مقال في «هآرتس» يهاجم المتدينين اليهود والاستيطان.. و«نتنياهو»: معيب وحقير

الجمعة 14 أبريل 2017 05:04 ص

حالة من الغضب، داخل (إسرائيل)، ضد صحيفة «هآرتس» الليبرالية القريبة من اليسار الصهيوني، بسب مقال معادٍ للمتدينين اليهود الوطنيين الذين يؤيدون، بسوادهم الأعظم، حزب المستوطنين «البيت اليهودي» ويقيمون في مستوطنات القدس والضفة الغربية.

وبحسب صحيفة «الحياة»، أعلن قادة بـ(إسرائيل) الحرب على صحيفة، ودعوا إلى إلغاء الاشتراكات فيها ومضايقتها مادياً بهدف إضعافها، وربما إغلاقها.

كتب المقال الصحفي الإسرائيلي «يوسي كلاين»، الذي تطرق فيه إلى النفوذ الآخذ في الاتساع للمستوطنين ومعتمري الطاقية الدينية من «التيار الصهيوني الديني»، وجاء فيه: «المتدينون الوطنيون خطيرون. إنهم أخطر من حزب الله، إنهم أخطر من السائقين الذين يدهسون، والبنات مع المقص... ماذا يريدون؟ الاستيلاء على الدولة وتنظيفها من العرب؟... وطنيتهم الدينية وطنية متطرفة مغلّفة بالخوف من الخالق. إنها تتغلغل في جهاز التعليم، وتتعزز في الجيش وتؤثر في المحكمة العليا... إنهم في الطريق إلينا... لحظات ويقتحمون بيوتنا».

وأضاف: «أعطوهم ترانسفير وسيكونون معكم إلى الأبد. إنهم أوفياء لمن يعطيهم... إنهم يرقّصون رئيس الحكومة على إصبعهم الصغير والوزراء كالدمى على الخيطان». وحذر من «استعلاء الصفوة الأشكنازية»، ومن أن «مَن سلب حرية الفلسطيني سيعمل على سلب حرية مَن ليس منه، ومَن يهوديتُه تختلف عن تعريفه اليهودية».

معيب وحقير

وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية «بنيامين نتانياهو»، أول المنددين بالمقال ووصفه بـ«المعيب والحقير»، وطالب الصحيفة بالاعتذار من جمهور المتدينين الواسع، «ملح الأرض»، كما وصفهم.

تبعه رئيس الدولة «رؤوبين ريبلين» وقادة الأحزاب من الائتلاف والمعارضة الذين يتوددون في العادة إلى المستوطنين.

وخرج وزير الدفاع «أفيغدور ليبرمان»، الذي يقيم في مستوطنة «نوكديم» ويقود الحزب المتطرف الداعي إلى ترحيل الفلسطينيين، بنداء في صفحته على «فيسبوك» للتوقف عن قراءة «هآرتس» والاشتراك فيها، وقال إن «الصحيفة تحوّلت منذ فترة إلى منصة تعكس بشكل واسع مواقف كارهي (إسرائيل)».

ووأضاف أن موافقة هيئة التحرير على نشر المقال، تؤكد أن الصحيفة «فقدت بوصلتها، وأن الكراهية تجاه كل إسرائيلي ويهودي مسّت بعقول أصحابها».

وطالب النائب من «البيت اليهودي» المستوطن «سموتريتش»، وزارة الخارجية بوقف الاشتراك في الصحيفة لممثلي (إسرائيل) في أنحاء العالم «كي لا نكون شركاء في بث السموم من مدرسة هآرتس».

هجوم

واندرج الهجوم على الصحيفة ضمن الحرب التي أعلنها «نتانياهو» واليمين على وسائل الإعلام المختلفة، العامة والخاصة.

فبعدما أحكم «نتانياهو» قبضته على سلطة البث الرسمية، فإنه يحاول أن تطاول يداه قنوات التلفزة التجارية وصحيفتي «يديعوت أحرونوت» و«هآرتس» بداعي أن الأخيرتين تناصبانه العداء الشخصي.

وهذه ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها الصحيفة إلى هجوم من اليمين، إذ تعرضت إلى أعنف حملة مع بدء انتفاضة القدس عام 2000 على خلفية نشرها أسماء الشهداء الفلسطينيين، فشُنت حملة منظمة لوقف الاشتراكات في الصحيفة، وفعلاً تم إلغاء عشرات آلاف الاشتراكات.

واعترف مالكها «عاموس شوكن» بدخول الصحيفة في أزمة حادة ما زالت تعيشها، لكنها لم تغير خطها الليبرالي، وفتح صفحاتها أمام كتّاب الرأي والمقال اليساريين والعرب.

ومنذ احتلال الضفة الغربية في حرب 1967، ساعدت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة في إقامة أكثر من 120 مستوطنة، وأنفقت مليارات الدولارات على بناء عشرات الآلاف من المنازل والبنية التحتية لدعمها من طرق وكهرباء وغاز ومياه ومواصلات.

وتوجد أيضا عشرات من النقاط الاستيطانية غير الرسمية والتي يتلقى بعضها إعانات حكومية.

وفي حين تجري الحكومة اليمينية في (إسرائيل) محادثات مع إدارة الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» بشأن الحد من التوسع، فإنها وعدت أيضا ببناء آلاف الوحدات السكنية الأخرى هذا العام لاستيعاب ما تسميه «النمو الطبيعي» في إشارة إلى إنجاب العائلات لمزيد من الأطفال.

ورغم أن النمو السكاني في المستوطنات أعلى من المتوسط القومي، إلا أن معدله يتراجع أيضا: ففي عام 1995 بلغ 10%، وبحلول 2015 تراجع إلى 4%.

ويعترف زعماء حركة المستوطنين بهذا الانخفاض، لكنهم يقولون إنه لا يعكس تراجعا في التأييد، ويقولون إن التراجع يبعث على القلق لكنه ناجم عن القيود التي تفرضها الحكومة على البناء، فالأشخاص لا ينتقلون إلى المستوطنات بسبب عدم وجود منازل كافية لإيوائهم.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

إسرائيل استيطان هآرتس نتانياهو