استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

جـدية أمـريكا وهـزلها

السبت 8 أبريل 2017 03:04 ص

يقول الخبر الذي ربما لم يتوقف عنده كثيرون، إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس قال بعد مشاركته في القمة العربية التي عقدت في الأردن، إن «الإدارة الأمريكية الجديدة تفكر جدياً بحل القضية الفلسطينية! وإن الحوار متواصل معها وهناك عدد من القضايا التي كانت تريد رأينا فيها أو إجابتنا عنها، ونحن قدمنا لهم موقفنا من كل تساؤلاتهم..

والإدارة الأمريكية كانت تترقب قرارات القمة لا سيما أن إدارة ترامب تريد تفعيل ملف القضية الفلسطينية، وأن صيغة الحل للقضية الفلسطينية وفق الرؤية العربية واضحة.. الفلسطينيون يريدون دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 أي تنفيذ حل الدولتين وتطبيق المبادرة العربية للسلام التي أعيد التأكيد عليها» في القمة.

يذكر أن الرئيس محمود عباس سيتوجه خلال هذا الشهر إلى واشنطن للقاء دونالد ترامب، الذي سيلتقي في الفترة نفسها كل من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني عبد الله الثاني. ويُذكر أيضاً أن المبادرة العربية تنص على إقامة علاقات طبيعية بين العرب و«إسرائيل» مقابل انسحاب «إسرائيل» من الأراضي التي احتلتها 1967 وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، وهكذا يكون العرب قد سامحوا العصابات الصهيونية على ما فعلوه قبل ذاك التاريخ، وسامحوهم بثلاثة أرباع فلسطين.

المهم، الإدارة الأمريكية «تفكر جدياً» في حل القضية الفلسطينية، وهذا يعني أنها لم تكن تفكر بشكل جدي في السابق، والرئيس ترامب كان ينتظر قرارات القمة العربية ليبني عليها رؤيته! (عجيب)، رغم قيام الولايات المتحدة منذ أكثر من عشرين سنة بلعب دور الراعي الرئيسي لعملية السلام، ورعت اتفاقية أوسلو التي لم يتم ترجمتها على أرض الواقع، ذاك الدور المزيف وغير الموضوعي واللاأخلاقي الذي كان يقف إلى جانب «إسرائيل» في عدوانها على الشعب الفلسطيني، وفي توسيعها للمستوطنات وقضم الأراضي الفلسطينية، وبناء جدران الفصل العنصري الذي قطع أوصال الأراضي وسرق الممتلكات ويسعى إلى تقنينها وشرعنتها.

نقرأ هذا التصريح بشأن جدية ترامب في حل القضية الفلسطينية كأن أحداً لم يكن يتابع حملته الانتخابية التي صرح فيها أنه سينقل السفارة الأمريكية إلى القدس، والتي عاد نائبه خلال الأسبوع الماضي ليؤكد أن الفكرة لا تزال واردة، أي أن ترامب لم يتراجع، أو كأن أبو مازن لم يتابع زيارة نتنياهو الأخيرة لواشنطن وتفاصيل لقاءاته مع ترامب أو المسؤولين الأمريكيين.

للتذكير، فقد طرح نتنياهو أفكاراً بشأن «الحل الإقليمي» للقضية الفلسطينية واندهش ترامب لأنه كان يفكر بالأمر ذاته! وهو أنه ليس بالضرورة أن يكون الحل وفق قرارات القمة العربية في بيروت أو عمان، وأن حل الدولتين ليس هو الحل الوحيد، وبالإمكان الحديث عن حل دولة واحدة تكون الضفة الغربية من ضمنها، وليس غزة، بمعنى آخر أن تكون هناك ترتيبات «إقليمية» يشترك فيها الأردن ومصر و«إسرائيل» والسلطة الفلسطينية لتقديم تصور حول الحل «الإقليمي».

وقد أُشيع وقتئذ أن مصر ستتخلى عن جزء من سيناء لتمنحها للدولة الفلسطينية التي ستضم غزة وسيناء، بينما سيتم ضم الضفة الغربية إلى «إسرائيل» مع المحافظة على إدارة ذاتية، وإما أن ترتبط بالمملكة الأردنية ضمن شكل فدرالي أو كونفدرالي وفق ما يتم الاتفاق عليه. فهل زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني عبد الله الثاني إلى واشنطن خلال إبريل الحالي تأتي في سياق «الحل الإقليمي»؟

لقد نفت مصر خبر منح جزء من سيناء للفلسطينيين لإقامة دولتهم عليها، كما سبق أن نفى ملك الأردن أية أفكار بشأن ضم الضفة الغربية إلى الأردن، ويبقى إذاً «الحل الإقليمي» الذي قد تشارك فيه مصر والأردن وفلسطين، فهل يمكن أن يؤدي هذا الحل إلى دولة كونفدرالية بين الأردن وفلسطين و«إسرائيل»؟!

وإذا كان الأمر كذلك، لماذا تبنى العرب في قمتهم حل الدولتين!

وماذا سيقول ترامب لقادة مصر والأردن وفلسطين بشأن الحل؟

هل سيبلغهم قراره بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، أو سيقنعهم بالقبول بوجود إدارة ذاتية فلسطينية مع تحسين اقتصادي؟

فالمشكلة حسب نتنياهو مرتبطة بتحسين أوضاع الفلسطينيين في الضفة الغربية، وكأنه على قناعة من أن الفلسطيني وصل إلى مرحلة متقدمة من اليأس تجعله يطالب بتحسين اقتصادي له ولأفراد أسرته، ويبدو أن الإنسان الفلسطيني في الداخل وصل لما يشبه اليأس نتيجة السياسات والأفق المغلق لقضيته وقضايا المنطقة، ويكفي أن الانقسام بين حركة فتح وحماس، أي بين الضفة الغربية وغزة لا أفق لانتهائه، والطرفان يتصرفان وكأن الانفصال أبدي.

أما فلسطينيو الشتات، وكما نتابع خلال مواقع التواصل الاجتماعي وكما ينقله المتابعون للشأن الفلسطيني فقد بلغ اليأس والإحباط بهم درجة عالية.

الجديد في الأمر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال في «رسالة تحية» بعث بها إلى مؤتمر القمة العربية، إن حل القضية الفلسطينية يمثل شرطاً هاماً لضمان الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. وقال، إن «المبادرة العربية التي أقرت في قمة بيروت عام 2002 تخلق مقدمات ملائمة لدفع عملية المفاوضات الفلسطينية «الإسرائيلية».

إذاً، بوتين يدعم حل الدولتين، ولكن حتى هذا المصطلح في ظل دولة في غزة وأخرى في الضفة الغربية أصبح غائماً ولا يعدو كونها للاستهلاك المرحلي.

الولايات المتحدة ليست جادة اليوم، ولن تكون جادة غداً في حل القضية الفلسطينية حلاً عادلاً، و«الحل العادل» في نظرها هو أن يستسلم الفلسطينيون ومعهم العرب للأمر الواقع بوجود «إسرائيل» أقوى دولة في المنطقة.. فهل سيحدث هذا؟

* د.عبدالله السويجي كاتب وأكاديمي من الإمارات مختص بالإدارة والموارد البشرية. 

المصدر | الخليج - الشارقة

  كلمات مفتاحية

أميركا القضية الفلسطينية القمة العربية ترامب إسرائيل حل الدولتين