استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

قراءة خاطئة للحرب الباردة

الثلاثاء 9 ديسمبر 2014 03:12 ص

كانت العادة السيئة التي اكتسبتها الولايات المتحدة من انتصارها في الحرب الباردة هي الاعتقاد بأن الحرب نوع من «اللعبة الصفرية»، ما يعني أنه أياً كان المنتصر، فإن القطبين العالميين الرئيسيين سيبقيان دائماً «الدولتين رقم واحد».

فإذا كان الأمر يتعلق بدحر تنظيم «داعش» الإرهابي، فسوف نرسل الطائرات القاذفة للقنابل، ونقود التحالف ضد هذا التنظيم. وإن كان يتعلق بالتصدي لوباء «إيبولا»، فإن قواتنا الخاصة ومستشفياتنا العسكرية الميدانية في طريقها إلى مواقع انتشاره لمحاصرته والقضاء عليه.

لكن هذه الاستراتيجية لا تحل مشاكل معقدة مثل توسع وانتشار «داعش»، أو تصعيد حركة «طالبان» لنشاطاتها في أفغانستان، أو تفخيخ السيارات في بغداد. وباتت كل هذه الوسائل تتطابق مع العقلية السائدة في أميركا باعتبارها «أمة مكلفة بحفظ العدالة على الأرض»، كما وصفتها وزيرة الخارجية السابقة مادلين أولبرايت عام 1998!

وأياً كان الخاسر في الحرب الباردة، والذي يُفترض أن يبقى خاسراً على مرّ الأزمنة والأوقات، فإن كبار صناع القرار في واشنطن، ومعهم الصحافة الأميركية، باتوا يتوجسون خوفاً من بوتين لأنه قرر ألا يبقى في موقف الإنسان الخاسر.

وكان المتوقع أن تؤدي سياسة إعادة تنظيم العلاقة مع روسيا، والتي تكفل بها أوباما في بداية رئاسته، إلى حل المشاكل العالقة بين موسكو وواشنطن. لكن الصين سرعان ما برزت لتصبح التحدي الأكبر لأميركا في المستقبل. ومن هنا تأتي أهمية إعلان الإدارة الأميركية عن إحياء «المحور العسكري» في آسيا.

وفي الشرق الأوسط، يفترض بنا أن نعترف بأن أوباما انتصر في حرب العراق، ومن المنتظر أن يعلن انتصاره في أفغانستان أيضاً، وربما يطبق هناك تكتيكاته الجديدة للتدخل مثلما حدث في العراق. وانتهت مشكلة العراق منذ عمدت إدارة أوباما لتطبيق برنامج صارم يعارض تدخل القوات البرية، بالتزامن مع تقديم مساعدات كبيرة للعشائر السنية لمجابهة تنظيم «القاعدة» الإرهابي. وفي هذا الوقت بالذات عمدت الولايات المتحدة إلى تدريب الجيش الشيعي الجديد من أجل تمكين الحكومة الشيعية في بغداد من السيطرة على الأوضاع هناك.

ثم جاء دور «الصحوة العربية» التي شهدتها سوريا وليبيا ومصر. وما لبث أن ظهر تنظيم «داعش» الإرهابي كنتيجة لتعقّد وتشابك الظروف التي واكبت اندلاع الحرب الأهلية السورية، وكان لظهوره أن يستثير دهشة الأميركيين.

وهنا تنبغي الإشارة إلى أن القوة التي ظهرت بها «طالبان» في أفغانستان حفّزت الولايات المتحدة على زيادة حجم جيشها الذي يفترض بقاؤه هناك. حدث هذا بينما كان أوباما يعتقد أنه حصل على الضمانات الكافية من الحكومة الأفغانية المدعومة أميركياً.

وكان من المفاجئ بالنسبة لواشنطن أن برزت الصين كلاعب كبير يمكنه أن يغيّر قواعد اللعبة.

وجاء اجتماع قمة دول «مجلس التعاون الاقتصادي لدول آسيا الهادي» الذي استضافته الصين أواخر نوفمبر الماضي، ليمثل أحدث مشهد لسلسلة من المظاهر السياسية أوحت بأن الصين أصبحت «الدولة رقم واحد»، ليس في منطقة بحر الصين فحسب، ولا في آسيا وحدها، بل بين دول العالم أجمع. في هذا الاجتماع التاريخي، ظهر الرئيس الصيني «شي جين بينغ» مزهوّاً بنفسه وقد ارتسمت ابتسامة عريضة على وجهه وهو يقف وسط الصورة التذكارية لقادة الدول. وكان يحيط به رجلان بدا واضحاً أنهما أصبحا يحتلان المركز الثاني في الأهمية العالمية، بوتين وأوباما.

وتصاعدت المطالب البحرية الإقليمية الصينية وتوسعت حتى كادت تصل إلى إندونيسيا. وعمدت الصين إلى نشر رؤاها السياسية والاقتصادية واستغلال طموحاتها التجارية في أفريقيا، بينما كانت الولايات المتحدة منشغلة بتوسيع قواعدها العسكرية لمكافحة الإرهاب في القارة السمراء والتي لا تنطوي على أية فائدة أكثر من التورط في المزيد من الحروب التي لا تبدو لها نهاية.

وفي هذا الوقت العصيب، كان على حاملات الطائرات الأميركية أن تبحر في أقاصي المياه الشرقية، حيث يمكن أن تتعرض للألغام البحرية والغواصات والصواريخ المعادية، دون أن يكون للولايات المتحدة هدف محدد واضح تسعى إليه في تلك المناطق النائية.

المصدر | خدمة «أم. سي. تي. إنترناشيونال»

  كلمات مفتاحية

الحرب الباردة الولايات المتحدة روسيا الصين شي جين بينغ أوباما بوتين الدولة رقم واحد الحرب الصفرية داعش إيبولا «مجلس التعاون الاقتصادي لدول آسيا الهادي»