في مقابلة مطولة.. «بن سلمان»: الخلافات مع الإمارات «شائعات» وسننقل الحرب إلى إيران

الثلاثاء 2 مايو 2017 08:05 ص

نفى ولي ولي العهد السعودي، الأمير «محمد بن سلمان»، ما يثار عن وجود خلافات بين بلاده والإمارات في اليمن، وقال إن المملكة لن تنتظر حتى تصبح معركة إيران بالسعودية، وأنها ستعمل «على أن تكون المعركة لديهم في إيران».

جاء هذا في مقابلة مطولة أجراها معه الإعلامي السعودي «داود الشريان»، وبثتها بالتزامن جميع قنوات التليفزيون السعودي الرسمي وقناة «إم بي سي» (خاصة)، مساء الثلاثاء.

وخلال المقابلة، اعتبر «بن سلمان» أن العلاقات المصرية السعودية «صلبة قوية»، متهما جماعة الإخوان المسلمين وإيران بمحاولة إحداث «شرخ بها»، ومؤكداً على أن جزيرتي «تيران» و«صنافير»، اللتين تقعان بالبحر الأحمر «سعوديتان»، ولا توجد مشكلة مع مصر بشأنهما.

العلاقات مع إيران

وعن إمكانية الحوار والتعاون المباشر مع إيران، استبعد «بن سلمان» ذلك.

وقال في هذا الصدد: «كيف يمكن التفاهم مع نظام قائم على أيديولوجيا متطرفة منصوص عليها في دستوره بأن يجب أن يسيطروا على مسلمي العالم الإسلامي ونشر المذهب الجعفري الاثني عشري الخاص بهم في جميع أنحاء العالم الإسلامي حتى يظهر المهدي المنتظر.. هذا كيف أقنعه وكيف أتفاهم معه؟».

وأردف: «منطق إيران أن المهدي المنتظر سوف يأتي، ويجب أن يُحضّروا البيئة الخصبة لوصوله ويجب أن يسيطروا على العالم الإسلامي».

وتابع: «أين نقاط الالتقاء التي يمكن التفاهم فيها مع هذا النظام؟»، وأجاب: «تكاد تكون غير موجودة».

وبين أنه «تم تجربة هذا النظام أكثر من مرحلة، منها في وقت الرئيس الإيراني الراحل هاشمي رفسنجاني، واتضح أنها تمثيليات».

وقال: «المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين، لدغنا مرة والمرة الثانية لن نلدغ».

وتابع: «نعرف أننا هدف رئيسي للنظام الإيراني، الوصول لقبلة المسلمين هدف رئيسي للنظام الإيراني، ولكن لن ننتظر حتى تصبح المعركة في السعودية، بل سوف نعمل على أن تكون المعركة لديهم في إيران».

وتشهد العلاقات بين السعودية وإيران، أزمة حادة، عقب إعلان الرياض في 3 يناير/كانون ثان 2016، قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الأخيرة، على خلفية الاعتداءات التي تعرضت لها سفارة المملكة، في طهران، وقنصليتها في مدينة مشهد، شمالي إيران، وإضرام النار فيهما، احتجاجاً على إعدام «نمر باقر النمر» رجل الدين السعودي (شيعي)، مع 46 مداناً بالانتماء لـ"التنظيمات الإرهابية".

كما يخيم التوتر على العلاقات بين السعودية وإيران، بسبب عدد من الملفات، أبرزها الملف النووي الإيراني الذي ترى الرياض أنه يهدد أمن المنطقة، والملفين اليمني والسوري؛ حيث تتهم السعودية إيران بدعم نظام «بشار الأسد» بسوريا وتحالف مسلحي «الحوثي/صالح» في اليمن.

الشأن اليمني

وفي الشأن اليمني، قال «بن سلمان»، إن القوات البرية السعودية «تستطيع أن تجتث ميليشيات الحوثي و(الرئيس اليمني السابق علي عبدالله) صالح في أيام قليلة»، إلا أنه بين أنه سيكون هناك ضحايا بالآلاف في صفوف القوات السعودية وبين المدنيين في اليمن.

وأردف: «الوقت لصالحنا والنفس الطويل لصالحنا».

ونفى «بن سلمان» خلال اللقاء وجود خلافات بين بلاده والإمارات بشأن الحرب في اليمن، زاعماً أنها «شائعات».

كما أجرى مقارنة بين «التحالف العربي» في اليمن المكون من 10 دول بقيادة السعودية، والتحالف الدولي لمحاربة «الدولة الإسلامية» في العراق وسوريا المكون من 60 دولة بقيادة أمريكا.

واعتبر أن «التحالف العربي» نجح في فترة زمنية قصيرة في جعل الشرعية اليمنية تسيطر على 85% من الأراضي اليمنية، مقارنة بـ«التحالف الدولي»، الذي قال إنهم «ما صلحوا شيء».

وفي سؤال حول مستقبل الحرب في اليمن، قال «بن سلمان» إن «الحرب في  اليمن لم تكن خياراً بالنسبة للسعودية، كانت أمرا لابد أن نقوم به، وإلا كان سيكون السيناريو الآخر أسوأ بكثير».

وأردف موضحا: «كان هناك انقلاب على الشرعية من قبل ميليشيات إرهابية، وشكلت هذه الميلشيات خطر على الملاحة الدولية، وبدأ النشاط الارهابي ينشط في اليمن استغلالا لعمل هذه الميلشيات».

وبين أنه «لو انتظرنا قليلا سوف يصبح الوضع اكثر تعقيدا وسيصبح الخطر داخل الاراضي السعودية وداخل دول المنطقة وفي المعابر الدولية».

وفي رده على سؤال عن سبب عدم انتقال الحكومة اليمنية من السعودية إلى بلادها طالما أنها تسيطر على غالبية أرض اليمن، قال «بن سلمان»: «دائما السلطة الشرعية تنتقل بين اليمن والسعودية، كانت في عدن فترة طويلة، دائما يتفادون أن يكون الرئيس ونائب الرئيس متواجدون في اليمن ليخفضوا خطر تصفية الشرعية».

وفي رده على سؤال بشأن وجود مقترحات متكررة من «صالح» وما إذا كانت سبيل لعزل الحوثي، قال ولي ولي العهد السعودي: «صالح لديه خلاف كبير جدا مع الحوثي، ونعرف أنه اليوم تحت سيطرة الحوثي وتحت حراسته، لو لم يكن تحت سيطرة الحوثي سوف يكون موقفه مختلف تماما عن موقفه اليوم».

وتابع: «صالح لو خرج من صنعاء إلى أي منطقة أخرى سيكون موقفه مختلف تماما عن موقفه اليوم، اليوم قد يكون مجبرا على كثير من مواقفه».

وفي تعليقه على لقائه مؤخرا مع القبائل اليمنية في الرياض، قال «بن سلمان»: «هناك حماس كبير بين القبائل اليمنية وكلهم يكنون كرها كبير جدا لجماعة الحوثي ويرغبون في التخلص منها في أسرع وقت ليتفرغوا لبرامج تنمية البلاد».

وتقود السعودية منذ 26 مارس/آذار 2015، تحالفاً عربياً في اليمن ضد الحوثيين، يقول المشاركون فيه إنه جاء «استجابة لطلب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي بالتدخل عسكرياً لحماية اليمن وشعبه من عدوان المليشيات الحوثية، وقوات صالح».

العلاقات مع مصر

وعن العلاقات مع مصر، قال «بن سلمان» إن العلاقات المصرية السعودية «صلبة قوية»، متهما جماعة الإخوان المسلمين وإيران بمحاولة إحداث «شرخ بها».

وفي رده على سؤال بشأن حديث الإعلام المصري حول أن العلاقات بين البلدين كادت أن تنقطع، أجاب: «تقصد الإعلام الإخونجي (يقصد التابع للإخوان) المصري؟».

وتابع: «العلاقات المصرية السعودية صلبة قوية، في أعمق جذور العلاقات بين الدول، لا تتأثر بأي شكل من الأشكال (...) ولم يصدر موقف سلبي من الحكومتين تجاه بعضهما البعض، ولم تتأخر مصر عن السعودية ولا لحظة ولن تتأخر السعودية عن مصر أي لحظة، وهذه قناعة راسخة لدى القيادتين والشعبين في البلدين».

واتهم الإخوان وإيران بمحاولة استهداف تلك العلاقة، قائلا: «سوف يحاول أعداء المملكة ومصر خلق الإشاعات بشكل أو بآخر سواء من الدعاية الإيرانية أو الدعاية الإخوانية لإحداث شرخ في العلاقة بين البلدين».

وأكد أن «القيادة في الدولتين لا تلتفت إلى هذه المهاترات وهذه التفاهات».

وفي رده على سؤال بشأن ما إذا كان تم حل مشكلة الجزر مع مصر في إشارة إلى جزيرتي «تيران» و«صنافير» (دون أن يسميهما الشريان)، قال «بن سلمان»: «لم توجد هناك مشكلة أصلا في الجزر».

وأردف: «الذي حدث قبل سنة تقريبا هو فقط ترسيم الحدود البحرية، الجزر مسجلة لدى مصر أنها جزر سعودية، ومسجلة لدى السعودية أنها جزر سعودية، ومسجلة أيضا في المراكز الدولية أنها جزر سعودية».

وتابع: «فقط ما تم هو ترسيم الحدود البحرية، ولم تتنازل مصر عن أي شبر أو تتنازل السعودية عن أي شبر من أراضيهما».

وبين أن «ترسيم الحدود أتى لأسباب المنافع الاقتصادية التي ممكن أن تخلق بعد ترسيم هذه الحدود وعلى رأسها جسر الملك سلمان أو إمدادات النفط أو إمدادات الغاز والميناء التي سيوضع شمال سيناء وصادرات الخليج لأوروبا».

وزار الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي» السعودية، في 23 أبريل/نيسان الماضي، في زيارة التقى خلال العاهل السعودي الملك «سلمان عبد العزيز»، هي الأولى بعد عام شهد فتورًا في العلاقات، وتباينًا في وجهات النظر بين البلدين.

ومنذ عام واحد زار العاهل السعودي القاهرة، وعقد اتفاقيات عديدة تتضمن تدشين جسر بري دولي، وترسيم الحدود البحرية الذي تضمن إقرار مصري بأحقية المملكة في جزيرتي «تيران وصنافير» الواقعتين في البحر الأحمر.

ونشبت أزمة بين مصر والسعودية، منتصف أكتوبر/تشرين أول المنصرم، عقب تصويت القاهرة في مجلس الأمن لصالح مشروع قرار روسي، لم يتم تمريره، متعلق بمدينة حلب السورية، وكانت تعارضه دول الخليج والسعودية بشدة.

وعلى وقع التوتر أبلغت السعودية، مصر، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بوقف شحنات منتجات بترولية شهرية بموجب اتفاق مدته 5 سنوات، تم توقيعه خلال زيارة الملك «سلمان» لمصر في أبريل/نيسان 2016، قبل أن تعلن القاهرة، مؤخرا، استئناف الشحنات مجددًا.

الشأن السوري

وفي تعليقه على الوضع في سوريا، وصف «بن سلمان» الوضع بها بـ«المعقد»، منتقدا سياسة الرئيس الأمريكي السابق «باراك أوباما» إزاء الأزمة السورية.

وقال في هذا الصدد: «أوباما أضاع الكثير من الفرص المهمة التي كان من الممكن أن يحدث فيها تغيير كبير جدا في سوريا».

وأردف: «اليوم سوريا اصبحت قضية دولية، روسيا موجودة هناك، وأمريكا والدول الخمس الكبرى هناك، وأي احتكاك بين هذه الدول الكبرى قد يحدث أزمة أكبر بكثير من أزمة الشرق الأوسط».

وتابع: «الوضع معقد جدا ونحن اليوم نحاول ان نخرج بأكبر قدر من المكاسب، للمصالح السعودية وللشعب السوري ولدول المنطقة».

 

 

  كلمات مفتاحية

السعودية محمد بن سلمان اليمن تيران صنافير إيران

محافظ حضرموت يزور الإمارات.. خطوة للضغط على «هادي»