«نور»..فيلم لبناني يبرز أضرار زواج القاصرات على الزوجين والمجتمع

الثلاثاء 2 مايو 2017 11:05 ص

اختار المخرج اللبناني «خليل دريفوس زعرور» معالجة زواج القاصرات في فيلمه الروائي الأخير «نور» بأسلوب بعيد عن الكآبة والميلودراما، فجاء زاخرًا بالمواقف الإنسانية وقصة حب تكسوها مسحة من المرح.

يستعرض الفيلم قصة فتاة في الخامسة عشر من عمرها تدعى «نور» تجبرها أسرتها على الزواج من رجل يكبرها سنًا فتتحول بهجة أيام الصيف ووعود الحب الذي تتقاسمه وفتى من عمرها إلى حياة واقعية في سجن خانق وأعمال منزلية لا تنتهي، وتجد الشابة نفسها محرومة من طفولتها وأحلامها التي لا تزال في المهد، بحسب «رويترز».

القصة في حُلتها النهائية مبنية بحسب ما يؤكد «زعرور» على خلاصة مجموعة قصص حقيقية لا على قصة واحدة.

ولعبت الممثلة اللبنانية «جوليا قصار» دور والدة «نور» التي تتعامل مع موضوع زواج ابنتها المبكر بواقعية مُقلقة بعض الشيء ولا تجد مشكلة في حقيقة أن العريس الذي تقدم لابنتها كبير في السن انطلاقا من رغبتها أن تعيش «نور» حياة مادية ميسورة.

وعن مشاركتها في الفيلم تقول «قصار» «القصة بمثابة توعية للأهل الذين يعتقدون بأنهم يتصرفون على نحو أو آخر لصالح أولادهم لكن النتيجة تكون العكس تمامًا».

وعن دور «نور» وهو دورها السينمائي الأول تقول الممثلة الشابة «فانيسا أيوب» «التجربة كانت جميلة جدًا. وأشعر أن ثمة نقاط تشابه عدة بيني وبين شخصية نور فهي مثلي تحب الحياة ولا تستسلم بسهولة».

تضيف قائلة «تستفزني قضية زواج القاصرات ومشاركتي في الفيلم مكنتني من مواجهة هذه المشكلة. أعيش في منطقة تحصل فيها مثل هذه الأمور وخصوصًا أن عددًا كبيرًا من النازحين موجود فيها وهذه الظاهرة رائجة بينهم».

وقال «زعرور» الذي قام بإخراج الفيلم وإنتاجه وتقاسم كتابة السيناريو مع الشابة «إليسا أيوب» «ينبغي أن ينجذب الجمهور إلى الفيلم لكي تصل إليه رسالته والكآبة لا توصل الرسالة».

أجرى «زعرور» وشريكته في الكتابة بحوثًا مُكثفة استغرقت الكثير من الوقت حول موضوع زواج القاصرات رغبة منهما في كتابة سيناريو يعكس الواقع ولا يتخطاه ليجعل القصة أكثر تشويقًا.

وقال «قابلنا العديد من الفتيات اللواتي مررن بهذه التجربة وأجرينا معظم المُقابلات في مقر جمعية دار الطفل اللبناني».

وفي حين يملك «زعرور» تجربة ناجحة في اللون الوثائقي أراد الفيلم أن يظهر في خانة الأفلام الروائية على اعتبار أن «الفيلم الروائي كفيل بإيصال الرسالة أكثر من التسجيلي».

ويعزو ذلك في المرتبة الأولى إلى أن الفيلم الروائي يعرض على نطاق واسع في الصالات التجارية بخلاف الفيلم الوثائقي الذي يشارك في مهرجانات فقط.

وقال «كما أن الناس يفضلون مشاهدة الأفلام الروائية لأن ثقافة الوثائقي غير رائجة في لبنان».

وضع الموسيقى التصويرية لفيلم «نور» الملحن والموسيقي اللبناني المُقيم في فرنسا «توفيق فروخ».

المصدر | رويترز

  كلمات مفتاحية

نور زواج القاصرات أضرار الفرد المجتمع