شباب روسيا لا يشاهدون التلفزيون.. من هنا تأتي مشكلة «بوتين» الكبيرة

الثلاثاء 4 أبريل 2017 04:04 ص

تتسم الاحتجاجات الأخيرة في روسيا بامتلائها بالشباب الصاخبين، الذين طفح بهم الكيل من حكومة بلادهم، وفي 26 مارس/أذار الماضي قبضت الشرطة على عشرات الأشخاص الذين خرجوا في احتجاجات على فساد الحكومة بقيادة زعيم المعارضة الشعبية «ألكسي نافالني».

ولكن، على عكس المظاهرات الماضية التي تركزت في موسكو، فإن أكثر من 90 مظاهرة حالية قد حدثت في أماكن أخرى في أنحاء البلاد في مدن أخرى كبيرة مثل سانت بطرسبرغ ومدن صغيرة في سيبيريا والشرق الأقصى.

موجة التمرد الأخيرة مختلفة

وكان «نافالني» الذي حكمت عليه المحاكم الروسية بالحبس 15 يوماً لتنظيم الاحتجاجات ومقاومة أوامر الشرطة، قد حشد الناس للخروج ضد «ديمتري ميدفيديف» رئيس الوزراء الروسي، مدعياً أنه كون ثروة عن طريق إخفاء التبرعات من خلال شبكة من الجمعيات الخيرية.

ومع إن الروسيين احتجوا سابقاً في حشود في 2011، وبعد انتخاب «بوتين» في 2012، فإن كلاً من المحللين والناس على الأرض يقولون إن الموجة الأخيرة من التمرد لها شعور مختلف.

الشباب لا يشاهدون التلفزيون

وقد قال «نيكولاي سيروف»، وهو صحفي كان يغطي الاحتجاجات على الأرض في موسكو، لبيزنس إنسايدر في بريد إلكتروني: «أظهرت الأحداث الأخيرة أنهم [الحكومة] قد تعثروا بظاهرة غير متوقعة والتي تعد غير سارة بالنسبة لهم: الشباب لا يشاهدون التلفزيون».

بدلاً من ذلك، يحصل شباب روسيا على المعلومات من الإنترنت، والذي ما يزال «حرا نسبياً»، وفقاً لما قاله «سيروف»، مضيفاً «الشباب يمكنهم أن يجدوا الحقيقة هناك».

بالنسبة لبلد ظلت فيه معدلات الموافقة على الرئيس «بوتين» أكثر من 80% بشكل ثابت على مدى السنوات الثلاث الماضية، فإن السلسلة الجديدة من الاحتجاجات تتميز باتساعها على نطاق البلاد، وبتركيز غير متوقع (حيث أن ميدفيديف كان يعتبر سياسياً ذا قوة فعلية قليلة) وانقسام بين الأجيال.

وقد اكتسب «نافالني»، الذي قام بجمع أتباعه من نشر فيديوهات مناهضة للكريملين وعبر مدوناته على وسائل التواصل الاجتماعي، شعبية كبيرة من الناس الذين يعتمدون على الإنترنت بدلاً من التلفزيون الحكومي، للحصول على أخبارهم.

المظاهرات انعكاس للإحباط المتراكم

وقد قال «أندريه»، وهو أحد الذين تظاهروا في موسكو ويبلغ من العمر 16 عاماً: «بالنسبة لدولة غنية جداً بالموارد الطبيعية، فنحن فقراء جداً».

أما المتحدث باسم الكريملين فقد قال دون أن يرفق كلامه بأدلة أن المتظاهرين «حصلوا على وعود بأخذ مكافآت مالية في حال تم اعتقالهم من قبل سلطات إنفاذ القانون».

لكن «غريغوري أوخوتين»، وهو ناشط ينسق المساعدة القانونية لأولئك الذين اعتقلوا في الاحتجاجات، قال في بريد إلكتروني أن المظاهرات تمثل سنوات من الإحباط بسبب الطريقة التي تعامل بها الحكومة الروسية مواطنيها.

بعض المتظاهرين أيضاً طلوا وجوههم بالأخضر وأخرجوا بطا مطاطيا كرمز لما ادعاه «نافالتي» حين قال أن «ميدفيديف» لديه منزل منفصل للبط على ممتلكاته الفخمة التي تبلغ مساحتها 80 هكتاراً، والتي تحتوي على جدران تبلغ 20 قدما تقريبا.

التظاهرات والقمع سوف يشتدان

وقد قالت «نينا خروشيفا»، أستاذة الشئون الدولية وحفيدة الزعيم السوفيتي «نيكيتا خروشيف»، أن التظاهرات وجهود «الكريملين» لإخضاعها قد تتكثف قبل الانتخابات الرئاسية لعام 2018، والتي أعلن نافالني عن نيته لخوضها في ديسمبر/كانون الأول 2016.

ومع إن فرصة سماح الكريملين لـ«نافالني» بخوض الحملة نفسها ضئيلة بشدة، إلا إن التظاهرات الأخيرة وشعبية السياسي مع الشباب المتابعين للإنترنت، يظهر أن صوت المعارضة الشابة في روسيا قد يحصل على زخم لا بأس به.

  كلمات مفتاحية

بوتين تظاهرات روسيا المعارضة الروسية