كاتب: السعوديون يدفعون أغلى تذكرة سينما في العالم

الاثنين 3 أبريل 2017 10:04 ص

أكد الكاتب السعودي محمد الساعد أن علاقة السعوديين بالسينما، وجدانية مليئة بالحرمان، وتكبد المشاق للوصول إليها، فقد عرفوها في وقت مبكر، مع دخول شركة «أرامكو»، إلى الحياة العامة، في الأربعينات من القرن الماضي، منشئة دورًا للسينما داخل مرافقها، خدمة لموظفيها وعائلاتهم.

وقال الساعد في مقال له بصحيفة عكاظ إن مصدرًا في شركة سينما البحرين، قال إن السعوديين يشترون عبر «الأون لاين»، ما يزيد على 4 ملايين تذكرة سنويًا، من حجم 5 ملايين تبيعها الشركة عبر منافذها، مستدركا، أن ذلك يتم بمختلف القنوات الإلكترونية، ويتثبت منها من خلال معرفة مصدر بطاقة «الكريدت كارد»، ومواقع أوامر الشراء، القادمة بالطبع من مدن سعودية.

وعلق الساعد على المعلومات بقوله: لعل من المفارقات المضحكة، أن السعوديين يدفعون أغلى تذكرة سينما في العالم، فالتذكرة يضاف عليها قيمة التنقل، والطيران، والسكن، والطعام، انتهاء إلى صالة السينما، فإذا كان المشاهد حول العالم، يدفع 10 دولارات ثمنا للدخول، فمواطننا الغلبان، يدفع آلاف الدولارات لمشاهدة فيلم واحد.

يقول مصدر في شركة سينما البحرين، إن السعوديين يشترون عبر «الاون لاين»، ما يزيد على أربعة ملايين تذكرة سنويا، من حجم خمسة ملايين تبيعها الشركة عبر منافذها، مستدركًا، أن ذلك يتم بمختلف القنوات الإلكترونية، ويتثبت منها من خلال معرفة مصدر بطاقة «الكريدت كارد»، ومواقع أوامر الشراء، القادمة بالطبع من مدن سعودية.

وأضاف أن السعوديين يبتاعون تذاكرهم قبل وصولهم إلى المنامة، لأنهم يأتون كعائلات ومجموعات، وبالتالي يتأكدون من حجز أفلامهم ومقاعدهم، مع ملاحظة، أن هناك الكثير منهم يشترون من الشبابيك مباشرة، بعد وصولهم لمملكة البحرين، أي أن العدد ربما يتجاوز ذلك بكثير.

واعتبر الكاتب أن الأمر غير مفاجئ أبدا، فهو يؤكد الأرقام المنشورة، عن تقاطر ملايين السعوديين سنويا للبحرين، يذهبون في أغلبهم للترفيه، بحثا عن المتع البريئة، ومنها حضور فنون السينما.

وقال نحن نتحدث هنا عن البحرين فقط، فكم هي الملايين الأخرى، من السعوديين، الذين يتكبدون مشاق السفر، والتكاليف العالية، في طريقهم لدبي والكويت، والقاهرة، وبقية عواصم الترفيه، بحثًا عن «حياة» لهم ولأسرهم.

واعتبر أن تقويض السينما من الحياة العامة، لم يكن خيار الناس، بل كان تماشيا مع التغير في النظرة للمختلف عليه، والنأي عن احترام خيارات الناس، المواطن لم يستسلم، بل وجد حلولا عابرة للحدود، وذهب إليها في الخارج.

وقال السؤال هنا، كيف تعود مرة أخرى، كل المؤشرات تؤكد أن المجتمع يرغب بشدة في رؤية السينما في مدنه، لكن ذلك يتطلب حلولا مبتكرة، تكون قادرة على استيعاب كل الاشتراطات، وخلق مقاربات توافقية، منها النظر إلى تجارب قريبة منا، فقطر والبحرين والكويت، لديها تجارب ثرية، ملبية كل المعايير، يمكن الاستفادة منها للعبور الآمن لعالم السينما.

وكان أول من أدخل دور العرض السينمائية إلى المملكة العربية السعودية هم الموظفون الغربيون في شركة كاليفورنيا العربية للزيت القياسي التي تحول اسمها إلى شركة «أرامكو»، وذلك في في مجمعاتهم السكنية الخاصة بهم في السعودية خلال فترة الثلاثينيات الميلادية، واستمر الوضع على ما هو عليه حتى فترة بداية السبعينيات.

خلال السبعينات حدث تطور مهم، فبعد أن كانت دور العرض السينمائية مقتصرة على الموظفين الغربيين في شركة «أرامكو» في تجمعاتهم السكنية، أصبحت متاحة للمواطنين السعوديين، ثم تحولت الصالات السينمائية إلي الأندية الرياضية السعودية على وجه التحديد، وكان عرضا عشوائيا يفتقد التنظيم والتهيئة اللازمة للمشاهدة والتسويق المناسب، والاختيار الجاد.

وخلال فترة بداية الثمانينات وبعد شهرين من أحداث الحرم المكي في نوفمبر/تشرين الثاني من عام 1979، قامت الحكومة السعودية بإغلاق دور العرض السينمائية المتاحة للمواطنين السعوديين في محاولة منها لاحتواء غضب التيار الإسلامي السعودي بعد أحداث احتلال الحرم المكي من قبل مجموعة متطرفة.

وحاليا لا يوجد دور عرض سينمائية في السعودية ولكن توجد دور عرض سينمائية خاصة بالموظفين الغربيين في شركة أرامكو في مجمعاتهم السكنية الموجودة منذ الثلاثينيات الميلادية، وتقوم بعض مقرات الأندية الأدبية والثقافية السعودية بعرض بعض الأفلام.

ومنذ سنوات طويلة، تشهد السعودية جدلا واسعا حول إقامة دور للسينما بها، ويتنازع الجدل حول الأمر تياران؛ الأول  محافظ يرفض أي مسعى لإقامة هذه الدور، والثاني ليبرالي يدفع باتجاه إقامتها.

  كلمات مفتاحية

السعودية السينما البحرين