وصل وفد تركي رفيع المستوى يضم كلا من رئيس الأركان الفريق أول «خلوصي أكار»، ومتحدث الرئاسة «إبراهيم قالن»، ورئيس جهاز الاستخبارات «هاقان فيدان»، مساء أمس الجمعة، إلى العاصمة الأمريكية واشنطن لإجراء مقابلات مع مسؤولين أمريكيين قبيل الزيارة المرتقبة التي سيجريها الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» إلى الولايات المتحدة الأمريكية في 15 مايو/أيار الجاري.

وسيجري المسؤلون الأتراك لقاءات مع نظرائهم الأمريكيين للتحضير لبحث عدة ملفات من المقرر أن يركز عليها اللقاء المرتقب بين «أردوغان» ونظيره الأمريكي «دونالد ترامب».

ويأتي على رأس الموضوعات التي سيناقشها الوفد التركي ملف إعادة «فتح الله كولن» زعيم منظمة «كولن» التي تصنفها أنقرة إرهابية.

كما تأتي عملية الرقة على رأس الموضوعات التي سيناقشها الوفد التركي، حيث من المنتظر أن يعرض الوفد الخطة التركية لتنفيذ عملية تحرير الرقة السورية من قبضة تنظيم «الدولة الإسلامية».

وتنص الخطة على الدخول إلى مدينة تل أبيض ومنها إلى الرقة بواسطة 5 آلاف شخص من عناصر الجيش السوري الحر الذين دربتهم تركيا إضافة إلى مشاركة الجنود الأمريكيين في العملية.

كما تنص الخطة أيضا على إمكانية إشراك بعض العناصر العربية المشاركة فيما يسمى «قوات سوريا الديمقراطية.

وسيجدد الوفد التركي رفض بلاده التام لإشراك عناصر «وحدات حماية الشعب الكردية» الجناح المسلح لتنظيم «حزب الاتحاد الديمقراطي» الذراع السوري لــ«حزب العمال الكردستاني» في أي عملية عسكرية.

ومن المتوقع أن يناقش الوفد التركي مع المسؤولين الأمريكيين العملية العسكرية التي شنتها تركيا ضد عناصر «حزب العمال الكردستاني» وذراعه السوري «حزب الاتحاد الديمقراطي» في منطقتي جبل سنجار شمالي العراق وقاراتشوك شمال شرقي سوريا.

وفي سياق متصل، أعلن وزير العدل التركي «بكر بوزداغ»، عزمه زيارة الولايات المتحدة بعد غد الاثنين، لإجراء مباحثات مع نظيره الأمريكي «جيف سيشنز»، بخصوص تسليم «فتح الله كولن»، زعيم منظمة الكيان الموازي.

جاء ذلك في كلمة له اليوم السبت، خلال حضوره اجتماع المجلس الاستشاري لفرع حزب «العدالة والتنمية» (الحاكم)، في ولاية يوزغات، وسط البلاد.

وقال «بوزداغ»: «سأجري لقاء مع نظيري الأمريكي يوم الاثنين، سيكون موضوع لقائنا اعتقال مؤقت لزعيم الإرهاب كولن، وإعادته إلى تركيا».

وأضاف: «من الآن بدأ الإرهابيون يلفقون الأخبار الكاذبة كي تبوء زيارتنا بالفشل، ومهما فعلوا فإن تركيا ستواصل كفاحها ضدهم».

وتتهم السلطات التركية «فتح الله كولن»، المقيم في الولايات المتحدة، بالوقوف وراء محاولة الانقلاب العسكري الفاشل التي شهدتها البلاد في 15 يوليو/تموز الماضي.

وتطلب أنقرة من واشنطن تسليم «كولن» بموجب اتفاقية إعادة المجرمين المبرمة بين الجانبين، حيث توجه النيابة العامة التركية تهما لـ«كولن» من بينها الاحتيال وتزوير أوراق رسمية والتشهير وغسيل أموال والاختلاس والتنصت على المكالمات الهاتفية وتسجيلها، بالإضافة إلى انتهاك الحياة الشخصية للأفراد وتسجيل بيانات شخصية لأفراد بصورة غير قانونية.

ويعيش «كولن» (77 عاما) في بنسلفانيا (شمال شرق الولايات المتحدة)، ويترأس شبكة كبيرة من المدارس والمنظمات غير الحكومية والمؤسسات التي يطلق عليها اسم «حزمة»، وتعني «خدمة» وتعدها أنقرة تنظيما إرهابيا.

واتفاقية إعادة المجرمين وقعت في 7 يونيو/حزيران 1979 بين الجمهورية التركية والولايات المتحدة الأمريكية، وبموجبها تنظم الأحكام المتعلقة بتسليم المجرمين والتعاون المتبادل في الجرائم الجنائية، ودخلت حيز التنفيذ في الأول من يناير/كانون الثاني 1981.