«ميركل» تنتقد حقوق الإنسان في السعودية وتدعو لوقف عمليات التحالف في اليمن

الأحد 30 أبريل 2017 07:04 ص

حثت المستشارة «أنغيلا ميركل» السعودية على وقف غارات التحالف العربي في اليمن، مذكرة بأن لدى ألمانيا لوائح صارمة فيما يتعلق بتصدير أسلحة. كما اعتبرت أن هناك قصور في ملف حقوق الإنسان بالمملكة.

وأعربت «ميركل» خلال زيارته للمملكة عن اعتقادها بحدوث تقدم في العلاقات العسكرية بين بلادها والسعودية، لكنها انتقدت وضع حقوق الإنسان في المملكة.

 وبعد لقائها مع العاهل السعودي، الملك «سلمان بن عبد العزيز» في جدة، قالت «ميركل» اليوم الأحد إنه فيما يتعلق بأمور مثل عقوبة الإعدام أو موقف المدون المسجون رائف بدوي أو آخرين عديدين، «فإننا سنثقب بطبيعة الحال في اللوح السميك لحقوق الإنسان»، وأضافت «ميركل» أن ثمة أوجه قصور كبيرة في هذا المجال.

وقالت «ميركل» إن هناك رسالة مهمة صادرة اليوم هي أن برلين والرياض تستطيعان التعاون اقتصاديا بشكل جيد، دون الإخلال باللوائح الألمانية الصارمة الخاصة بصادرات صفقات التسليح.

وكان نائب وزير الاقتصاد السعودي، «محمد التويجري»، قال في تصريحات لمجلة شبيغل قبل بدء زيارة ميركل إلى السعودية إن بلاده لن تسبب مشاكل بإبداء رغبات جديدة في الحصول على أسلحة (من ألمانيا).

 وأضاف: «نقبل التحفظ الألماني المتعلق بصادرات إلى السعودية، إننا نعرف الخلفيات السياسية.

من جانبها، قالت «ميركل»«لدينا لوائح صارمة فيما يتعلق بتصدير الأسلحة»، ولفتت إلى أن هذا أدى في الماضي إلى عدم تفهم في السعودية.

 وأشارت إلى الاتفاقية التي أبرمتها اليوم وزارتا الدفاع الألمانية والسعودية لتدريب قوات عسكرية سعودية في ألمانيا، وقالت: «لا نستطيع أن يكون لدينا جنود ألمان في كل مكان في العالم، لكننا نستطيع أن ننقل معرفتنا التقنية».

 وأضافت أن ألمانيا تدعم «تزايد قدرة دول على خوض الحرب بنفسها».

فرص اقتصادية ضخمة

كما أعربت «ميركل» عن رغبتها بوقف الغارات الجوية السعودية في اليمن.

وقالت: «نحن نعول على عملية تقودها الأمم المتحدة من أجل الوصول إلى حل دبلوماسي، ولا نعتقد بإمكانية وجود حل عسكري لهذا الصراع».

 وأضافت أنه يجب الحيلولة دون تعرض المزيد من الأشخاص في اليمن الفقير للعيش في وضع إنساني سيئ للغاية"، ولفتت إلى أن السعودية ليست اللاعب الوحيد المضطر لقبول حلول توافقية.

وأشارت «ميركل» إلى أنها ترى فرصا للأوساط الاقتصادية الألمانية في المملكة العربية السعودية في ظل إعادة الهيكلة الاقتصادية الهائلة في المملكة.

 وقالت: «إن المملكة حريصة للغاية على أن تقوم الأوساط الاقتصادية الألمانية بإسهامها هنا أيضا".

وأشارت إلى أن المملكة تقف حاليا أمام مهمة تطوير أفق مستقبلية جديدة في ظل أن 70% تقريبا من شعبها يقل عمره عن 30 عاما.

وأوضحت أنها لهذا السبب تم توقيع اتفاقات مهمة مع المملكة من قبل الأوساط الاقتصادية الألمانية.

 وأشارت المستشارة إلى أن البرنامج الاقتصادي الطموح تحت عنوان (رؤية السعودية 2030) ليس موجها للنواحي الاقتصادية فحسب، «ولكنه يعني أيضا - في ظل كل الصعوبات - انفتاحا للمجتمع، ولا سيما المزيد من الحقوق والفرص للنساء».

وقالت «ميركل» إن الأمر يتعلق بزيادة نسبة القوى العاملة من النساء وكذلك بدفع عدد أكبر من النساء إلى مناصب قيادية.

واستقبل العاهل السعودي الملك «سلمان بن عبد العزيز»، في قصر السلام بجدة، اليوم الأحد، المستشارة الألمانية.

وشهد الجانبان توقيع مذكرات ومشروعات تعاون بين حكومتي المملكة العربية السعودية وجمهورية ألمانيا الاتحادية.

وتم توقيع مذكرة تفاهم حول تطوير الصناعات المستدامة من خلال توطين التقنيات وتسريع وتيرة التحول الصناعي الرقمي في المملكة بما يتماشى مع رؤية 2030.

كما تم توقيع مشروع إعلان نوايا مشترك بين وزارة الداخلية في المملكة والشرطة الاتحادية الألمانية، وجرى أيضا توقيع مشروع إعلان نوايا مشترك في مجال التعاون الإنمائي بين «الصندوق السعودي للتنمية» ووزارة التعاون والاقتصاد والتنمية الفيدرالية الألمانية.

وشهد الملك «سلمان» و«ميركل» أيضا توقيع برنامج تعاون تنفيذي في مجال التدريب التقني والمهني.

وقد وصلت المستشارة الألمانية «أنغيلا ميركل»، اليوم الأحد، إلى المملكة العربية السعودية إلى لإجراء محادثات حول عدد من القضايا.

وتشكل سلسلة اجتماعات المستشارة الألمانية جزءا من التحضير لاجتماع قمة «مجموعة العشرين»، الذي يضم قادة الدول الصناعية والناشئة الكبرى في العالم، والذي ستترأسه «ميركل» في مدينة هامبورغ شمالي ألمانيا في يوليو/تموز المقبل.

وبعد أن تختتم زيارتها، ستجري «ميركل» محادثات غدا الاثنين في الإمارات العربية المتحدة مع ولي عهد أبوظبي الشيخ «محمد بن زايد آل نهيان»، ثم تلتقي الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» في منتجع سوتشي على البحر الأسود، بعد غد الثلاثاء.

المصدر | الخليج الجديد + دويتش فيللا

  كلمات مفتاحية

السعودية ألمانيا ميركل العلاقات السعودية الألمانية