ثغرات تهريب الأدوية المخدرة بالمستشفيات السعودية تقود المرضى للإدمان والأطباء للتعاطي

الاثنين 10 أبريل 2017 11:04 ص

سجلت مستشفيات السعودية قضايا عدة ترصد خللاً في منظومة الأدوية المخدرة الموجودة في صيدليات بعض مستشفيات المملكة، خاصة في جازان، وتكشف عن ثغرات تقود المرضى للإدمان، والأطباء والممرضين للتعاطي، وتحوّل الدفة للتهريب والترويج، وتنتهي بالبعض للوفاة نتيجة جرعة زائدة.

وتضم قائمة الأدوية المخدرة داخل المستشفيات أدوية «بثدين»، «مورفين»، «فنتانيل»، وغيرها، وهي من الأصناف التي يتم تحديدها بواسطة المجلس الدولي للمخدرات، وبحسب المعلومات فإن وزارة الصحة قد أصدرت كتيّب قواعد وإجراءات الأدوية المخدرة، تم تعميمه على جميع مناطق المملكة، ويحتوي على قواعد وأحكام تنظم الأدوية المخدرة بالمملكة.

‏وأشارت معلومات من الوسط الصحي إلى تهريب مواد مخدرة من الصيدليات والمستشفيات؛ حيث سُحبت مواد مخدرة من أمبولات في صيدلية، وتم استبدالها بمحاليل؛ ‏وهي واقعة حدثت في واقعة سابقة، كما سجّلت تبوك واقعة أخرى في أحد مستشفيات المديرية العامة للشؤون الصحية؛ إذا اختفت سبعة أمبولات من المواد المخدرة قبل نحو عام.

وجرى التشديد من قبل المعنيين لضبط الإجراءات حيال هذه الأدوية المخدرة؛ إلا أن هذه التشديدات لم تنجح في الحد من تهريب الأدوية المخدرة من داخل صيدليات المستشفيات ومن داخل الطوارئ؛ حيث توجد عدة ثغرات أدت إلى تهريبها وترويجها خارج المستشفيات.

ثغرة ومسؤول

وسجّلت المديرية العامة للشؤون الصحية بمنطقة جازان، قضية شهيرة طالت مسؤولاً سابقاً على خلفية التحقيق في اختفاء أكثر من 5 آلاف حبة من مخدر الترامادول‏؛ فيما لا تزال هذه القضية غامضة حتى هذه الأيام، إذ لم تفصح "الصحة" عما اتخذته من إجراءات حيال هذه القضية التي سرّبت الخوف في قلوب الكثيرين؛ ‏خشية انتشار هذه الكمية في جازان بين الشباب ‏أو حتى في الوسط الصحي؛ ذلك لخطورتها.

عمل بدائي!

وتتم الرقابة عن طريق لجنة من إدارة مراقبة المخزون، تتكون من أمين العهدة الورقية للأدوية المخدرة وصيدلي؛ حيث تقوم اللجنة بجولات ميدانية على الوحدات الصحية كل ثلاثة أشهر وتعبئة استمارة الرقابة على الأدوية الخاضعة للرقابة وعرض نتائج الجولات على المسؤول؛ حيث أصبح هذا العمل بدائياً في ظل تحايل كبير على المخزون والتصرف به بعد صرفه او قبل صرفه.

المخاطر عالمية

وأكد الباحث والمدرب في سلامة المرضى «سلطان المطيري» أن أحد التقارير والذي نشر في الولايات المتحدة الأمريكية في عام 2014 كشف أن أكثر من 100 ألف سنوياً من العاملين في مجال الرعاية الصحية «الأطباء والتمريض والفنيين من التخصصات الصحية الأخرى يتعاطون الأدوية المخدرة المتوفرة في المستشفيات التي يعملون بها».

نصف الجرعة!

وتابع: «الأطباء المدمنون على الأدوية المخدرة يحصلون عليها من خلال وصف تلك الأدوية لأنفسهم؛ ذلك بناء على دراسة نشرت في عام 2013 في مجلة طب الإدمان؛ حيث أظهرت الدراسة أن 55% من الأطباء المدمنين على الأدوية يحصلون عليها من خلال وصف الأدوية المخدرة لأنفسهم، بينما أفراد التمريض المدمنين على الأدوية المخدرة فإنهم يستخدمون نصف الجرعة الموصوفة للمريض وتعطى باقي الجرعة للمريض!»

واستطرد: «هناك خطر على سلامة المرضى بسبب إدمان العاملين في مجال الرعاية الصحية على الأدوية المخدرة؛ حيث الإدمان له تأثير على أداء وتركيز العاملين مما قد يؤثر سلبياً على أدائهم مما ينتج عنه أخطاء طبية، أيضاً تعاطي أفراد التمريض لهذه الأدوية قد يجعلهم يتسببون في حرمان المرضى من تلك الأدوية حتى يتسنى لهم استخدامها بدلاً منهم».

الخطأ والموت

واختتم بقوله: «الاستخدام المتكرر للأدوية المخدرة والمستخدمة في تسكين درجات معينة من الألم قد تؤدي إلى إدمان المرضى، ومثال على ذلك دواء ترامادول، والذي يُعتبر من الأدوية عالية الخطر؛ حيث إن الأدوية عالية الخطر توثر على سلامة المرضى، والخطأ في وصف أو إعطاء هذا النوع من الأدوية قد يؤدي إلى الوفاة؛ بسبب توقف القلب والتنفس لهذا السبب، فإن إعطاء الأدوية عالية الخطر يجب أن يتم بناءً على إجراءات مشددة، والتي تشترط وجود اثنين من أفراد التمريض أثناء إعطاء هذه الأدوية؛ ذلك للتحقق من صحة الجرعة الموصوفة وطريقة إعطاء الدواء؛ تجنباً لوقوع الخطأ».

إلزام بالفحص

‏وطالب المهتمون وزارة الصحة بإلزام منسوبي المستشفيات بالفحوص الدورية، بخلاف ما يتم عمله للأطباء الأجانب أو منسوبيها الأجانب عند تجديد العقود؛ حيث طالبها المهتمون بعمل فحوص ‏شبه دورية كل شهر أو شهرين لكل المنسوبين، وتشكيل اللجان الخاصة بذلك من خارج المستشفيات؛ للتأكد من عدم تعاطي منسوبيها أياً من المواد المخدرة التي قد تؤثر على سير عملهم أو إجرائهم العمليات الجراحية وهم تحت تأثيرها، أو صرف الأدوية وتشخيص المرضى؛ خصوصاً أن المستخدم المتمرس على هذه المواد لا يفقد اتزانه بشكل ظاهري بنسبة كبيرة.

حوادث

وكان طبيباً من جنسية عربية يعمل في أحد مستشفيات المنطقة توفي متأثراً بجرعة زائدة من البثدين ومادة أخرى؛ ذلك قبل سنوات، حيث نزل إلى قسم الطوارئ ‏وتحجج بأن مريض في غرفة التنويم يحتاج إلى المادتين المخدرتين بصفة عاجلة، وبطريقة ما حصل عليها من الطوارئ ليُعثر عليه متوفىً في أحد الحمّامات بالمستشفى بعدما أخذ الجرعة من المادتين.

المصدر | سبق+ الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

المخدرات السعودية