بعد سنوات من العمل في قطاع «التربية والتعليم»، استعادت المصرية النوبية «أم كلثوم يونس» كتبها القديمة لتدرس المذاهب الأربعة ومبادئ الشريعة، استعدادًا لخوض مسابقة التعيين كمأذون فى أسوان، وتتمكن بالفعل من أن تكون أول سيدة تعمل بهذه الوظيفية فى المحافظة المصرية جنوبي البلاد.

«أم كلثوم يونس»، نوبية الأصل، من سكان قرية غرب أسوان، وتبلغ من العُمر 60 عامًا، كانت تعمل كموجّه أول تربية إسلامية بإدارة أسوان التعليمية، حتى بلغت سن المعاش منذ نحو 3 سنوات، حيث خاضت العمل السياسى بالترشح للمحليات عام 1982، وبعدها ترشحت لخوض انتخابات مجلس الشعب فى 1986، وأصرت على استكمال مساعيها المهنية بعد انتهاء مدة خدمتها فى الوظيفة الحكومية.

وتقول في تصريحات صحفية تداولتها الصحف المصرية: «عقب انتهاء مدة خدمتى العملية فى التعليم بأسوان، كنت أجلس فى 2015 مع مأذون سابق، وكانت هناك مسابقة مأذون شرعى بناحية القرية غرب أسوان، وحين قرأت الشروط وجدت أن أولها هو الحصول على ليسانس دار علوم، وهو ما ينطبق علىّ، وتقدمت بباقى الأوراق والمستندات المطلوبة، وتقدم آخرون من أهالى القرية من الرجال». موضحةً بذلك كيف بدأت الفكرة لديها، مشيرة إلى أن المستشار المكلف بالتحكيم بين المتسابقين بدأ فرز الأوراق خلال جلسات متتالية.

وقد أكدت «أم كلثوم» أنها استعادت كتبها القديمة لمذاكرة المعلومات المتعلقة بالشريعة والمذاهب الأربعة، ونجحت فى النهاية، لتكون أول مأذونة شرعية فى تاريخ أسوان والنوبة.

وختامًا٬ وعدت «أم كلثوم» بالعمل على تيسير الزواج والصلح بين المتزوجين، مضيفةً: «خاصة أننا فى مجتمع تربطه صلات القرابة والجيرة ونستطيع الإصلاح فيما بيننا»٬ وطالبت النساء بخوض جميع المجالات دون أي تخوّف، وألا يعتقدن أن هناك مجالات لا تصلح سوى للرجال، لأن السيدات يُجدن أى عمل طالما أخلصن النية لله٬ على حد قولها.