طبول الحرب تدق في الحديدة.. والرياض تحشد القبائل والسلاح الأمريكي

السبت 8 أبريل 2017 11:04 ص

تستعد قوات الجيش اليمني وبالتعاون مع قوات التحالف العربي بقيادة السعودية لعمليات تحرير محافظة الحديدة وموانئها غرب اليمن تمهيدا لاستعادة العاصمة صنعاء وذلك عبر التحركات والتصعيد العسكري ومصاحبة ذلك بتفعيل دور رجال القبائل في المناطق المحيطة بصنعاء.

وأوضحت مصادر يمنية أن إرهاصات عملية الحسم بدأت تدريجيا على أرض الواقع في الجانب العسكري، والتي بدأت بالتحركات العسكرية في المناطق الغربية لمحافظة الحديدة، والتي من المتوقع أن تسير عملية تحرير صنعاء بالتوازي مع السيطرة على محافظة الحديدة، غربي اليمن، والتي تقع فيها أهم الموانئ اليمنية التي تغذي الميليشيا الانقلابية الحوثية وحليفتها القوات التابعة التابعة للرئيس السابق علي صالح.

وانطلقت عملية الرّمح الذّهبي التي قادتها القوات الحكومية مدعومة من التحالف العربي إلى الأمام بطول السّاحل الغربي لليمن، حيث تحرّكت من مضيق باب المندب إلى وادي الضّباب وعبر مدينة المخا في تعز.

وتعمل قوّات الحكومة حاليًا على السّيطرة على المراكز السكّانية مع الحرص على حماية أجنحتها.

 ومع استعادة الجزء الأكبر من ساحل تعز، فإنهم حقّقوا هدفهم تقريبا. وتبتعد القوّات الحكومية الآن فقط بمسافة 80 إلى 90 ميلًا (129 إلى 145 كيلومترًا) جنوب مدينة الحديدة الساحلية، وهي واحدة من المناطق الأكثر أهمية تحت سيطرة الحوثيين.

وقالت مصادر عسكرية يمنية إن هناك عدة ألوية في طريقها إلى الوصول من أماكن التدريب التابعة للحكومة والتحالف العربي.

وزار نائب الرئيس اليمني الجنرال البارز علي محسن الأحمر مواقع قواته العسكرية غربي البلاد وقال إن النصر قريب. 

وأضاف الأحمر خلال زيارته الميدانية التي شملت تفقد سير العمليات العسكرية في ميدي وحرض واستغرقت 3 أيام إن «عودة الدولة هو الحل الوحيد لأزمة البلاد»، مؤكدا أن قوات الشرعية باتت على وشك الانتصار على الميليشيات الحوثية المتحالفة مع إيران.

وتحدثت مصادر عسكرية ومحلية، أن قوات التحالف دفعت خلال الأيام الأخيرة بتعزيزات جديدة إلى مدينة المخا الساحلية على البحر الأحمر انطلاقا من مدينة عدن جنوبي غرب البلاد. كما دفعت القوات الحكومية بتعزيزات أخرى إلى شمال محافظة الحديدة.

كما دفعت الحكومة بلواءين عسكريين تم تدريبهما حديثا، يتمركز الأول في منطقة ميدي (230 كلم) شمال مدينة الحديدة، أما اللواء الثاني فيتحصن خارج منطقة الخوخة (130 كلم) جنوب المدينة، وذلك بهدف وضع حد لعمليات تهريب السلاح واحتكار شحنات الإغاثة.

لقاء بن سلمان مع القبائل

وأشارت المصادر إلى قيام السلطات السعودية بتنظيم الاجتماع القبلي لزعماء القبائل اليمنية في الرياض خلال الأيام القليلة الماضية ولقاء ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بزعماء القبائل اليمنية وإلقائه كلمة مؤثرة فيهم، والتي تهدف في مجملها إلى إعادة تفعيل دور القبائل اليمنية، كدور تقليدي في العمليات العسكرية الراهنة باليمن من أجل استعادة الدولة ومؤسساتها إلى حضن الحكومة الشرعية بقيادة الرئيس عبدربع منصور هادي».

 واعتبرت هذه المصادر «أن تحرير محافظة الحديدة والسيطرة على ميناء البحري تعد في مقدمة الأولويات الراهنة لقوات التحالف والقوات الحكومية والمقاومة الشعبية الموالية للرئيس هادي وأن الإجراءات والترتيبات تسير في اتجاه تحقيق هذه الهدف والذي سيكون تحقيقه عامل مساعد لتسهيل عملية حصار صنعاء اقتصاديا عبر السيطرة على ميناء الحديدة، وعسكريا عبر التقدم العسكري لقوات الجيش الحكومي نحو العاصمة من مختلف الجهات وكذا عبر كسب ولاءات زعماء القبائل المحيطة بصنعاء وبالتالي تسهيل دخول العاصمة بدون مواجهات عسكرية كبيرة».

 وكانت السلطات السعودية عقدت اجتماعا كبيرا منتصف الأسبوع المنصرم لزعماء القبائل اليمنية من مختلف المحافظات اليمنية وأعطتهم دفعة قوية لاستعادة دورهم القبلي المؤثر والفعال في المعركة المقبلة لاستعادة صنعاء من الانقلابيين الحوثيين وصالح والذين أدخلوا اليمن في معركة طاحنة من أجل السيطرة على الحكم في البلاد.

وذكر الشيخ سلطان العرادة وهو محافظ مأرب وأحد أبرز حضور اللقاء بالأمير محمد بن سلمان في الرياض أن هذا اللقاء مع ولي ولي عهد المملكة ضم عددا من مشائخ وأعيان اليمن وكان «له مردودات ورسائل على المستوى المحلي والإقليمي والدولي».

 وأوضح في تصريحات إعلامية «أن هذا اللقاء سيكون له دور فاعل على كافة المستويات وأهمها دعم ومساندة قوات الشرعية والقيادة السياسية والحكومة اليمنية وكذا قوات التحالف العربي لاستعادة دولتهم المخطوفة من قبل الميليشيات».

 ويعتقد العديد من المراقبين أن هذا اللقاء القبلي الذي يعتبر الأول من نوعه في السعودية مؤشر كبير على التحوّل السياسي السعودي واليمني على حد سواء نحو تفعيل الدور القبلي لمساندة قوات الدولة والحفاظ عليه من أجل فرص أكبر للاستقرار السياسي في البلاد مستقبلا، بعد ان عرضته جماعة الحوثي المسلحة وحليفها صالح للانهيار والتصدع الكبير خلال الثلاث السنوات الماضية.

 وذكروا أن أحد أهم القضايا في اللقاء القبلي في السعودية هو احتواء القبائل الرئيسية السبع المحيطة بالعاصمة وكسب ولاءها لدعم السلطة الشرعية في اليمن بقيادة الرئيس هادي من أجل استعادة السيطرة على صنعاء وضمان الاستقرار فيها، انطلاقا من العرف السائد في اليمن بأن السيطرة على العاصمة تمر عبر الحزام الأمني المحيط بها والمقصود به هو كسب ولاء القبائل الشديدة البأس المحيطة بالعاصمة صنعاء من كافة الاتجاهات.

طائرات أمريكية

وقبل أيام، وصلت إلى مطار عدن الدولي 4 طائرات شحن عسكرية أمريكية تحمل العتاد العسكري والأسلحة، وفقاً لمصدر أمني في المحافظة الجنوبية.

وذكر المصدر أن 4 طائرات شحن عسكرية من نوع "سي 130"، تحمل كميات كبيرة من العتاد والأسلحة المتنوعة هبطت في مطار عدن وسط استنفار أمني؛ حيث رافق وصولها تحليق مكثّف لمقاتلات ومروحيات تابعة للتحالف.

وقال المصدر، إن الأجهزة الأمنية أغلقت مساء الأحد المطار احترازياً استعداداً لوصول العتاد العسكري، متوقعاً أن يستخدم العتاد الأمريكي في العملية التي تعتزم قوات التحالف شنّها للسيطرة على ميناء الحديدة.

سيناريو عدن

وما يعجِّل أيضاً بالعملية العسكرية المتوقعة، وفق ما أفاد به مدير التوجيه المعنوي في وزارة الدفاع اليمنية، محسن خصروف، هو "تجاهل الأمم المتحدة لطلب الإشراف على ميناء الحديدة بهدف وضع حد لعمليات تهريب السلاح واحتكار شحنات الإغاثة"، مشيراً إلى أن القرار السياسي اتخذ، وأن الاستعدادات العسكرية اكتملت، ولم يبق إلا انتظار ساعة الصفر لتحرير الحديدة من قبضة الحوثيين".

وأكدت مصادر عسكرية في الجيش اليمني أن معركة تحرير الحديدة ستبدأ وتحسم قبل بداية شهر رمضان، من أجل تأمين وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع المناطق المحتاجة في المحافظة والمناطق المجاورة لها، التي بدأت مؤشرات المجاعة تظهر فيها، نتيجة منع الانقلاب لوصول تلك المساعدات إليها، واستمرارها في نهب واستغلال هذه المناطق الزراعية ومصائد الأسماك.

وأشارت المصادر إلى أن سيناريو تحرير عدن الخاطف قد يطبق في معركة الحديدة، وسيكون أكثر حذراً من تعرض المدنيين في المدينة إلى خسائر، جراء تمترس الميليشيات في الأحياء السكنية، واتخاذ المدنيين دروعاً بشرية.

ونقلت مصادر صحفية أن جميع التجهيزات العسكرية والترتيبات والخطط الخاصة بمعركة تحرير الحديدة واستكمال تحرير الساحل الغربي لليمن استكملت، وفي انتظار قرار بدء المعركة البرية، التي حشدت لها قوات الجيش لواءين من أبناء إقليم تهامة، إلى جانب الألوية المشاركة في جبهات حرض والمخاء، والتي تقدر بـ11 لواءً، فضلاً عن مشاركة قوات التحالف العربي من خلال عمليات القصف الجوي وعبر البوارج البحرية، والإنزال البحري لقوات خاصة بعمليات اقتحام المدن.

ويعتبر المراقبون أن تحرير ميناء الحديدة سيقود إلى الوصول مباشرة إلى أبواب صنعاء لتحريرها، كون جماعة الحوثي تعتبر ميناء الحديدة شريانها الرئيس الذي يمدها بالمال والسلاح، وأن هناك استعدادات كبيرة من قبل الجيش ودول التحالف العربي.

ومنذ أسابيع، تطالب الأمم المتحدة التي رفضت الإشراف على الميناء بتجنيبه الأعمال القتالية، وتقول إن 70% من واردات البلاد والمساعدات الإنسانية تدخل عبره.

والميناء الواقع على البحر الأحمر والقريب من مضيق باب المندب خاضع لسيطرة الحوثيين.

والحديدة جزء من جبهة قتال أوسع تقاتل فيها القوات الموالية للرئيس هادي، المدعوم من التحالف، الحوثيين المتحالفين مع إيران.

وتشكل التحالف الذي تقوده السعودية في 2015 لقتال الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق «علي عبد الله صالح».

وباب المندب ممر مائي استراتيجي يمر عبره نحو 4 ملايين برميل نفط يوميا.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

اليمن الحديدة السعودية التحالف محمد بن سلمان