هجوم «ترامب» في سوريا: الجيد والسيء.. والقبيح

السبت 8 أبريل 2017 03:04 ص

بناء على أمر من الرئيس «دونالد ترامب»، قام الجيش الأمريكي بإلقاء العشرات من صواريخ كروز على قاعدة جوية سورية أطلقت من خلالها أسلحة كيماوية هذا الأسبوع أدت لقتل مدنيين سوريين من بينهم عدد من الأطفال. ويندد نقاد «ترامب» بالضربات كدليل على تهوره وتورط أميركا غير الحكيم في الحرب الأهلية السورية. ويحتفل مؤيدوه بالهجوم كعلامة على التصميم الأمريكي الذي كان مفقودا خلال السنوات الثمان الماضية، فضلا عن أنه رسالة إلى الأشرار في العالم.

هل يجب علينا أن ندين أو نثني على قرار «ترامب»؟ الجواب، بالطبع، ليس من السهل، حيث لدي أسئلة أكثر من الإجابات.

الجيد

عندما كانت إدارة «أوباما» تتجه نحو رد عسكري على الهجوم الكيميائي السوري عام 2013 لإنفاذ خطها الأحمر المعلن، على الرغم من أنني لم أؤيد هجوما بدون الحصول على شعبية واسعة، ودعم من الكونغرس والحلفاء، فقد لاحظت أن أي شيء أقل من الهجوم الكبير لتدمير قدرات الأسد الجوية لن يرسل رسالة قوية بما فيه الكفاية. ونحن نعلم جميعا ما حدث بعد ذلك، وبطبيعة الحال، فقد تعرض الرئيس «أوباما» لانتقادات شديدة لعدم تصرفه (ولكني أرى أن الخطأ الأكبر هو الخط الأحمر، وليس الفشل في فرضه). وحقيقة أن معظم ترسانة الأسد الكيميائية قد دمرت لاحقا في اتفاق توسطت فيه روسيا ووفر مكاسب صافية لمصالح الولايات المتحدة.

أما في الوقت الحاضر، في حين أعتقد أن الرد الدبلوماسي المدعوم بالتهديد الموثوق به للعمل العسكري كان سيحقق استجابة أكثر حكمة لجريمة الحرب الأخيرة التي ارتكبها نظام «الأسد» يمكن للمرء أن يجادل أن صواريخ كروز قد تعيد الردع مع «الأسد» بقدر ضيق فيما يتعلق باستخدام الأسلحة الكيميائية. ومع ذلك، فإنني أشعر بالقلق من أن تركز الهجوم على قاعدة جوية واحدة يمكن أن ينظر إليه من قبل «نظام الأسد» على أنه ليس أكثر من عملية رمزية. وماذا لو فعل «الأسد» ذلك مرة أخرى؟

الجيد، كما ترون، هو على الأرجح ليست جيدا. بل هناك مشاكل أكبر مع هذا الهجوم.

السيء

لقد كان خطر التصعيد العسكري مع روسيا أحد الاعتراضات المتكررة على الهجوم العسكري الأمريكي على «نظام الأسد«. وفي حين أن الكثيرين قد رفضوا هذه المخاوف (وهي من وجهة نظري غير مشروعة)، حيث يمكن للجميع أن يوافقوا على أن مثل هذا التصعيد سيكون أكثر احتمالا إذا كانت الضربات الأمريكية ستقتل عددا من الأفراد العسكريين الروس الموجودين في مواقع مشتركة مع العسكريين السوريين. وبينما يزعم وزير الخارجية «ريكس تيلرسون» أن موسكو أبلغت بالهجوم في وقت مبكر لأغراض نزع التعارض، فإن هناك جزءا من القاعدة قيد البحث يديرها الجيش الروسي. ولا يزال من السابق لأوانه معرفة ما إذا كان ذلك صحيحا وما الذي حدث لأي موظفين روسيين متمركزين هناك. ولكن هذا الخبر تركني غير مستقر. حتى لو لم يصب الروس في هذا الهجوم وإذا رفضت موسكو التصدي للتصعيد ردا على ذلك، فيمكنكم التأكد من أن هناك انتقام روسي في مكان آخر في نهاية المطاف. ربما ستكون هناك تكلفة مقبولة لهذا من البيت الأبيض، وربما لا.

ثانيا، كان تحفظ «أوباما» لشن هجوم في عام 2013 يعتمد جزئيا على رغبته في الحصول على دعم الكونغرس، وقد كانت هذه هي الغريزة الصحيحة. فقد كشفت استطلاعات الرأي الشعبي فى ذلك الوقت عن عدم وجود تأييد عام للهجوم. وأفادت معظم التقارير أن القرار لن يحصل على تأييد الأغلبية في الكونغرس. ولا يزال يتعين على المشرعين الأمريكيين إجراء تصويت سريع على المشاركة العسكرية الأمريكية في الحرب الأهلية السورية بينما لا تزال السلطة التنفيذية تشن حربا بلا قيود.

ثالثا، لا يمكن أن ينظر إلى ضربات صواريخ كروز في معزل عن أمور أخرى وينبغي قياسها في سياق تصاعد تدخل أمريكا في الحرب في سوريا. من الغارات الجوية، إلى تدريب وتجهيز القوات الأصلية في عهد «أوباما»،تصاعد تدخل الولايات المتحدة في ظل «ترامب» ليشمل نشر مدفعية البحرية الأمريكية و الجيش الأمريكي، والآن لدينا هذه الضربات. هذا خط زمني خطير.

القبيح

لقد أدان «ترامب» توجه «أوباما» لشن هجوم بعد استخدام الأسد الأسلحة الكيميائية عام 2013 وطالبه بالذهاب إلى الكونغرس للموافقة عليه. وفي الحملة الانتخابية، كرر «ترامب» أنه سيعمل مع «الأسد» وروسيا لمحاربة الإرهاب. والمشكلة الحقيقية، التي أصر عليها مرارا وتكرارا، هي الدولة الإسلامية بدلا من «بشار الأسد». لقد سمعنا مرارا أن «ترامب» كان واقعيا ولم يكن مهتما بالتدخل الأجنبي. قبل أيام قليلة، بدا أن كبار أعضاء الإدارة يقبلون بأن «الأسد» باق. ومع ذلك، بعد هجوم الأسلحة الكيميائية هذا الأسبوع، قال «ترامب» أنه سيكون هناك رد، وكان هناك بالفعل. وفي حين أن الهجوم الكيميائي كان مروعا بلا شك، فإن الأسد يقتل المدنيين بالرصاص والقنابل منذ سنوات بأعداد أكبر بكثير. ولكي يكون ذلك مباشرا، فإن الذي يخيفني هو سرعة تغيير «ترامب» لسياسة قائمة منذ فترة طويلة ولأسباب غير واضحة. إنني أشعر بالقلق إزاء ما يبشر به من قرارات بشأن الحرب والسلام على مدى السنوات الأربع أو الثمان المقبلة.

المصدر | ريان إيفانز - وور أون ذا روكس

  كلمات مفتاحية

ترامب سوريا الأسد أسلحة كيميائية خان شيخون