عداءة مسلمة تتسابق لصالح اللاجئين السوريين .. وأول سيدة تشارك في الماراثون تعود بعد 50 عام

الأربعاء 19 أبريل 2017 06:04 ص

بعد أشهر من التدريبات الشاقة والمُجهدة، استطاعت «رحاب الخطيب» أن تصل إلى خط النهاية في ماراثون بوسطون، الذي انعقد قبل أيام في الولايات المتحدة الأمريكية.

العدّاءة المسلمة، التي جاءت كأول فتاة ترتدي الحجاب وتظهر على أغلفة المجلات الأمريكية المعنية بالرشاقة والصحة، أنهت السباق في 5 ساعات و13 دقيقة، الإثنين الماضي، بحسب ماجاء عبر الموقع الرسمي لماراثون بوسطن 2017.

ولم يأت هذا الانتصار فقط لـ«الخطيب» التي نافست في 17 سباق للعدو، وإنما جاء للاجئين السوريين أيضًا. حيث تأتي الشابة الرياضية من أسرة من المهاجرين السوريين، وقد شاركت بالسباق في المقام الأول لتقوم بجمع التبرعات للاجئين السوريين الذين اضطروا للنزوح إلى الولاية التي تسكن فيها، وهي ميتشيجن.

وقد تمكنت العدّاءة الشابة من جمع 16,000 دولار أمريكي لصالح «شبكة إنقاذ السوريون الأمريكيون»، وهي مؤسسة غير ربحية في ميتشيجين تقوم بمساعدة اللاجئين السوريين على التعايش والاندماج في الولايات المتحدة.

وفي منشور قامت «الخطيب» بكتباته الليلة السابقة للسباق، قالت «لا أستطيع النوم من فرط القلق، ولكني سعيدة وفخورة للغاية، وممتنة أن الله وضعني في هذا المكان، وبالتأكيد هناك هدف من ذلك». مؤكدة «ستكون تجربة ممتعة ورائعة بإذن الله».

وقد تمكن سابق يوم الإثنين الماضي من جعلها تجتاز نصف هدفها في التسابُق، حيث تتمنى العدّاءة السورية من المشاركة في أكثر 6 سباقات ماراثون شهيرة في العالم، والذي تمكنت الخطيب بالفعل من المشاركة في 3 منهم، هم برلين وشيكاغو، وأخيرًا وليس آخرًا في بوسطن.

«رحاب الخطيب» ولدت في دمشق، بسوريا، لتأتي لاحقًا مع عائلتها إلى الولايات المتحدة الأمريكية حيث استقرت الأسرة هناك. وقد بدأت المشاركة في السباقات الرياضية قبل 5 سنوات، لتؤسس حساب رسمي يدعى «الجري كمحجبة» حيث تقوم من خلاله بإلهام الفتيات المسلمات على ممارسة الرياضة والاهتمام بصحتهن.

 

 

على الجانب الأخر، عادت «كاثرين سويترز» أول امرأة تشارك رسميًا في السباق السنوي بالولايات المتحدة عام 1967 عندما كانت تبلغ حينها الـ20 عامًا، عادت إلى مضمار السباق مجددًا، بعد مرور قرابة الـ50 عامًا على مشاركتها الأخيرة.

حيث عادت السيدة الأمريكية البالغة من العُمر 70 عامًا اليوم، للاشتراك في نسخة العام 2017 من الماراثون، وهي ترتدي الرقم (261) الذي ارتدته في السباق عام 1967.

وقد دخلت المتسابقة «سويتزر» التاريخ بعد التقاط صورة لها وهي تركض بينما يحاول مسؤول بالسباق تمزيق الرقم الذي تنافس من خلاله في المسابقة، ولكن هذا لم يمنعها من الوصول إلى خط النهاية وإكمال السباق.​

لم تكن «سويتزر» تنوي «دخول التاريخ أو كسر الحواجز التي تمنع المرأة من المشاركة في سباق الركض إلى جانب الرجل» حسب قولها، حيث سبقتها سيدة أخرى تدعى «روبرتا جيب» في إنهاء الماراثون. ولكن الفارق الوحيد هو تسجيل سويتزر اسمها والمشاركة في السباق بصفة رسمية، وهو ما أدى إلى حصولها على رقم في السباق مثل بقية المشاركين.

وبعد محاولة مسؤول بالسباق إيقافها عام 1967، أدركت «سويتز» أن «كل شيء قد تغير»، مضيفة في تصريح لقناة «WBZ»: «قلت لنفسي إن هذا قد يغير حياتي وحياة الأخريات في الرياضة وربما العالم»، ونجحت المتسابقة في تسجيل اسمها رسميا بين المتسابقين لعدم وجود قاعدة تمنع النساء من دخول السباق.

وتضيف «سويتزر» أن السيدات في تلك الأيام لم يكن يشاركن في مسابقات رياضية رسمية، متذكرة قول مدربها في جامعة سيراكيوز في ولاية نيويورك إن «مسافة الماراثون طويلة جدا للسيدات الضعيفات».

ووعدها المدرب بأنه سيصطحبها إلى بوسطن إذا نجحت في إكمال مسافة الماراثون في التدريبات، والتي تبلغ حوالي 26 ميلا/42 كيلومترا. ومن المتوقع أن يسحب رقم (261) من قائمة الأرقام المتاحة لماراثون بوسطن بعد خوضها سباقها الثاني، تكريما لها.

وذكرت «سويتزر» أنها لم تحاول إخفاء حقيقة أنها أنثى، بل قامت بوضع أحمر الشفاه وارتدت أقراطا، وأنهت السباق في أربع ساعات و20 دقيقة. وقد حاولت استثمار الشهرة التي اكتسبتها في المطالبة بإشراك السيدات في ماراثون بوسطن، وهو ما تحقق بالفعل في عام 1972.

تجدر الإشارة إلى أن ماراثون بوسطن يُقام يوم الإثنين الثالث من شهر أبريل/نيسان من كل عام.

 

المصدر | متابعات

  كلمات مفتاحية

سباق جري رياضة صحة رشاقة اللاجئين السوريين أمريكا ماراثون بوسطن ماراثون مرأة