اكتشاف سمكة تنفث الهيروين في أجساد أعدائها.. هل تتحول إلى مصدر للمخدرات؟

الثلاثاء 4 أبريل 2017 04:04 ص

تبدو هذه السمكة الصغيرة ذات اللون الزاهي للوهلة الأولى آمنة تماماً ولا تحمل أي تهديد، كأنها سمكة من الفيلم الكرتوني «البحث عن نيمو»، لكن ذلك كله يتغير عندما تفتح فمها.

حصلت سمكة «Fang blennies» على هذا الاسم من كلمة fangs التي تعني «أنياب»، هذه الأنياب تتلاءم بشكل آمن داخل فتحات في رؤوسها عندما تغلق أفواهها، لكن سماتها المخيفة لا تتوقف عند ذلك، بعد أن اكتشف العلماء أنها تنفث سما من نوع خاص في أجساد أعدائها.

سم غير مؤلم

علماء الأحياء وصفوا السم القوي في هذه الأسماك التي تستوطن الشعاب المرجانية في أستراليا وفي أنحاء العالم، وذلك في ورقة بحثية نشرت في دورية «Current Biology» الأسبوع الماضي.

يختلف سم سمكة «فانغ بليني» عن سم العديد من الحيوانات الأخرى، فهجماتها الدفاعية لا تسبب الألم، وإنما تتسبب في حدوث العكس في الواقع، وبدلاً من ذلك، يعمل السم مثل الهيروين أو المواد الأفيونية الأخرى، فهي تتسبب في إبطاء الكائن القادم لافتراس السمكة، وذهوله قبل أن يتمكن من افتراسها.

اكتشف المؤلف الرئيسي لهذه الدراسة «برايان فراي» الأمر مع زملائه، بعد أن جمعوا سم هذه السمكة بكل حرص، حيث رفعوا أسماك «فانغ بليني» من الخزان، وجعلوها تعض مسحات صغيرة من القطن، ثم قاموا بإلقائها ثانية في الماء، وقد علق فراي قائلاً «أنهم ليسوا خجولين من العض».

السم قد يصبح دواء مستقبلياً

الدراسة الجديدة لم تشمل إلا نوعين فقط من هذه الأسماك، لهذا فمن المحتمل ألا تكون جميع أسماك «فانغ بليني» لديها سم، أو ربما ليست جميعها تستخدم نفس الطريقة الغريبة في الهجوم، لكن «فراي» وفريقه يخططون للبحث عن مركبات غير عادية أخرى في سموم أعضاء نفس الجنس السام.

ويأمل «فراي» أن يواصل دراسة هذه السموم، التي تعد استثنائية في تركيبها الكيميائي، كي يساعد في تطوير أدوية مسكنات بديلة قاتلة للألم في المستقبل، لكن التركيبات التي علينا أن نستخدمها، والحالات التي يمكن أن تستخدم فيها، ما تزال غير معروفة.

الماضي المثير للسمكة الغريبة

ومع إن مستقبل هذا السم يبدو مثيراً، إلا إن ماضي هذه السمكة قد يكون أغرب شئ في القصة، فقد وجد «فراي» وزملاؤه أنه قبل فترة طويلة من تطوير أسماك فانغ بليني لهذا السم، فقد كان لديها الأنياب، وبدلاً من استخدامها لتخويف الأسماك الأخرى، كانت تعتمد عليها في الأكل.

وقد كان لون أجدادها يشبه لون أسماك تنظيف أسنان الأسماك الكبيرة، ولهذا كانت تقترب من الأسماك الكبيرة التي تظنها قادمة للمساعدة، وبدلاً من ذلك، تقطعها بأنيابها وتعود إلى مسكنها في الشعاب المرجانية.

وقد لعب سم هذه الأسماك دورا في تغيير اللعبة التطورية، فقد بدأت الأسماك الأخرى في تقليد لون أسماك فانغ بليني، كي تهرب منها الأسماك المفترسة خوفاً.

  كلمات مفتاحية

أسماك نظرية التطور