يصل البابا «فرانسيس»، بابا الفاتيكان والرمز الديني المسيحي الأكبر عالميا، إلى القاهرة، غدا الجمعة، وسط اهتمام رسمي وجماهيري كبير، في زيارة هي الأولى منذ عام 2000 بعد زيارة البابا «جون بول» الثاني.

وتجرى الزيارة وسط إجراءات أمنية مشددة، فرضتها السلطات الأمنية في مصر على المناطق المحتملة لزيارة البابا، والتي تأتي بعد سلسلة هجمات استهدفت مسيحيين في مصر خلال الشهور الماضية تبناها «تنظيم الدولة».

وتأتي الزيارة بعد وقت قصير من هجومين تفجيريين استهدفا كنيستين في مصر، ما أدى إلى قتل 43 شخصا على الأقل، وإصابة 119 آخرين أثناء الاحتفال بعيد القيامة المجيد في التاسع من إبريل، نيسان الماضي.

ويلتقي الحبر الأعظم الإمام الأكبر «أحمد الطيب» شيخ الأزهر، أكبر الرموز الدينية الإسلامية، والبابا تواضروس، بابا الأسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وعددا من رؤساء الكنائس المصرية.

كما يلقي بابا الفاتيكان كلمة في جامعة الأزهر، أكبر الجامعات الإسلامية حول العالم، بعد شهرين فقط من استئناف المحادثات بين الجامعة ووفد الفاتيكان.

ويلتقي البابا «فرانسيس» عددا من كبار المسؤولين في مصر، على رأسهم الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي» الذي يستقبله في القصر الجمهوري في أولى محطات الزيارة في إطار حفل استقبال للترحيب بالحبر الأعظم.

ويقام قداس يحضره عدد كبير من المشاركين في ملعب الدفاع الجوي لكرة القدم في القاهرة بقيادة البابا «فرانسيس»، السبت المقبل.

وسوف يتجول البابا «فرانسيس» في سيارة عادية مكشوفة، ولن يستخدم سيارة خاصة مصفحة، تأكيدا منه على أنه ليس لديه أي مخاوف أمنية أثناء زيارته إلى مصر.

وكان بابا الفاتيكان قد بث كلمة متلفزة، الثلاثاء الماضي، وجهها للشعب المصري ونشرتها قناة الفاتيكان الرسمية على موقع يوتيوب، وبدأها بتحية باللغة العربية هي «السلام عليكم»، وهي التحية الأكثر انتشارا بين المسلمين.

وأضاف البابا في كلمته: «إني لسعيد حقا أن آتي كصديق، وكمرسل سلام، وكحاج إلى الأرض التي قدمت منذ أكثر من ألفي عام ملجأ وضيافة للعائلة المقدسة».

وتستهدف زيارة أهم الشخصيات الدينية المسيحية في العالم للعاصمة المصرية القاهرة تعزيز العلاقات مع المسيحيين الكاثوليك الذين يمثلون حوالي 0.28 % من مسيحيي مصر، وفقا لـ«غريغ بيورك»، المتحدث باسم بابا الفاتيكان.

وأضاف «بيورك» أن البابا «فرانسيس» يستهدف من زيارته لمصر توطيد العلاقات مع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مصر، علاوة على دعم حوار الأديان من خلال المشاركة في مؤتمر الأزهر العالمي للسلام الذي يلقي الحبر الأعظم كلمة في إطار أنشطته في جامعة الأزهر الجمعة المقبلة.

كما يلتقي بابا الفاتيكان البابا «تواضروس»، بابا الأسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، بعد الانتهاء من مشاركته في مؤتمر السلام لإشعال الشموع والصلاة من أجل ضحايا هجومين تفجيريين استهدفا كنيستين في مصر أثناء احتفالات عيد القيامة المجيد في التاسع من إبريل/ نيسان الجاري.

وقال البابا «فرانسيس» في كلمته المتلفزة إن هذه الزيارة «رسالة عناق وتعزية وتشجيع لجميع مسيحيي الشرق الأوسط، ورسالة صداقة وتقدير لجميع سكان مصر والمنطقة».

وتأتي الزيارة تلبية لدعوة تلقاها الحبر الأعظم من الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي»، والإمام الأكبر «أحمد الطيب» شيخ الأزهر، والبابا «تواضروس»، بابا الأسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية.

واستقبل البابا فرانسيس «السيسي» أثناء زيارته للفاتيكان في عام 2014.