روسيا تنفي الاعتراف بالقدس الغربية عاصمة لـ«إسرائيل»

الاثنين 10 أبريل 2017 08:04 ص

أعلنت روسيا أنها تؤكد دعمها للقرارات الأممية بشأن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بما في ذلك حول «صفة القدس»، موضحة أن الإعلام الإسرائيلي سرعان ما زيف هذا الموقف.

وأعربت الخارجية الروسية، في بيان صدر الخميس الماضي، عن قلقها العميق من حالة الأمور في قضية التسوية الفلسطينية الإسرائيلية، مشددة على أنه في الوقت الذي لا يخوض فيه الفلسطينيون والإسرائيليون منذ حوالي 3 سنوات أي مفاوضات سياسية، تشهد الأوضاع على الأرض تدهورا مستمرا.

وأشارت الوزارة إلى أن الفراغ في عملية السلام في الشرق الأوسط يخلق أرضية خصبة لاتخاذ خطوات أحادية الجانب، تقوض آفاق التوصل إلى حل معترف به دوليا للقضية الفلسطينية تتعايش بموجبه الدولتان الإسرائيلية والفلسطينية بأمن وسلام مع بعضها بعضا ومع جميع جيرانهما.

وتابعت الخارجية الروسية: «ما زالت موسكو تعتبر صيغة حل الدولتين الأفضل بالنسبة للمفاوضات بشأن التسوية، فهي تستجيب للمصالح الوطنية للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي الصديقين لنا، بل ولمصالح جميع بلدان المنطقة والمجتمع الدولي برمته».

وأردفت الوزارة مشددة: «نؤكد التزامنا بقرارات الأمم المتحدة بشأن مبادئ التسوية، بما في ذلك صفة القدس الشرقية كعاصمة الدولة الفلسطينية المستقبلية، كما نعتبر، مع ذلك، أمرا ضروريا أن نؤكد أننا ننظر، في هذا السياق، إلى القدس الغربية كعاصمة لدولة إسرائيل».

ولفت البيان إلى أن التفاصيل الملموسة لحل كامل دائرة القضايا الخاصة بتحديد الصفة النهائية للأراضي الفلسطينية، بما في ذلك مسألة القدس، يجب تنسيقها في إطار مفاوضات مباشرة بين الطرفين.

وأكدت الوزارة في ختام البيان أن روسيا، باعتبارها عضوا دائما في «مجلس الأمن» التابع لـ«الأمم المتحدة»، وجهة داعمة لعملية السلام، ومشاركا نشيطا في عمل رباعية الوسطاء الدوليين، ستواصل مساعدة الفلسطينيين والإسرائيليين في التوصل إلى الاتفاقات المناسبة.

ومن الجدير بالذكر أن الإعلام الإسرائيلي سارع في عرض هذا البيان كاعتراف رسمي من قبل روسيا بصفة القدس الغربية كعاصمة حالية لـ«إسرائيل»، وذلك في وقت تحدثت فيه الخارجية الروسية عن النتيجة المرجوة المستقبلية لتطبيق مبادئ حل الدولتين، التي حددتها «الأمم المتحدة» منذ سنوات عدة.

فقد زعمت صحيفة «جيروزاليم بوست» في تقرير نشرته حول هذا الشأن أن روسيا تعتبر القدس الغربية عاصمة لـ«إسرائيل»، واصفة هذه الخطوة بالمفاجئة، ومشيرة إلى أنه ليست هناك أي دولة أخرى في العالم تعترف بأي جزء من القدس كعاصمة لـ«إسرائيل».

وفسرت الصحيفة ما ورد في بيان الخارجية الروسية بشأن ما يمكن أن يكون عليه وضع القدس الغربية في المستقبل كتحول حاد في الموقف الروسي من قضية القدس، إلا أن الاتحاد السوفيتي، ومن ثم روسيا أكدتا مرارا في وقت سابق دعمهما لفكرة تقسيم القدس لجزءين، لكي تمثل غرب المدينة عاصمة الدولة الإسرائيلية وشرقها عاصمة للدولة الفلسطينية.

بدورها، عرضت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» هذا البيان بنفس الطريقة المغلوطة، قائلة في مقالتها حول هذا الشأن: «في خطوة أخاذة غير متوقعة وغير قابلة للتنبؤ، أعلنت موسكو الخميس أنها تعتبر غرب القدس عاصمة لإسرائيل، ما يجعل روسيا الدولة الأولى عالميا التي تطرح هذه الصفة على جزء من المدينة».

ولم تعلق السلطات الإسرائيلية رسميا على بيان الخارجية الروسية، حيث قال المتحدث الرسمي باسم الخارجية الإسرائيلية «إيمانويل نهشون»، إن وزارته تدرس هذا الملف.

وتجدر الإشارة إلى أن قضية القدس استعادت سخونتها مؤخرا على خلفية إعلان الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»، مرارا خلال حملته الانتخابية وبعد توليه الرئاسة في 20 يناير/كانون الثاني الماضي، أنه سيعمل على نقل السفارة الأمريكية لدى «إسرائيل» من تل أبيب، حيث أقيمت قبل 68 عاما، إلى القدس، مما يدعم بشكل ملموس مساعي السلطات الإسرائيلية لتحويل هذه المدينة المتنازع عليها إلى «عاصمة موحدة وأبدية لدولة إسرائيل»، على الرغم من الاعتراضات الفلسطينية والعربية والدولية.

وأبدت «الأمم المتحدة» ومنظمات وجماعات ومؤسسات إسلامية وعربية ودولية معارضتها لإعلان «ترامب، فيما رحب به الجانب الإسرائيلي فقط.

وتشكل قضية القدس أحد محاور النزاع بين فلسطين و«إسرائيل»، حيث يطالب الفلسطينيون بالقدس الشرقية المحتلة عاصمة لدولتهم المنشودة، وذلك وفقا لما تقوله قرارات «الأمم المتحدة».

وسبق أن أعلن أمين سر اللجنة التنفيذية لـ«منظمة التحرير الفلسطينية»، «صائب عريقات»، خلال زيارة قام بها إلى موسكو في 12 يناير/كانون الثاني الماضي، أنه حمل رسالة من الرئيس «محمود عباس» يطلب فيها تدخل الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» لمنع نقل السفارة الأمريكية إلى القدس.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

فلسطين إسرائيل روسيا القدس حل الدولتين الأمم المتحدة ترامب نقل السفارة