ليست بـ«الخضرة» التي تخيلناها.. جذوع الأشجار تطلق غاز الميثان المسبب للاحتباس الحراري

الاثنين 3 أبريل 2017 04:04 ص

دائماً ما نفكر في الأشجار كحليفة لنا، في المعركة ضد غازات الاحتباس الحراري، لكن الباحثين قالوا في اكتشاف جديد أنها ربما لا تكون بـ«الخضرة التي تخيلناها»، فقد وجد الباحثون أن بعض أنواع الأشجار تطلق في الواقع الميثان من جذوعها، مما يعاكس دورها كمصرف لغازات الاحتباس الحراري.

هل الأشجار حليف لنا فعلاً؟

وعلى الرغم من احتواء الميثان على نسبة أقل من الغازات الدفيئة من ثاني أكسيد الكربون، فإن الميثان يعوض هذا النقص بفعاليته، وآثاره على البيئة أقوى بـ25 مرة، وقد حاول علماء المناخ تصنيف المصادر والمصارف لثاني أكسيد الكربون والميثان لتقييم وضع الأرض وإيجاد طرق لتحسين ذلك.

وقرر العلماء دراسة ما تنتجه أو تصرّفه الغابات من الميثان وثاني أكسيد الكربون، لهذا اتجه الفريق القادم من جامعة ديلاوير إلى الغابات، وتابعوا الغابة في موسم النمو من أبريل/نيسان إلى ديسمبر/كانون الأول، مستخدمين نظاماً بصرياً يدعى الطيف المجهري المتكامل، لكي يحللوا ما إن كانت التربة وجذوع الأشجار والحطام الخشبي الخشن أو الخشب المتعفن على الأرض، مصادر أم مصارف لثاني أكسيد الكربون والميثان.

أكبر مفاجأة وجدها الفريق كانت في اكتشاف أن الأشجار تطلق الميثان من جذوعها، وأن الكمية تعتمد على النوع، ولكن بشكل عام فإن هذه الانبعاثات ليست عالية بقدر انبعاثات ثاني أكسيد الكربون التي تمتصها.

من أين يأتي الميثان؟

«رودريجو فارجاس» الباحث على هذه الدراسة، قال إن التربة توفر خدمة للبيئة بعزل هذه الغاز الدافئ، لكن الجذوع تطلق الميثان بما يكافئ أربعة بالمائة مما تستبقيه التربة وحطام الأشجار.

لا أحد يعرف بعد من أين تسحب الأشجار الميثان، لكن الباحثين يعتقدون أن القرائن تشير إلى واحد من مصدرين: ربما تمتصه من التربة عن طريق جذورها، أو إن الخشب بدأ يتعفن من الداخل بالفعل.

وقد وُجد أن الحطام الخشبي الخشن يتأرجح بعنف بين كونه مصدرا ومصرفا للميثان، ويبدو أن ذلك يعتمد على عمره، وفي الوقت الذي تمثل فيه القطع الخشبية التي سقطت على الأرض الوسيط بين الأشجار الحية التي تبعث الميثان وبين التربة التي تمتصه، فإن العلماء وجدوا أن القطع الأكثر تقدما في العمر كانت أكثر قابلية لامتصاص الغازات.

المؤلف الرئيسي للدراسة «دانيال وارنر» قال بدوره: «عندما يسقط حطام شجرة ما، فإنها تبقى وظيفيا هي نفسها من ناحية انبعاث غاز الميثان، لكن بمرور الوقت ومع تحللها، فإنه تحتل بواسطة بكتيريا التربة التي تستهلك الميثان وتتحول للتصرف مثل التربة، أي إنها تتحول لمصرف».

دراسة تحتاج إلى تعمق

وبما إن هذه النتائج تستند إلى قسم واحد من الغابات، فإن الباحثين يخططون للتحقيق فيما إن كان هذا يحدث في الغابات الأخرى ومع أنواع الأشجار الأخرى أم لا، وما إن كانت انبعاثات الميثان هذه مؤثرة على المناخ عالميا.

المصدر | نيو أتلاس

  كلمات مفتاحية

الأشجار جذوع الأشجار غاز الميثان