

قام «ليو» ببساطة بإضافة علامة تتعلّق بالإنزيم الذي يسمى بيتا غالاكتوسيداس، والتي تتوهج في نطاق الأشعة تحت الحمراء، هذا يعني أنه بمجرد أن يلتقط الجسم المحلول، فإنه يمكن رؤيته حتى في عمق الأنسجة طالما سُلِّط عليه الضوء.

الفريق يقول إن هذه العلامة الجديدة ليست سامة عندما تستخدم بتركيزات منخفضة، كما إنها مستقرة على المدى الطويل، وبهذا يمكن أن تساعد الجراحين حتى أثناء الإجراءات ذات الوقت الطويل، الشئ الجيد هو إنها تتوهج بالأحمر، الذي يختلف عن العلامات الفلورسنتية التي تستخدم في الأنسجة الأخرى التي تتوهج عادة بلون أخضر أو أزرق، وهكذا يمكن لنا أن نحدد على وجه الدقة مكان الخلايا الخطرة.

هل تنتقل الطريقة من المختبر للواقع؟

حتى الآن تمكن «ليو» وفريقه من مشاهدة المادة التي تستخدم كعلامة وهي تتحد بالخلايا المغطاة بالإنزيم بيتا جالاكتوسيداس في أنابيب الاختبار، الخطوة القادمة للباحثين هي في العمل مع العاملين في الحقل الطبي لكي يروا ما إن كان من الممكن توسيع نطاق الابتكار لاستخدامه في الجراحة الفعلية.

هذه بالتأكيد ليست المرة الأولى التي نسمع فيها عن جعل الخلايا السرطانية تتوهج، فقد سبق وأن طور الباحثون في جامعة ولاية أوريجون طريقة لتحقيق نفس النتائج في 2015 باستخدام مركب يعرف باسم النفثالوسيانين، والذي لا يضئ الخلايا السرطانية فقط ليرشد الجراحين، وإنما يستطيع أيضاً تسخينها ليساعد في قتل السرطان.

أيضاً كان هناك النقاط الكمومية للجرافين، والتي يمكن استخدامها لإضاءة الأورام الخبيثة في الجسم أيضاً، لكن، عندما يتعلق الأمر بمحاربة السرطان، فزيادة الأسلحة في الترسانة هو شئ عظيم بالطبع.