«هنا بيروت»..مسرحية لبنانية تتصدى للصراع الطائفي والمذهبي بآمال الشباب

الثلاثاء 9 مايو 2017 10:05 ص

تدور مسرحية «هنا بيروت» للمُخرج «يحيى جابر» حول خط تماس طائفي في قهوة واقعة على مفترق طرق بين مناطق سنية وشيعية متداخلة يشوب التوتر العلاقات بين سكانها.

وقال «جابر» لـ«رويترز» «إن المسرحية تختصر بيروت بشكل طائفي مذهبي عبر شباب كانوا متناحرين مُتقاتلين يأخذون أفكارا كريهة عن بعضهم البعض ويعيشون على وقع الأحكام المسبقة. هم أناس فقراء لديهم أحلامهم وقررنا أن نكون جسرا لإيصال هذه الأحلام».

يستعين مُخرج «هنا بيروت» بشباب وفتيات من خندق الغميق وزقاق البلاط والطريق الجديدة وأرض جلول وبرج أبوحيدر وحي السلم وغيرها ممن يمثلون كافة الطوائف والمذاهب اللبنانية.

وقال «جابر» «قررتُ أن استخرج اللاوعي عند هؤلاء الشاب وأجسده على المسرح وأن يسمي الشباب الأشياء بأسمائها.. مع أني مشيت على حد الخطر في إعداد النص».

ولا يعتبر «جابر» أنه يؤدي دور المخرج بالمعني التقليدي لكنه يقول إنه يترجم إخراجيًا ما يردده الشباب بأنفسهم.

ويُضيف «لسنا حيال عمل مسرحي محض. نحن في ورشة تدريب هدفها تحويل المشاعر بين مجموعة من الناس من كراهية إلى حب. فما يقال خفية وفي الزوايا سيقال على خشبة المسرح إذ أن مفهوم التورية غير موجود لا بل الفجاجة هي اللغة المعتمدة في تسمية الأشياء».

وتعمد «جابر»  بدء عرض المسرحية في 13 من أبريل/نيسان في ذكرى اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية التي دارت على مدى 15 عامًا وانتهت عام 1990 قبل أن يطوف بها على مسارح المدينة ويمدد عرضها نظرا لنجاح التجربة.

ويقول إنه أراد هذا التاريخ بالتحديد «ليكون عبرة ولكي يعترف أحدنا بالآخر وبمدى الكره المتبادل بين الطوائف اللبنانية».

ويُضيف «لن نصل إلى الحب إلا بإعلان الكراهية الموجودة في البيوت والنفوس».

وتخلص «هنا بيروت» إلى أن المسرح والموسيقى هما لغة وحيدة بإمكانها إزالة الحواجز الطائفية النفسية في مجتمع زادت الحرب الأهلية من تحصن اللبنانيين فيه وراء طوائفهم.

المسرحية تعرض مجانًا على مسرح فردان وهي من إنتاج جمعية مارش التي تعنى «بالحفاظ على مبادئ لبنان السلمي والمزدهر». ووزع المنظمون مُغلفات لمن يرغب بالتبرع لتغطية التكاليف الإنتاجية للعمل والممثلين.

وعن مدى قدرته على التغيير في المجتمع اللبناني يجيب «جابر» بسخرية أن هذه المسرحية ليس هدفها أن تغير شيئا لكن «أعتقد أني ساهمت في إلغاء مجموعة قتلة. هؤلاء الشباب كانوا يا قاتل يا مقتول وبخدمة الزعيم. هنا صاروا مواطنين».   

المصدر | رويترز

  كلمات مفتاحية

مسرحية صراع طائفي آمال الشباب