وثائقي لـ«ولاية سيناء» يظهر قنص 79 عسكريا خلال 100 يوم.. والمصريون بين رفض وتخوف

الأربعاء 12 أبريل 2017 12:04 م

أزاح فرع تنظيم «الدولة الإسلامية» في مصر المعروف باسم «ولاية سيناء»، النقاب، عن فيلم وثائقي، يكشف عمليات قنص عشرات الجنود المصريين في مدن سيناء (شمال شرقي البلاد).

الفيديو الذي تم نشره أمس، عبر وكالة «أعماق» الموالية للتنظيم، حمل اسم «صاعقات القلوب»، وتضمن عمليات قنص عناصر التنظيم للعشرات من جنود الجيش والشرطة المصريين، جاءت إصابات بعضهم في مقتل، فيما توزعت الإصابات الأخرى ببقية أنحاء الجسم.

وقال التنظيم إن «عناصره باتوا متمرّسين على عمليات القنص»، موضحا أن أحد جنوده تمكن من قنص عشرة جنود في يوم واحد.

وزيتحدث الإصدار عما سماهم مجاميع القناصة الانغماسيين، الذين يكلفون بالتسلل لمسافات قريبة من كمائن وثكنات الجيش المصري، لإيقاع أكبر الخسائر بجنوده من خلال القنص القريب ثم الاشتباك المباشر معهم.

وقد ظهر في أكثر من مشهد قناصة تابعون للتنظيم، يتمركزون من نقاط بعيدة عن أهدافهم، بينما تظهر مشاهد أخرى مسلحين يتسللون لمسافات قريبة من نقاط تمركز الجيش المصري.

وعدّ التنظيم ما استهدفه من نقاط أهدافا سهلة، مؤكدا إصابة عشرة من جنود الجيش المصري في يوم واحد.

ويتهم الإصدار، الجيش المصري باستخدام العساكر دروعا بشرية في الحواجز الأمامية الأولى، مستعرضا صورا لمدنيين قال إنهم قتلوا على يد الجيش ضمن ما اعتبرها خطة إسرائيلية لتهجير أهالي سيناء تنفيذا للمطالب الإسرائيلية.

وقالت وكالة «أعماق»، إن المائة يوم الماضية، شهدت مقتل 79 عنصرا من الجيش المصري قنصا على يد أفراد «ولاية سيناء».

وبحسب خبراء، فإن البنادق المستخدمة في عمليات القنص، هي «50 – AM» الإيراني، وهي من أقوي أسلحة القنص في العالم، وبالإضافة للبندقية الرومانية «PSL-54C» والبندقية الأمريكية M24»».

رفض وتخوف

المصريون، تلقوا الإصدار الجديد لـ«ولاية سيناء»، برفض عام وتخوف كبير من قدرة التنظيم على فعل ما يريد داخل سيناء، خاصة بعد يومين من إعلان الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي» نجاحهم في السيطرة على الإرهاب في سيناء.

فعلق النائب البرلماني «هيثم الحريري»، على الفيديو، في منشور له بـ«فيسبوك»، بالقول: «شاهدت فيديو كلاب مرتزقة داعش فى سيناء، يتفاخرون بقنص شهدائنا الأبرار من أبطال قواتنا المسلحة فى سيناء».

وتابع: «مرتزقة داعش يتحدثون عن الصهاينة، لماذا لا تصوبون طلقاتكم القذرة لقلوب الصهاينة بدلا من صدور أبناء مصر الأبرار، يتحدثون عن تفريغ سيناء لصالح الصهاينة؟».

واتفق معه، الكاتب «محمد سيف الدولة» الباحث في الشأن القومي العربي، حين قال: «دولة الخلافة الصهيونية.. تتفاخرون بقنص الجنود المصريين، طيب ليه ما بتختطوش الصهاينة، صاعقات القلوب».

أما البرلماني السابق «باسل عادل»، فعلق على الفيديو بالقول في تغريدة على «تويتر»: «داعش ببثها تلك الفيديوهات الخسيسة الغادرة، لن تزيدنا إلا إصرارًا وإيمانًا ودعمًا لجيشنا المصري العظيم وخاصة في سيناء».

وتابع البرلماني السابق «مصطفى النجار»: «مش قادر أعلق على فيديو داعش الأخير الخاص باستهداف وقنص جنودنا في سيناء، الشعور بالعجز قاتل، حسبنا والله ونعم الوكيل».

حرب نفسية

بينما اعتبر «هشام النجار» الباحث في ملف الحركات الإسلامية، توقيت ظهور الفيديو، بأنه «يأتى في سياق الحرب النفسية ومحاولة التأثير على معنويات جنود وضباط الجيش».

وأوضح «النجار» أن الإصدار جاء أيضا بالتزامن مع تفجيرات الكنائس، في محاولة لإثبات أن التنظيم يحظى بقوة وحضور، لافتًا إلى أن «هذه رسالة لاستقطاب وتجنيد عناصر جديدة راغبة فى تبنى الصدام مع الدولة».

كما ندد المحامي والحقوقي «مالك عدلي»، بالفيديو، وقال «بغض النظر عن موقفك من النظام (أنا شخصيًا ضده تمامًا) بس كمان مفيش داعي تقعد تفتي وتنظر في تفجيرات لكنائس مصرية بروح وعقل الكابتن مدحت شلبي».

وتابع: «البلد دي فيها إرهاب حقيقي والإرهاب دا بيستهدف المسيحيين وبيستهدف جنود الجيش المصري في سينا (الفيديو اللي ناشراه داعش عن قنص جنودنا في سينا مرعب بجد)، نختلف زي ما احنا عايزين ونقول في النظام السياسي وطريقة إدارة الدولة، ما قال مالك في الخمر، بس إدعاءات المخابرات هيا اللي عاملاها والفتي دا كله بجد عيب وقلة أدب وقلة ضمير واستحمار، احنا في مصيبة سودا ولازم نفكر هنخرج منها إزاي، حتى لو اللي مسؤولين عن البلد دي معندهمش مخرج ولا حل احنا في النهاية اللي هنشيل الطين ولازم ندور على حل، وأداءات جماهير السيرك والهري الفاضي دا مش نافعين وياريت نركز شوية».

ودعا النائب «محمد أبو حامد»، الدولة إلى «اتخاذ إجراءات حقيقية وحاسمة ورادعة لمواجهة هذه الموجه من العمليات الإرهابية على مصر و شعبها».

يشار إلى أن وكالة «أسوشيتيد برس» الأمريكية، قالت أمس، إن تخوفا مصريا، بدا ظاهرا، من تحول مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية» الموجودين في مصر، من مهاجمة قوات الأمن، إلى شن هجماتهم على المدنيين. (طالع المزيد)

وتعيش محافظة شمال سيناء أوضاعاً أمنية متدهورة، ازدادت سوءاً في مدينة العريش، عاصمة المحافظة، خلال الأشهر القليلة الماضية، على الرغم من نصب قوات الأمن عشرات الحواجز الثابتة والمتحركة في المدينة.

وتنشط في محافظة شمال سيناء عدة تنظيمات؛ أبرزها «أنصار بيت المقدس» الذي أعلن في نوفمبر/تشرين الثاني 2014، مبايعة زعيم تنظيم «الدولة الإسلامية»، «أبو بكر البغدادي»، وغير اسمه لاحقا إلى «ولاية سيناء».

ومنذ سبتمبر/أيلول 2013 تشن قوات مشتركة من الجيش والشرطة المصريين حملة موسعة بعدة محافظات، خاصة سيناء، لتعقب أعضاء التنظيمات المسلحة التي تهاجم مواقع للجيش والشرطة في شبه جزيرة سيناء، مما أسفر عن مقتل العشرات منهم.

وتتعرض مواقع عسكرية وأمنية شمالي شبه جزيرة سيناء لهجمات كثيفة في الأشهر الأخيرة، مما أدى إلى مقتل العشرات من أفراد الجيش والشرطة، بينما تعلن الجماعات المسلحة المسؤولية عن كثير من هذه الهجمات.

وفي المقابل يعلن الجيش المصري من حين لآخر شن هجمات على مواقع المسلحين الذين يتم وصفهم بالإرهابيين أو التكفيريين، أوقعت عشرات القتلى في صفوفهم وفق تقارير محلية.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

سيناء مصر ولاية سيناء الدولة الإسلامية فيلم وثائقي أعماق