ليس جميع المتميزين في مجال التكنولوجيا من الشباب كما نتخيل، سوف تدرك هذا جيدا عندما ترى «جون جودنوغ» الذي كان يبلغ من العمر 57 عاماً عندما شارك في ابتكار بطاريات الليثيوم الأيونية التي أصبحت مصدر الطاقة في معظم الأجهزة هذه الأيام، ومنها ربما الجهاز الذي تقرأ عليه هذا المقال.

لكن ذلك كان قبل 37 سنة مضت، أما الآن، فقد قام الأستاذ «جودنوغ»، والذي يبلغ من العمر 94 سنة حالياً ويعمل في كلية كوكريل للهندسة في جامعة تكساس بأوستن، بعمل إنجاز جديد.

بطارية تهزم بطاريات الليثيوم

فقد أعلن «جودنوغ» بالاشتراك مع زميلته في الأبحاث ماريا هيلينا براجا، عن تطويرهما لبطارية تهزم بطارية الليثيوم الأيونية بكل طريقة يمكن أن تتخيلها، إنها رخيصة، ولديها دورة حياة أطول، كما إنها تشحن بسرعة، بالإضافة إلى أهم شئ، إنها غير قابلة للاشتعال، هذا يعني أنها لن تنفجر، هل تسمعني يا هاتف سامسونج؟

هذه البطاريات التي تتكون بكلها من مواد صلبة، يمكنها أن تحوي كثافة من الطاقة أكبر من بطاريات الليثيوم بثلاثة مرات، وهو ما يمكن أن يمدّد المسافة التي تقطعها السيارة الكهربائية مثلاً قبل أن تحتاج لإعادة شحن.

يمكنها أيضاً أن تستقبل الشحنة وتفرغها أكثر من بطارية الليثيوم بمرات، مما يعني أنها ستدوم أطول، كما إن الشحن وإعادة الشحن يمكن أن يتم في دقائق، وليس ساعات.

كيف تعمل البطارية الجديدة؟

تستخدم بطاريات الليثيوم الإلكترولايت (المنحل بالكهرباء) السائل، لكي تنقل أيونات الليثيوم بين القطب الموجب والسالب من البطارية، وإذا تم شحن البطارية بسرعة جداً، فإن هذا قد يتسبب في ماس كربائي يؤدي إلى انفجارات وحرائق.

لكن البطارية الجديدة تعتمد على إلكترولايت من الزجاج، ولهذا يمكنها أن تمتلك توصيلاً عالياً عندما توضع في درجة حرارة 4 درجات تحت الصفر ( -20 درجة سليزية)، وهذه أخبار رائعة لمالكي السيارات، كما إنها مصنوعة من مواد صديقة للبيئة.

وقد قالت الباحثة بارجا معلقة على الأمر: «الإلكترولايت الزجاجي يسمح باستبدال الصوديوم منخفض التكلفة بالليثيوم، فالصوديوم يستخرج من مياه البحر كما إنه متوافر على نطاق واسع».

تدوم لفترة أطول، تشحن بسرعة، كثافة طاقة أكبر، ولن تنفجر، ما الذي يريده المرء من البطارية أكثر من ذلك؟

ربما بعد سبعة وثلاثين عاما، يخرج علينا المخترع التسعيني بعد أن يكون قد تخطى المئة، ببطارية أخرى تهزم هذه أيضا، من يدري؟