التداعيات المؤيدة لوقف فيلم «المسيح» مستمرة في لبنان

الثلاثاء 18 أبريل 2017 03:04 ص

رغم هدوء الحملة على مواقع التواصل الاجتماعي ضد قناة «إم تي في» بعدما أوقفت بث فيلم «المسيح Jesus» الذي بدأت عرضه على شاشتها، مساء الجمعة الماضية؛ العظيمة وفق رؤية مسيحية؛ بعدما لقي ردود فعل غاضبة من مؤمنين مسيحيين كانوا يتابعون وقائع الفيلم عبر المحطة؛ إلا أن تداعيات عرض الفيلم ما تزال مستمرة.

 واعتبر هؤلاء المؤمنون أن الفيلم جسّد شخصية «المسيح» بصورة خاطئة وأظهره مراهقاً وراقصاً، وأدت ردود الفعل والاتصالات التي حدثتْ على أعلى مستويات مع إدارة المحطة إلى وقف بث الفيلم بعد مشهد طرد السيد «المسيح» للتجار من الهيكل، ووضعت لافتة «يتبع To be continued» على الشاشة لكن الفيلم لم يتبع لا يوم السبت التالي ليوم الجمعة يوم عرض الفيلم ولا الأحد.

وبعد إرسالها خبراً عاجلاً على الهواتف الذكية يُشير الى نيل الفيلم ترخيصاً بالبث من «المركز الكاثوليكي للإعلام»، أصدرت إدارة محطة «إم تي في» بياناً أوردت فيه «أن فيلم المسيح Jesus أثار ردود فعلٍ سلبيّة كثيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كانت محطّ متابعة من قبل إدارة المحطة التي تؤكد أنّها سبق أن أرسلت الفيلم، مع سائر الأفلام الدينيّة التي عرضت في أسبوع الآلام، الى المركز الكاثوليكي للإعلام الذي سمح بعرضها، وهي بذلك تكون قد قامت بواجبها المهني والأخلاقي، قبل العرض».

وأضاف البيان «كما تجدر الإشارة إلى أنّ الفيلم، الذي سبق أن عُرض على محطة (تيلي لوميار) الدينيّة المسيحيّة، شاركت في إنتاجه شبكتا  (RAI الإيطاليّة) و(France 2) الفرنسيّة ومحطات أوروبيّة أخرى ذات توجّه مسيحي كاثوليكي، ومع ذلك فإنّ (إم تي في) استجابت لطلبات مشاهديها بوقف عرض الفيلم وهي تتفهّم غيرتهم المشتركة على صورة المسيح، التي وجدوا أنّها تشوّهت في الفيلم، وعلى صورة المحطة التي لا تقبل أيّ إساءة لأيّ دين».

إلا أن محطة «تيلي لوميار» المسيحية والتابعة للكنيسة نفت ما ذكرته «ام تي في» عن عرضها الفيلم وأكدت «أنها لطالما التزمت بعدم عرض أيّ (برنامج)  يسيء إلى أيّ دين كان وهي محطة تلتزم بالرقابة الذاتيّة، وجئنا بهذا البيان لنوضح أنّ (تيلي لوميار ونورسات) لم تعرضا هذا الفيلم الذي مدّته 3 ساعات بل عرضتا فيلمًا مُمنتجًا مدّته 45 دقيقة لا يتعارض مع العقيدة المسيحيّة، ولم تتلقَ أي ردود فعل سلبيّة من المشاهدين».

وطلبت المحطّة «من جميع المعنيّين عدم زج اسم تيلي لوميار أو نورسات توضيحًا أو تلميحًا في أيّ من البيانات الإعلاميّة، وفي ما يتم تداوله على مواقع التّواصل الاجتماعيّ وهي كونها محطة دينيّة مرتبطة بالكنيسة تستغرب أن يتّهمها أحد بأمور تخصّ العقيدة المسيحيّة خاصّة من قبل محطات سياسيّة وتجاريّة».

وكانت مواقع التواصل الاجتماعي ضجّت بالتعليقات، مساء الجمعة الماضية، (العظيمة) تزامناً مع عرض فيلم «المسيح».

وكتبت «فيرا بو منصف» «إم تي في أوقفي هالفيلم المهزلة لـ اسمو jesus، المسيح ما كان جغل ولا كان مستهتر، المسيح حمل ألوهيتو ورسالتو من طفولتو، المسيح ما عاش حياة الشباب كما يوحي هالفيلم المشبوه المليان مغالطات تاريخية كبيرة واكيد خلفه ….، …، إم تي في واضح إنك ما حضرت الفيلم قبل عرضه وإلا ما كانت الإدارة لتقبل بعرضه ، مستحيل أن تقبل، فيلم معيب بحق الآلام يسوع ورسالتو والوهيتو، أوقفوووووه…».

ودوّن «روجيه سعد» «فيلم غريب عجيب عالإم تي في عن حياة السيد المسيح يوجد فيه الكثير من التحريف».

وقالت «إيلين شديد خليفة» «ابني عمرو عشر سنين قال لي ماما غيري المحطة هيدا مش يسوع .. يا عيب الشوم».

وكتب «فيليب شوفاني» «صاموا وفطروا على بصلة، نطرنا كل الصيام حتى نحضر (شي فيلم) عن تاريخ إيماننا، فلم أجد أي محطة اهتمت وقدمت شيء يذكر، وبالآخر هذا ما قدموه . حضرت الفيلم ولكنني كنت أتساءل طوال الوقت ماذا أحضر وما هذه الهرطقة؟ إنه خارج عن إيماننا ولا يصح أن يُقدم من خلال محطة نحترمها».

في المقابل، سألت «جولي مراد» «شو هل مؤمن يللي بيستفز من فيلم هيدا مؤمن او ديكتاتوري مقنع؟ تحضّروا شوي شبعنا تخلف! والأخطر منع إل أم تي في للفيلم! بعدني مُصرة أن الفيلم لم يجرّد المسيح من قدسيته بل أظهر الجانب الإنساني البشري منه وهو جانب جديد من حيث المعالجة السينمائية وطبيعي أن يثير ضجة، لو كان الفيلم يزدري المسيح لكنت أول المتكلمين ضده ولكن أن يصوّر الفيلم على أنه يشوّه المسيح لمجرد أنه صوّره راقصاً أو وفياً لأبيه المربي أو لأنه أحب امرأةً فتلك قراءة غير محقة للفيلم ولاحق الناس في أن يروا في مسيحهم بعضاً منهم. إيماني أنا شخصياً اقوى من هذه التفاصيل ولا يتوقف على رؤيتي لمسيحي إنساناً رصينًا فحسب معصوماً عن الخطأ وعن المشاعر الانسانية. مسيحي أنا علّمني المحبة فعلاً لا قولاً ولا أرى في فعل منع الفيلم لمجرد تصويره المسيح راقصاً او عاشقاً فعل (تحرر) بالمعنى الذي أراده المسيح في تعاليمه. محبتي للجميع على كل حال وان كنت أخالفهم الرأي وهذا حق للجميع فما بالكم بالسينمائيين؟».

واعتبر «داني حداد» «أن البعض، أو البعض الكثير، يدافع عن المسيحيّة بحقد وشتم وتهديد… وهذه كلّها لا علاقة لها بالمسيحيّة».

إلى ذلك، صدر عن مدير «المركز الكاثوليكي للإعلام» «الخوري عبدو أبو كسم» بيان لم يلقَ القبول لدى البعض وجاء فيه «في مناسبة أسبوع الآلام أرسلت إلينا سلسلة أفلام من محطة (إم تي في) يصل عددها إلى عشرين فيلماً تحت عنوان(The Bible)، لنراقبها ونعطي رأياً في مضمونها قبل عرضها على الشاشات.وقد كلّفنا أصحاب اختصاص في الكتاب المقدس لمراقبة هذه الأفلام وربما وقع تقدير عليها بأنها غير مزعجة، ولكن بعد أن تبيّن أن بعض المواطنين رفضوا بعض المشاهد في واحد من هذه الأفلام، اتخذنا قراراً مع المحطة بإيقاف عرضه. وهذا ما اقتضى تبيانه».

كما صدر عن النائب القضائي ورئيس محكمة «الروم الملكيين الكاثوليك» في بيروت الأب القاضي «أندره فرح» البيان التالي «لقد كثرت في الآونة الأخيرة وخصوصاً اثناء الأسبوع العظيم المقدس بعض الأفلام التي تُعرض عبر شاشات (التلفزة) المحلية والأجنبية تتطرق إلى حياة السيد المسيح او سِير بعض القديسين. ولهذا لا بد من الإيضاح أن الأفلام السينمائية هي أعمال فنية بحتة وليست تاريخية او وثائقية، وهكذا أفلام هي صنيعة كتاب ومخرجين الذين يطلقون العنان لمخيّلتهم بهدف تصوير فيلم سينمائي يستقطب المشاهدين».

وأضاف، النائب القضائي ورئيس محكمة «الروم الملكيين الكاثوليك»، من هذا المُنطلق نلفت النظر إلى أنه لا يمكن الركون إلى (هكذا أفلام) لاعتمادها كحقيقة تاريخية. هناك الكثير من المغالطات التاريخية والحقائق التي تصل في بعض الأحيان إلى تضليل الناس ولزرع بعض الشكوك في نفوس وعقول المؤمنين، والتي تكون في الكثير من الأحيان موجّهة من منظمات وجماعات تسعى إلى تشويه الدين وإلى ضرب القيم وقدسية العقيدة. ولا يمكن مشاهدة هكذا أفلام إلا من منظار فني بحت وليس من منظور تاريخي وعقائدي».

  كلمات مفتاحية

تداعيات مؤيدة رفض فيلم المسيح مستمرة لبنان

بالفيديو .. بصفته صديقه: كيني يقاضي إيطاليا و(إسرائيل) لقتلهما «المسيح»!