مصور سوري يقف وراء صورة «الشرطي الفرنسي» المحترق في عيد العمال

الأربعاء 3 مايو 2017 02:05 ص

انتشرت صورة رجل الشرطة الفرنسي المشتعل بالنار بعد أن أصابته زجاجة مولوتوف خلال تظاهرات عمّت شوارع باريس في الأول من مايو/أيار الماضي؛ والطريف في الأمر أن الصحفي الذي التقط الصورة سوري أصله من مدينة حلب.

الصورة تحبس الأنفاس، إذ يُرى في وسطها رجل الشرطة مغطىً بالكامل باللهب الناتج عن المولوتوف. وثلاثة من زملائه بجانبه مصابين أيضاً، بحسب وكالات.

والمُصور الذي يقف وراء الصورة هو «زكريا عبد الكافي»، وهو يعمل لدى الوكالة الفرنسية للأنباء. وكان مراسلًا للوكالة في حلب، المدينة التي اضطر لمغادرتها كما فعل مئات الآلاف من مواطنيه بعد استيلاء قوات النظام السوري عليها بدعم جوي روسي وأرضي إيراني.

ويقول «عبد الكافي»: «من خلال تجربتي في حلب، أعرف أين أقف لالتقاط اللحظة المُناسبة. وما أن رأيت الصورة، عرفتُ أنها ستنتشر. لكنني كنت أشعر بالحزن أيضاً لأن نجاح هذه الصورة انعكاس للألم الذي عاناه ذلك الشرطي المُحترق.. لكنه عملي وأنا هنا لترسيخ هكذا لحظات».

وقد استخدمت «قيادة شرطة باريس» الصورة للتنديد بالإصابات التي تعرض لها عناصرها خلال أعمال الشغب التي نتجت عن مظاهرات يوم العمال. كما اختارتها جريدة «النيويورك تايمز» لتكون في صدارة صفحتها الأولى.

وقد عمل «زكريا عبد الكافي» مراسلاً في حلب من 2013 حتى 2015.

في شوارع حلب، كان «عبد الكافي» يُصور الثوار والناس..وكان يُولي أهمية كبيرة للحياة اليومية؛ وكيف كان الناس يتحايلون لتجنب رصاص القناصة؛ وكيف وضعوا الحافلات سواتر.

وحدث في منتصف مايو/أيلول 2015 أن اقترب كثيراً من نقطة التحام بين الثوار وجنود النظام، فأصابت رصاصة عينه اليسرى.

تم نقل «عبد الكافي» عقبها إلى المشفى في تركيا حيث أجريت له جراحة؛ وبقي فيها شهرين قبل أن يتوجه إلى فرنسا حيث زٌرعت له عين اصطناعية.

و مايزال المُصور يعمل لصالح الوكالة الفرنسية. حيث يعيش في باريس بعد أن حصل على الإقامة النظامية بصفته لاجئاً سياسياً. وهو يقول «إن العودة إلى سوريا، بطبيعة الحال، غير واردة في الوقت الحالي والنظام الحاكم قائم».

المصدر | الخليج الجديد+وكالات

  كلمات مفتاحية

مصور سوري الجندي الفرنسي المحترق عيد العمال