«يهود بغداد والصهيونية 1920 – 1948» الأمريكي «أري ألكسندر» يقر بالخطيئة العبرية

الاثنين 17 أبريل 2017 12:04 م

صدرت في بغداد عن مؤسسة «مصر مرتضى للكتاب العراقي» الطبعة الأولى من كتاب «يهود بغداد والصهيونية ـ 1920 – 1948» للكاتب «أري ألكسندر» ، ترجمة «مصطفى نعمان أحمد»، الكتاب، في الأصل أطروحة تقدم بها الباحث «أري ألكسندر» إلى جامعة «أوكسفورد» جاء مليئًا بالمعلومات التي تتعلق باليهود العراقيين، وبالكثير من التفاصيل التي ربما ظلت خافية على الكثير ممن يبحثون في هذا الإطار.

أول صهيوني بغدادي

 يبحث الكتاب في العلاقة بين الصهيونية والمشاعر المُعادية لليهود كما يناقش توجهات يهود بغداد السياسية وعلاقتهم بالاحزاب مثل «الحزب الشيوعي» و«الحزب الوطني الديموقراطي» ويقف عند حركة «فرهود 1941» و«الحركة الصهيونية السرية والتوجه العرقي بين اليهود والابتعاد عن الصهيونية».

 ويشير الكاتب إلى الاحتجاجات المُعادية لليهود، وسن القوانين وأعمال العنف ومحاولات فهمها فهما مشروعا على أنها ليست أكثر من تعبيرات معادية للصهيونية، كما تناول أيضاً مسائل أكثر عمومية نشأت من الصراع بين الحركات القومية المتنافسة – القومية العربية والقومية اليهودية، وإن كان المؤلف يؤكد أن ثمة حركة صهيونية تأسست في بغداد في عشرينيات القرن العشرين؛ وقد كـانت لأول صهيوني بغـدادي، وهو «أهـرون ساسون»،الملقب بهامورة (المعلم).

وكانت مجموعات صغيرة من الشباب تجتمع في منزله لقراءة الجرائد والمجلات الصادرة بالعبرية. وقد أُسست جمعية صهيونية صغيرة في عام ١٩٢١، بموافقة بريطانية، وسُمح لها بالعمل بصفة شبه قانونية حتى عام ١٩٢٩، حين أمست جميع النشاطات الصهيونية غير قانونية على خلفية المشاعر المعادية للصهيونية التي نجمت إثر حادثة حائط المبكى في فلسطين.

وأضحت بغداد معقلا من معاقل القومية العربية في أواخر عشرينيات القرن العشرين وثلاثينياته. فمنذ عام ١٩٢٩، كانت إحدى المزايا المركزية للتعبير القومي العربي تكمن في التضامن والتعاطف مع العرب الفلسطينيين؛ وقد طمس هذا الخطاب على  الحدود المُتزايدة بين اليهود والصهاينة، على رغم من حقيقة أن نحو الغالبية الساحقة من يهود بغداد لم يكونوا صهاينة.

وثمة محاولات لا حصر لها قام بها زعماء الطائفة اليهودية في الصحف البغدادية والتصريحات العامة للنأي باليهود عن الصهاينة، وفي بعض الحالات، دعمهم لنضال العرب الفلسطينيين دعما ماديا في صراعهم مع الصهاينة اليهود.

أربعة فصول

يقع الكتاب في  ٢٤٠ صفحة من الحجم الكبير ويتضمن أربعة فصول هي : الخلفية التاريخية وتتناول مواضيع :الذميون، الإمبراطورية العثمانية، يهود العراق أثناء الإمبراطورية العثمانية، التنظيمات، التغييرات في الطائفة اليهودية البغدادية، الصلة الأوروبية: المدارس والتعليم الحديث في بغداد، والاحتلال البريطاني والانتداب.

أما الفصل الثاني فيتناول: الصهيونية في بغداد في عشرينيات القرن العشرين، جذور حركة «غري الشعبية»، صلات اليهود العراقيين بفلسطين قبل الصهيونية السياسية الحديثة ،المسألة الصهيونية في بغداد قبل ١٩٢٠، الحركة الصهيونية البغدادية، معاداة الصهيونية في بغداد، التوجه العراقي والابتعاد اليهودي عن الصهيونية .

وتناول الفصل الثالث: السياسة العراقية واليهود، ١٩٣٤ – ١٩٤١، تعرض اليهود لحصار المفاهيم النازية، والصهيونية، والقومية العربية ،السياسات والحوادث المُعادية لليهود، السياسة العرقية والعروبية، فلسطين ومناهضة الصهيونية، والعداء حيال يهود بغداد، تأثير ألمانيا النازية على السياسة والتعليم في العراق.

وتناول الفصل الرابع: الفرهود، واقتصاد الحرب، والشيوعية، والصهاينة، القادة مقابل الشباب والحركة الصهيونية السرية

كما تضمن الكتاب : مقدمة المترجم ، ومقدمة المؤلف، وهامشي المقدمة ، الخاتمة، المراجع، الأرشيف والمقابلات .

العلاقات العربية اليهودية

ويرى المؤلف في مقدمته : أن ثمة تغيير تاريخي لا رجوع عنه إلى كبير ترك تأثيره في العلاقات العربية – اليهودية، وأن بغداد  تعد منطقة حاسمة بإمكاننا أن نلحظ فيها هذا التغيير وهو يتجلى تجلياً واضحاً .

ويضيف المؤلف: وفضلًا عن الكراهية الواضحة جراء الصراع بين الفلسطينيين واليهود في فلسطين، إن العلاقة بين العرب المسلمين، والمسيحيين، واليهود تغيرت على وجه العموم تغييراً ينحو باتجاه تدميري جراء المشروع الصهيوني.

وأكد المُؤلف على أن أطروحته تهدف إلى الإسهام مع مجموعة من المنشورات الخاصة بهذا الموضوع مع إيضاح مكامن الإخفاق في العلاقات بين العرب واليهود في الشرق الاوسط الحديث. وهي مؤطرة بالقضية المعاصرة فيما لو كانت الصهيونية مفرده مسؤولة عن العداء المتجذر حيال اليهود الذي ينتشر حالياً انتشاراً واسع النطاق في العالم العربي – الإسلامي. ولهذه القضية صلة بالكتابة التاريخية الصهيونية، المهتمة بهذا الموضوع اهتماما محدودا على نحو خاص. ويحوز هذا الموضوع أيضاً على اهتمام العامة غير المطلعين، الذين يميلون إلى اعتناق رأي– أما إن العرب يكرهون اليهود كرهاً مرضياً أو أن اللوم يقع على كاهل الصهاينة حيال جميع المشكلات في المنطقة.

واختتم المؤلف كلماته قائلًا: «إنني اقترب من هذا الموضوع بوصفي ناقداً للصهيونية، مفترضاً أن معظم (ما حصل من إخفاق) بالإمكان فهم دوافعه على أنه ذنب اقترفته الصهيونية. فالصهاينة، إذًا، هم الذين أوجدوا الخطاب الذي لا ينظر إلى اليهودي والعربي على أنهما الشخص نفسه، حيث إن اليهودي صهيوني محتمل..بيد أنني أقتربت من هذا الموضوع بوصفي «يهودي لديه حساسية تجاه تأثير قرون من ذي علاقة بأوروبا الشرقية».

يذكر ان مؤلف الكتاب «أري ألكسندر» أمريكي الجنسية، وهو مستشار أقدم لمدير مركز العقيدة والمُبادرة المجتمعية في الوكالة الأمريكية للتطوير الدولي.

وكان يعمل في السابق مديرا تنفيذيا مُشاركًا لمنظمة «جلدرين أوف إبراهام» الدولية المُكرسة لتعزيز الحوار بين المراهقين اليهود والمسلمين حول العالم. ويحمل «أري» شهادتي ماجستير من المملكة المتحدة بوصفه حائزا على منحة مارشال الدراسية، وهي الأولى في الصراع العرقي المُقارن من جامعة «كوينز» في بلفاست، بإيرلاندا الشمالية، والثانية في الفلسفة في الدراسات الشرق أوسطية الحديثة من جامعة «أوكسفورد».

المصدر | إيلاف

  كلمات مفتاحية

يهود بغداد صهيونية خطيئة عبرية