حذر رئيس المجلس الرئاسي لحكومة «الوفاق الوطني» الليبية «فايز السراج»، من اندلاع حرب أهلية في البلاد، بعد تنفيذ طائرة تابعة لقوات الجنرال «خليفة حفتر»، الأربعاء الماضي، غارات جوية على قاعدة تمنهنت الجوية جنوبي ليبيا.

وقال «السراج» في بيان أصدره المكتب الإعلامي له عقب لقائه رئيس الوزراء الفرنسي «برنار كازنوف» في تونس، أمس الجمعة، إن حادث قصف قاعدة تمنهنت يعتبر تطورا خطيرا لا يساهم بأي حال في استقرار البلاد، وإنما تزيد من فرص اشتعال فتيل حرب أهلية يسعى المجلس الرئاسي وجميع الليبيين إلى تجنبها.

وأكد «السراج» ضرورة التزام جميع الأطراف بالحوار والابتعاد عن أي تصعيد، مشددا على أن اهتمام فرنسا وأوروبا بصفة عامة لا يجب أن يقتصر على قضية الهجرة غير الشرعية ومكافحة الاتجار بالبشر فقط، بل يجب أن تهتم أيضا وبصيغ فعالة بمعاناة المواطنين الليبيين.

وكان المجلس الرئاسي لحكومة «الوفاق الوطني» الليبية، قال في بيان، أول أمس الخميس، إن الاعتداء على قاعدة تمنهنت الجوية (جنوب)، يسعى بوضوح لإجهاض كل الجهود المبذولة لإرساء الأمن وتحقيق الاستقرار في البلاد.

وحذر المجلس من استمرار التصعيد غير المبرر، والعبث بأمن واستقرار الوطن الذي يفتح الباب أمام حرب أهلية.

وقد شنت طائرة تابعة لقوات برلمان طبرق بقيادة «حفتر»، الأربعاء الماضي، غارات جوية على قاعدة تمنهنت الجوية جنوبي ليبيا، بحسب مصدر عسكري.

وجاء الهجوم بعد أيام من إعلان مجموعة من الكتائب المسلحة التابعة لحكومة «الوفاق» في مدينة سبها (جنوب)، رفضها لكل المحاولات التي تسعى إلى جر المنطقة الجنوبية للحرب الأهلية والنزاعات المسلحة.

ومنذ إسقاط نظام «معمر القذافي» في ليبيا في العام 2011، تشهد البلاد صراع نفوذ بين تشكيلات وفصائل مسلحة.

ونجحت حكومة «الوفاق الوطني»، التي تؤيدها «الأمم المتحدة» وتعارضها حكومة موازية تسيطر على شرق البلاد، في الحصول على مساندة بعض الفصائل منذ تشكيلها في العام 2016 إلا أن عدة مناطق في طرابلس لا تزال خارج سيطرتها.

وتعيش ليبيا أزمة سياسية تتمثل بوجود 3 حكومات متصارعة، اثنتان منها في العاصمة طرابلس، وهما «الوفاق الوطني»، و«الإنقاذ»، إضافة إلى «المؤقتة» بمدينة البيضاء (شرق)، والتي انبثق عن برلمان طبرق.