الموقف من الاتفاق النووي يتصدر مناظرة المرشحين لرئاسة إيران

السبت 6 مايو 2017 05:05 ص

تصدر الموقف من الاتفاق النووي المناظرة التلفزيونية بين المرشحين الستة للانتخابات الإيرانية.

ووجه الرئيس الإيراني المنتهية ولايته، «حسن روحاني»، اتهاما للحرس الثوري بمحاولة نسف الاتفاق النووي عبر الكشف عن المدن الصاروخية تحت الأرض وكتابة الشعارات على الصواريخ.

كما وجه اتهامات مشابهة إلى منافسه عمدة طهران «محمد باقر قاليباف» لتنظيم حملات دعائية بأموال بلدية طهران ضد المفاوضات النووية، وذلك في وقت دعا نائبه «إسحاق جهانغيري» الإيرانيين إلى الخيار بين التعاون أو العزلة الدولية في تحذير ضمني من انتخاب رئيس بتوجهات محافظة. 

وفي المقابل انتقد المرشحون المحافظون سياسة «روحاني» على صعيد الاتفاق النووي والسياسة الخارجية، وقال المدعي العام «إبراهيم رئيسي» إن وعود تطبيق الاتفاق لم تترك أثرا على حياة الإيرانيين.

ورد «روحاني» على الانتقادات المتعلقة بالاتفاق النووي والسياسة الخارجية، معتبرا الحرية والانفتاح من شروط التقدم في البلاد.

وقال لمنافسه المدعي العام السابق «إبراهيم رئيسي»، إنه ليس في موقع يسمح له بالنقد بسبب افتقاره للمعلومات المطلوبة.

كما اتهم معارضي الاتفاق النووي بالاحتفال بقدوم ترمب أملا بتمزيقه.

وأوضح أن معارضي المفاوضات نصبوا لافتات دعائية أساءوا فيها للفريق المفاوض النووي، في إشارة إلى لوحات دعائية نصبتها بلدية طهران في عموم مناطق العاصمة، نافيا أن تكون من تبعات الاتفاق بطالة العلماء النوويين الإيرانيين.

وأشار إلى كتابة الشعارات باللغة العبرية والفارسية على صواريخ «قدر» الباليستية البالغ مداها ألفي كيلومتر في فبراير/شباط 2016 وذلك قبل أن يبلغ عمر تنفيذ الاتفاق شهره الأول.

ولم تمض لحظات على النقاش حول الاتفاق النووي حتى أصدرت الخارجية الإيرانية بيانا من أربعة محاور تنفي فيه ما ورد على لسان المرشحين المحافظين حول الاتفاق النووي.

وقالت الخارجية إن الاتفاق النووي أسقط العقوبات وأعاد بيع النفط الإيراني فضلا عن مواصلة البرنامج بما فيها موقع أراك النووي، وأشارت إلى مواقف الخارجية من عدم التزام أميركا ببنود الاتفاق.

ويهيمن الحرس الثوري الإيراني، على السياسة الداخلية والخارجية للبلاد، من خلال مؤسسات اقتصادية يسيطر عليها، فضلاً عن قوته العسكرية.

ونهاية الشهر الماضي، عقدت إيران والقوى الكبرى اجتماعا في فيينا، على مستوى مساعدي وزراء الخارجية، لتقييم مدى التزام الأطراف بالاتفاق النووي المبرم في 2015.

الاجتماع جاء وسط تزايد التساؤلات حول مستقبل الاتفاق التاريخي في ظل إدارة الرئيس الأميركي «دونالد ترامب». 

وقال مصدر دبلوماسي أوروبي، إن هذا الاجتماع عقد في إطار المتابعة المنتظمة للاتفاق، وأكد كما هو متوقع أن الأطراف تحترم التزاماتها.

يشار إلى أن الاتفاق النووي مع إيران دخل حيز التنفيذ في يناير/كانون ثاني 2016، ومن شأن الاتفاق أن يمنع إيران من بناء أسلحة نووية، ويتيح رقابة على ذلك، وفي المقابل يتم إلغاء العقوبات المفروضة ضدها.

لكن الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» دائم الانتقاد لهذا الاتفاق الذي تم إبرامه في عهد سلفه «باراك أوباما»، ووصفه بأنه «أسوأ صفقة»، قائلا إنها سيسعى إلى إلغاؤه أو إدخال تعديلات عليه على الأقل.

بينما عبرت دول خليجية، وفي مقدمتها السعودية والبحرين، عن مخاوفها من ذلك الاتفاق، حيث ترى هذه الدول أنه ساهم في تعزيز علاقة طهران مع الغرب، وأدر عليها أموال وفيرة كان مجمدة بسبب العقوبات التي تم رفعها؛ ما قد يساعد إيران في فرض المزيد من نفوذها والتدخل في شؤون دول المنطقة.

وحذر «مايكل بومبيو» مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية «سي آي إيه»، من اقتراب طهران من تحقيق الهلال الشيعي، الذي لا يصب في مصلحة الولايات المتحدة.

وأشار إلى أن تهديد إيران و«تعدياتها» زادت بعد الاتفاق النووي الذي وقعه الغرب معها منتصف 2015.

يذكر أن المواجهة بين «روحاني» وحلفاء المرشد الأعلى «علي خامنئي» تصاعدت خلال الشهور القليلة الماضية.

وسيتنافس «روحاني» مع «إبراهيم رئيسي»، و«محمد باقر قاليباف»، و«مصطفى ميرسليم»، والوزير السابق «مصطفى هاشمي طبا»، إضافة إلى حليف «روحاني» ونائبه «إسحق جهانغيري».

واختار مجلس صيانة الدستور المرشحين من بين أكثر من 1600 مرشح تقدموا لخوض الانتخابات التي ستجرى يوم 19 مايو/أيار الجاري، وسجلت أكثر من 130 امرأة ترشيحاتهن، لكن لم يسمح لأي منهن بخوض الانتخابات.

وستكون هذه هي الانتخابات الرئاسية الثانية عشرة في إيران منذ الثورة الإسلامية عام 1979 والانتخابات الـ36 بما فيها البرلمانات ومجلس الخبراء وانتخابات مجالس المدن.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

الاتفاق النووي الحرس الثوري إيران الانتخابات الرئاسية الإيرانية