«السيسي» يبحث مع وزير الدفاع الأمريكي العلاقات الثنائية والتنسيق العسكري

الخميس 20 أبريل 2017 10:04 ص

استقبل الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي»، وزير الدفاع الأمريكي «جيمس ماتيس»، بحضور «صدقي صبحي»، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، بالإضافة إلى «دينا باول»، نائبة مستشار الأمن القومي الأمريكي للشؤون الاستراتيجية و«ستيفن بيكروفت» السفير الأمريكي بالقاهرة.

وقال السفير «علاء يوسف»، المُتحدث الرسمي باسم الرئاسة الخميس، إن السيسي رحب بوزير الدفاع الأمريكي بمناسبة قيامه بأول زيارة له إلى القاهرة منذ توليه منصبه، معربًا عن تطلعه لاستكمال التباحث مع الوزير الأمريكي حول سبل تعزيز التعاون العسكري القائم بين البلدين، وذلك بعد اللقاء البناء الذي عقده الرئيس المصري مع «جيمس ماتيس» في البنتاغون خلال زيارته لواشنطن مطلع الشهر الجاري، مؤكدا ضرورة توجيه رسالة حاسمة للدول الداعمة للإرهاب.

وأكد الرئيس خلال اللقاء على قوة العلاقات المصرية الأمريكية وما تتميز به من طابع استراتيجي، وصمودها أمام الكثير من التحديات الصعبة خلال السنوات الماضية، مؤكدًا حرص مصر على أن تشهد العلاقات الثنائية انطلاقة قوية في ظل الإدارة الأمريكية الجديدة.

وأضاف المتحدث الرسمي أن وزير الدفاع الأمريكي، أكد تطلع بلاده لتعزيز العلاقات الثنائية مع مصر خلال المرحلة المقبلة مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مختلف المجالات بما يُمكّن الدولتين من مجابهة التحديات غير المسبوقة التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط والعالم.

كما أكد «ماتيس»، قوة التعاون العسكري القائم بين البلدين والعلاقات الخاصة التي تربط بين وزارتي الدفاع المصرية والأمريكية، مؤكدا حرص الولايات المتحدة على تفعيل هذه العلاقات ودفعها نحو آفاق أوسع.

وأوضح الوزير الأمريكي خلال اللقاء أهمية دور مصر المحوري في منطقة الشرق الأوسط، مشيدا بجهودها في مجال مكافحة الإرهاب، فضلًا عن مواقفها بشأن دعم الاستقرار في المنطقة وتسوية أزماتها، مؤكدًا دعم الولايات المتحدة الكامل للجهود المصرية في هذا الاتجاه.

وذكر السفير «علاء يوسف»، أنه تم خلال اللقاء استعراض أوجه التعاون العسكري والأمني بين البلدين ومناقشة سبل تعزيزه وتطويره خلال الفترة المقبلة، لاسيما في ضوء الوضع الإقليمي المتأزم الذي يتطلب تضافر الجهود الدولية من أجل استعادة الأمن والاستقرار. وتم أيضًا التباحث حول التحديات الإقليمية والدولية، وخاصة مكافحة الإرهاب، حيث تم تناول ظاهرة الإرهاب من جوانبها المختلفة سواء العسكرية أو الأيديولوجية.

وأكد «السيسي»في هذا الإطار ضرورة تكثيف الجهود الدولية لتجفيف منابع الإرهاب وتوجيه رسالة حاسمة إلى الدول التي تدعم الإرهاب بضرورة إيقاف تمويل التنظيمات الإرهابية أو مدها بالسلاح والمقاتلين، بحد قوله.

ووصل وزير الدفاع اﻷمريكي إلى مصر الأربعاء في إطار جولته الجارية إلى الشرق اﻷوسط ودول القرن الأفريقي، والتي استهلها بزيارة السعودية، على أن تستمر ﻷسبوع، ويزور خلالها عددًا من الدول من بينها قطر، بالإضافة لـ(إسرائيل)، وهي الزيارة اﻷولى من نوعها له بعد توليه منصبه ضمن إدارة الرئيس دونالد ترامب.

ملفات مفتوحة

ويبحث «ماتيس» خلال لقاءاته مع المسؤولين المصريين عددا من الملفات المفتوحة بين القاهرة وواشنطن، والتي لم يتم الفصل فيها خلال وجود السيسي في واشنطن قبل أسبوعين، والتي كانت زيارته اﻷولى لنظيره اﻷمريكي.

وعلى رأس تلك الملفات المنتظر مناقشتها، يبرز مقترح إدارة ترامب بخفض موازنة الخارجية اﻷمريكية، بما فيها المساعدات الاقتصادية لمصر.

كانت الخارجية اﻷمريكية قد أعلنت منتصف مارس/آذار الماضي عن اقتراح ترامب ميزانية للعام المقبل تستمر فيها المساعدات اﻷمريكية لإسرائيل دون تخفيض، فيما يتم تقييم المساعدات المقدمة لدول أخرى، من بينها مصر واﻷردن.

كما تشمل الملفات المطروحة النظر في قرار أوباما بوقف التمويل بالأجل لصفقات السلاح المصرية، وكذلك رغبة أمريكا في خفض أو تعزيز قواتها في سيناء، وأخيرًا الاختلاف في الرؤى بين البلدين حول الوضع في سيناء وطرق مواجهته.

كانت الولايات المتحدة قد علّقت في أكتوبر/تشرين أول 2013 صفقة أسلحة لمصر بسبب القوانين الأمريكية التي تمنع إرسال المساعدات  العسكرية لحكومة غير منتخبة، قبل أن يعلن أوباما في أبريل/نيسان 2015 عن الإفراج عن تلك الصفقة، فضلًا عن حديثه عن استمرار طلب المساعدة العسكرية اﻷمريكية السنوية لمصر، المقدرة بـ 1.3 مليار دولار، غير أن الإدارة اﻷمريكية وقتها أعلنت عن خطط لتغيير برنامج المساعدات الموجهة لمصر في العام المالي 2018، بالتوقف عن منح مصر التمويل النقدي الذي يسمح بدفع قيمة صفقات الأسلحة على مدار سنوات متعددة بدلًا من الدفع مقدمًا، كما أعلنت الولايات المتحدة وقتها أنها ستبدأ في العام نفسه في توجيه التمويل نحو المعدات في أريع فئات: مكافحة الإرهاب، وأمن الحدود، واﻷمن البحري، وأمن سيناء.

ويأتي تطوير وتعزيز التعاون العسكري المتوقع بين القاهرة وواشنطن في إطار ما تصفه مصادر رسمية بأنه «نقلة قادمة في العلاقات الثنائية» تشمل بالأساس التعاون العسكري، قد تمتد لتشمل التعاون الاقتصادي والسياسي.

فيما يعلق مسؤولون مصريون آمالًا على أن تكون زيارة ماتيس إلى القاهرة تأكيدًا على كسر حالة الجمود التي شابت العلاقات بين البلدين عقب الانقلاب العسكري على الرئيس المنتخب محمد مرسي، وهو الجمود الذي بدأ في التلاشي مع وصول ترامب للبيت اﻷبيض، وعلاقته الجيدة بالسيسي، حيث يسود تقدير بأن ترامب ينظر لإدارة السيسي باعتبارها حلًا للمشكلة في المنطقة، لا جزءًا منها، على عكس الحال مع إداره سابقه؛ أوباما، التي كانت ترى أن الحرب على التنظيمات الإرهابية في المنطقة لا يجب أن تكون مبررًا لقبول استقرار قائم على حكم غير ديمقراطي.

وبحسب مصدر حكومي مصري على صلة بملف العلاقات المصرية اﻷمريكية، فإن ماتيس سيسعى لمناقشة «أفكار مبدئية» لإنشاء تحالف قوي لمحاربة تنظيم «الدولة الإسلامية» وغيرها من التنظيمات العاملة عبر الإقليم، يعمل على قاعدة التنسيق، وليس بالضرورة أن يكون تحت مظلة واحدة.

تنسيق عسكري يبدأ بعودة المناورات

ووسط ملفات التنسيق العسكري بين مصر والولايات المتحدة، يشير المصدر الحكومي المصري إلى أن زيارة ماتيس ستشهد نقاشًا موسعًا بهدف استئناف مناورات «النجم الساطع»، مؤكدًا «هناك احتمال أن تستأنف هذه المناورات في الخريف المقبل. ربما في أكتوبر/تشرين أول، إذا اتفق الطرفان على كيفية الاستفادة القصوى لكل منهما.. أعتقد تمامًا أننا نسير في هذا الاتجاه».

وتعد «النجم الساطع» واحدة من أكبر المناورات العسكرية متعددة الجنسيات في العالم، وكانت تقام بشكل دوري في مصر، بمشاركة 12 دولة، منها مصر وأمريكا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا وفرنسا واﻷردن.

وبدأت تلك المناورات بمشاركة مصرية أمريكية فقط في عام 1981، وتم الاتفاق على أن تقام في الخريف كل سنتين بدءًا من عام 1983، قبل أن تتوقف بين عامي 1989 و1993، لظروف حرب تحرير الكويت، وبعد استئنافها توقفت مرة أخرى عام 2003 بسبب الحرب اﻷمريكية في العراق، لتستأنف ثانية وتكون آخر نسخة منها هي نسخة عام 2009، لتتوقف بعد الثورة المصرية في يناير/كانون ثان 2011 وحتى اﻵن.

وقال المصدر إن التعاون العسكري لن يتوقف على عودة المناورات، بل سيصل إلى تطوير القدرات التقنية لمكافحة الإرهاب، وتزويد مصر بأسلحة متخصصة في هذا النوع من العمليات، وكذلك بخبراء لتطوير كفاءة قوات مكافحة الإرهاب خاصة في شبه جزيرة سيناء، إلى جانب تطوير التنسيق المخابراتي في هذا الصدد، بالإضافة إلى دراسة المطلب المصري، الذي قدمه السيسي لترامب خلال زيارته اﻷخيرة لواشنطن، بمنح مصر قدرات تسليحية تتجاوز المخطط له في المعونة العسكرية السنوية.

وإلى جانب هذا العنوان العريض، أكد المصدر أن الزيارة ستشمل أيضًا استكمال مناقشة مطالب القاهرة التي قدمها السيسي، والمتعلقة بتسليم مصر جزء من المعونة الاقتصادية المعلقة بسبب تأخر القاهرة في تسليم تفاصيل المشروعات الخاصة باستخدامها. بالإضافة إلى توسيع حجم الاستثمارات الأمريكية في مصر.

وشملت المطالبات المصرية أيضًا استكمالًا للوعد الذي حصل عليه «السيسي» من نظيره الأمريكي لدعم الجنرال الليبي «خليفة حفتر»، إلى جانب تواصل التوافق في الرؤى حول القضية الفلسطينية، التي شهدت نقاشات موسعة في المكتب الأبيض مع «السيسي».

  كلمات مفتاحية

مصر أمريكا تنسيق عسكري العلاقات المصرية الأمريكية