اتهام «أردوغان» لـ(إسرائيل) بالعنصرية يؤزم العلاقات بين البلدين

الأربعاء 10 مايو 2017 04:05 ص

حالة من التأزم تعود للعلاقات التركية الإسرائيلية، على خلفية تصريحات من الطرفين ضد الآخر.

فبعد أقل من عام على المصالحة بين تركيا و(إسرائيل)، وجهت دولة الاحتلال الإسرائيلي انتقادات لاذعة إلى الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، اتهمته فيها بانتهاك حقوق الإنسان، رداً على اتهام «أردوغان» لها بارتكاب سياسات فصل عنصري.

وبحسب صحيفة «الحياة»، فقد استدعت الخارجية الإسرائيلية السفير التركي في (تل أبيب) إلى «جلسة استيضاح» بشأن تصريحات «أردوغان»، بأن (إسرائيل) تعمل على تهويد القدس وتنتهك المسجد الأقصى، والتي دعا فيها المسلمين في العالم إلى الذهاب بكثافة إلى المسجد الأقصى من أجل تعزيز الهوية الإسلامية للمسجد ودعم الفلسطينيين.

وردت الخارجية بلغة شديدة على تصريحات «أردوغان»، وقالت في بيان إن «من يخرق حقوق الإنسان بصورة منهجية في بلده لا يحق له أن يقدم العظة للديموقراطية الحقيقية الوحيدة في المنطقة بالأخلاق».

وأفادت مصادر في وزارة الخارجية بأن مديرها العام «يوفال روتم» نقل إلى السفير التركي «كمال أوكم»، الذي تم استدعاؤه إلى مكتبه بتعليمات من رئيس الحكومة وزير الخارجية «بنيامين نتنياهو»، احتجاج (إسرائيل) على تصريحات «أردوغان» في شأن سياسة (إسرائيل) تجاه الفلسطينيين.

وأضافت أن «روتم» كرر ما جاء في بيان الوزارة من أنه «لا يمكن لتركيا التي تنتهك حقوق الإنسان أن تكون واعظة لـ(إسرائيل) حول هذه الحقوق».

وتسابق وزراء ورئيس الكنيست الإسرائيلي في التنديد بتصريحات «أردوغان» واتهامه بـ«قمع الحريات والمعارضة في بلاده».

وكان «أردوغان» قال في كلمة له في «منتدى القدس» في إسطنبول، إنه «يجب توحيد القوى لمنع تهويد القدس»، متعهداً بأن تكثف تركيا جهودها لتعود القدس مدينة الأمن والاستقرار والسلام.

ودعا مواطنيه والمسلمين في العالم إلى زيارة المسجد الأقصى ودعم كفاح الفلسطينيين، مؤكداً أن «تركيا تدعم حق الفلسطينيين في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي للقدس وتوليه أهمية كبيرة. وكل يوم يمر والقدس تحت الاحتلال هو مهانة لنا».

ووصف «أردوغان»، خلال كلمته، سياسة (إسرائيل) في الضفة الغربية بالعنصرية القريبة من الفصل العنصري «أبارتايد».

وتساءل: «ما الفارق بين ممارسات (إسرائيل) الحالية وسياسات التمييز التي كانت تطبق ضد السود في الولايات المتحدة في السابق وفي جنوب أفريقيا؟».

وأضاف أن «الإفلات من العقاب يزيد من عدوانية الجناة، وهذا هو السبب الذي يزيد عدد الجرائم التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين».

وتابع أن بلاده حذرت واشنطن من نقل السفارة الأميركية إلى القدس، ولفت إلى أن «ضمان السلام والاستقرار في منطقة الشرق سيكون أمراً مستحيلاً، من دون التوصل إلى حل عادل للقضية الفلسطينية».

وأضاف «أردوغان» أن «الطريق الوحيد للحل هو إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة، عاصمتها القدس الشرقية، ضمن حدود 1967، ولهذا يجب الضغط على (إسرائيل)».

وأشار إلى أن «(إسرائيل) تتعنت في مواصلة ضرب القوانين الدولية عرض الحائط، مستمدة جرأتها من قوى مختلفة حول العالم».

يشار إلى أنه في يناير/ كانون الثاني الماضي، عقد وفد من الخارجية التركية مع وفد من الخارجية الإسرائيلية، أول اجتماع للمشاورات السياسية بين البلدين، في العاصمة التركية أنقرة، لأول مرة منذ 2010.

وشهد اجتماع المشاورات السياسية، اتخاذ خطوات لتطوير العلاقات متعددة الأبعاد بين الجانبين، وتفعيل الزيارت المتبادلة.

وقررت تركيا و(إسرائيل) أواخر يونيو/ حزيران 2016، تطبيع العلاقات بينهما بعد أن نفذت (تل أبيب) الشروط التركية، والتي كان أبرزها الاعتذار لتركيا وتقديم تعويضات لضحايا سفية «مافي مرمرة»، وتخفيف الحصار عن قطاع غزة.

وبدأت صفحة جديدة في العلاقات التركية الإسرائيلية، عقب اتخاذ الدولتين الخطوة الأخيرة في عملية التطبيع بينهما، بتسمية كل منهما سفيرا لها لدى الطرف الآخر لأول مرة بعد 6 سنوات.

وتوترت العلاقات بين البلدين إثر اعتداء الجيش الإسرائيلي عام 2010، على سفينة «مافي مرمرة» التركية أثناء توجهها ضمن أسطول الحرية لفك الحصار المفروض على قطاع غزة، وقتله 9 نشطاء أتراك في المياه الدولية، وتوفي ناشط عاشر لاحقا، متأثرا بجراحه.

  كلمات مفتاحية

إسرائيل تركيا حقوق الإنسان اتهامات علاقات ثنائية