عملية الرقة وتسليم «كولن».. أبرز الملفات على طاولة النقاش بين «أردوغان» و«ترامب»

الاثنين 8 مايو 2017 05:05 ص

وصفت وسائل الإعلام التركية الزيارة المرتقبة للرئيس «رجب طيب أردوغان» إلى واشنطن ولقاءه الأول مع نظيره الأمريكي «دونالد ترامب»، بـ«التاريخية»، انطلاقا من أهمية الملفات المدرجة على جدول مباحثات الزعيمين.

وأوضح تقرير صحفي نشرته صحيفة «القدس العربي»، أن أبرز هذه الملفات يتمحور حول الموقف الأمريكي النهائي من الاستراتيجية الجديدة في الحرب على الإرهاب وخاصة الخطط النهائية لمعركة الرقة المقبلة وما إذا كان «ترامب» سيمنح تركيا أي دور رئيسي في المعركة على حساب الوحدات الكردية أم أن واشنطن سوف تواصل اعتمادها الرئيسي على «وحدات حماية الشعب الكردية» كما يبدو حتى الآن، بالإضافة إلى الإطلاع على موقف الإدارة الأمريكية الجديدة من الطلب التركي بتسليم «فتح الله كولن» المتهم بتدبير وقيادة محاولة الانقلاب التي شهدتها تركيا في يوليو/تموز 2016.

وبحسب التقرير، فإن تركيا تعول بشكل كبير على هذه الزيارة التي ستجرى منتصف مايو/أيار الجاري، بناءا على اتصالين هاتفين تما سابقا بين «أردوغان» و«ترامب» وصفا بـ«الإيجابيين»، مشيرا إلى أن «أردوغان» لمس في «ترامب» إرادة مختلفة وهو شعور تضع تركيا جميع آمالها عليه لكي يفتح لها آفاقا جديدة من التعاون مع واشنطن بعد سنوات طويلة من خيبات الأمل المتلاحقة التي تلقتها من قبل إدارة الرئيس الأمريكي السابق «باراك أوباما».

وقال التقرير إنه على الرغم من أن جميع المعطيات على الأرض تؤشر على الموقف الأمريكي المتمثل في الإصرار على الاعتماد على الوحدات الكردية في الحرب على الإرهاب في شمالي سوريا، إلا أن أنقرة ما زالت تضع آمالا كبيرة على إمكانية حصول تغير ولو جزئي في الموقف الأمريكي.

وأشار إلى أن الوفد التركي سيعطي مساحة واسعة جدا من مباحثاته لمحاولة إقناع الإدارة الأمريكية الجديدة بأن «قوات سوريا الديمقراطية» تتكون في معظمها من «وحدات حماية الشعب الكردية» التي تقول أنقرة إنها تمثل الامتداد الطبيعي لـ«حزب العمال الكردستاني» وأنهما يشكلان سويا تهديدا كبيرا على الأمن القومي التركي.

كم لفت إلى أن تركيا تأمل أن تتوصل إلى تفاهمات تقلل من خسائرها في ظل تراجع آمالها التركي في قبول واشنطن بخطط تتضمن استبعاد الوحدات الكردية من عملية الرقة بشكل كامل، موضحا أن هذه التفاهمات تتضمن محاولة إقناع إدارة «ترامب» بالاعتماد على القوات العربية المنضوية تحت لواء «قوات سوريا الديمقراطية» إلى جانب «الجيش السوري الحر»، أو الحصول على ضمانات بانسحاب جميع الوحدات الكردية من المدينة عقب طرد تنظيم «الدولة الإسلامية» منها.

وأضاف التقرير أن «أردوغان» يأمل خلال لقائه مع «ترامب» الحصول على وعود أمريكية بالطلب من الوحدات الكردية الانسحاب من مدينة منبج وتشكيل مجلس محلي لإدارتها دون دخول الجيش التركي إليها أو إبقاء العناصر العربية في «قوات سوريا الديمقراطية» فقط بالمدينة.

وأوضح أن المباحثات ستمتد لتشمل الموقف الأمريكي من الارتباط بين الوحدات الكردية التركية والسورية واحتجاج أنقرة على وصول الأسلحة الأمريكية من سوريا إلى «حزب العمال الكردستاني» في العراق وتركيا، ومنع الاصطدام مع واشنطن من خلال إطلاعها على خطط الجيش التركي لتنفيذ عمليات جوية ضد المسلحين الأكراد في سنجار بالعراق وشمالي شرق سوريا كما حصل قبل أيام، بالإضافة إلى احتمال القيام بعملية برية في سنجار ومناطق كـ«تل أبيض» السورية على الحدود مع تركيا.

ويعد دعم الأكراد أعمق خلاف بين إدارتي الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» ونظيره الأمريكي «دونالد ترامب»، ويرجح أن يسيطر هذا الملف على مباحثات الجانبين عندما يلتقيا في وقت لاحق من هذا الشهر في البيت الأبيض.

وكانت التوترات بين واشنطن وأنقرة قد تصاعدت كثيرا منذ محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا، في يوليو/تموز من عام 2016.

كما قصفت الطائرات الحربية التركية، القوات الكردية في شمال سوريا أواخر الشهر الماضي، ما أسفر عن مصرع 18 فردا من المقاتلين المدعومين من الولايات المتحدة، في غارة وقعت على بعد أقل من 6 أميال من مواقع القوات الأمريكية.

وتسبب ذلك الهجوم في دفع «البنتاغون» لإرسال كتيبة أخرى من قوات حرس الحدود الأمريكية إلى الحدود، لتقوم بدورها كقوات عازلة بين القوات الكردية والتركية.

وتختلف واشنطن وأنقرة حول الاستراتيجية الواجب اعتمادها في سوريا حيث لا يزال تنظيم «الدولة الإسلامية» يسيطر على مناطق واسعة.

وتدعم واشنطن «وحدات حماية الشعب الكردية»، العمود الفقري لـ«قوات سوريا الديمقراطية»، إلا أن تركيا تعتبر «وحدات حماية الشعب الكردية» امتدادا لـ«حزب العمال الكردستاني»، حركة التمرد المسلحة الناشطة منذ 1984 في تركيا والتي تصنفها أنقرة وحلفاؤها الغربيون «إرهابية».

ويعارض «أردوغان» أي مشاركة لـ«وحدات حماية الشعب» في هجوم لطرد تنظيم «الدولة الإسلامية» من معقله في الرقة، وقال إنه سيعرض على «ترامب» خلال لقائهما وثائق تثبت ارتباط «وحدات حماية الشعب» بـ«حزب العمال الكردستاني».

وتتهم تركيا الفصائل الكردية بالسعي لإقامة دولة كردية في شمال سوريا، وهو ما ترفضه، حيث ترى أنقرة تهديدا استراتيجيا كبيرا في إنشاء منطقة كردية ذات حكم ذاتي بمحاذاتها، وترمي عمليتها العسكرية في سوريا خصوصا إلى منع وصل المناطق الخاضعة للقوات الكردية ببعضها.

على صعيد آخر، تطلب أنقرة من واشنطن تسليم «فتح الله كولن» بموجب اتفاقية إعادة المجرمين المبرمة بين الجانبين، حيث توجه النيابة العامة التركية تهما لـ«كولن» من بينها الاحتيال وتزوير أوراق رسمية والتشهير وغسيل أموال والاختلاس والتنصت على المكالمات الهاتفية وتسجيلها، بالإضافة إلى انتهاك الحياة الشخصية للأفراد وتسجيل بيانات شخصية لأفراد بصورة غير قانونية.

ويعيش «كولن» (77 عاما) في بنسلفانيا (شمال شرق الولايات المتحدة)، ويترأس شبكة كبيرة من المدارس والمنظمات غير الحكومية والمؤسسات التي يطلق عليها اسم «حزمة»، وتعني «خدمة» وتعدها أنقرة تنظيما إرهابيا.

واتفاقية إعادة المجرمين وقعت في 7 يونيو/حزيران 1979 بين الجمهورية التركية والولايات المتحدة الأمريكية، وبموجبها تنظم الأحكام المتعلقة بتسليم المجرمين والتعاون المتبادل في الجرائم الجنائية، ودخلت حيز التنفيذ في الأول من يناير/كانون الثاني 1981.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

تركيا الولايات المتحدة أردوغان ترامب الأكراد الرقة كولن العلاقات التركية الأمريكية