«نيويورك تايمز»: «هنية» زعيما لحماس.. هل يتحول الثقل السياسي للحركة إلى غزة؟

الأربعاء 10 مايو 2017 11:05 ص

تم اختيار «إسماعيل هنية» رسميًا، يوم السبت، قائدًا لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تسعى إلى تحسين صورتها العامة.

واختتم انتخاب السيد «هنية» رئيسًا للمكتب السياسي للحركة عملية سرية امتدت لشهور كانت تهدف إلى تحديد الاتجاه المستقبلي لحماس، ومن أجل ضخ دماء جديدة في القيادة الفلسطينية.

ويخلف «هنية» السيد «خالد مشعل»، الذي قاد الحركة من المنفى لمدة 21 عامًا. ويعيش السيد «مشعل» الآن في الدوحة، عاصمة قطر.

ومن المتوقع أن ينتقل السيد «هنية» (53 عامًا) من مخيم الشاطئ للاجئين في مدينة غزة إلى قطر. ولا يبدو أنّ انتخابه، الذي كان متوقعًا على نطاقٍ واسع، قد يشير إلى تغيرٍ جذري.

وذكر خبراءٌ أنّ ميزان القوى داخل حماس يتحول إلى داخل غزة. وقد استولت حماس على القطاع الساحلي الفلسطيني في عام 2007 بعد أن فازت على منافستها الرئيسية فتح في الانتخابات البرلمانية التي جرت قبل ذلك بعام.

ومنذ ذلك الحين، أطلقت حماس الآلاف من الصواريخ على المراكز المدنية في (إسرائيل)، ونجت من ثلاث حروب مع الجيش الإسرائيلي، ووفقًا لمسؤولين إسرائيليين، فإنّها قامت ببناء قوتها العسكرية وتطويرها بشكلٍ مستمر.

واكتسبت حماس سمعتها وأهميتها في البداية بأعمالها التي استهدفت الحافلات والمقاهي فى المدن الإسرائيلية خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية في أوائل العقد الأول من الألفية الجديدة.

وقد كشفت حماس الأسبوع الماضي عن رغبة في الحصول على الاعتراف الدولي، وكشفت عن وثيقة جديدة من المبادئ التي قالت أنّها ستقود الحركة. وتهدف هذه الورقة التي تهدف جزئيا إلى تحسين العلاقات مع مصر، إلى تخفيف اللغة المعادية للسامية في ميثاق الحركة، وتقبل على الأقل دولة فلسطينية مؤقتة، رغم أنّها لا تزال ترفض أي اعترافٍ بـ (إسرائيل). وقال المحللون أنّها محاولة للتوصل إلى حلٍ توافقيٍ بين الفصائل المتعارضة، لكن فشلت الوثيقة الجديدة فى إرضاء أيٍ منها تمامًا.

وكان السيد «هنية»، بصفته قائدًا لحماس في غزة منذ عام 2006، مرتبطًا بالجناح السياسي للحركة الذي كان، على الأقل اسميًا، أكثر انخراطًا في الدبلوماسية والحكم، وأقل احتكاكًا بالكفاح المسلح.

وفي فبراير/شباط، انتُخب «يحيى السنوار» ليخلف السيد «هنية» في غزة. ويعرف السيد السنوار بأنّه من أقرب إلى التشدد، ويرتبط ارتباطًا وثيقا بالتنظيم المسلح للحركة.

وقال «حسام الدجاني»، الكاتب الفلسطيني والمحلل السياسي في غزة: «يميل تشكيل المكتب السياسي في غزة إلى الراديكالية». وأضاف: «ويعبر انتخاب هنية هنا عن التوازن. إنّه شخصٌ مرن يدعم السلام والوحدة والاستقرار في المنطقة».

وقال «إبراهيم المدهون»، وهو محلل يعمل في غزة يكتب لصحيفة تابعة لحماس، أنّه يتوقع من السيد «هنية» في دوره الجديد أن يحسن علاقات حماس مع مصر وإيران وقطر والمملكة العربية السعودية. وأضاف أنّ «الانتخابات تعزز ديمقراطية وحيوية الحركة وتعطي دورًا أكبر للمؤسسات وليس للناس».

وبدأ السيد «هنية»، وهو أب لـ 13 من الأبناء، رحلة صعوده إلى تلك المكانة البارزة في حماس، حين كان قريبًا من مؤسس الحركة وزعيمها الروحي، الشيخ «أحمد ياسين»، الذي اغتيل جراء غارة جوية إسرائيلية عام 2004. وقد قضى السيد «هنية» عدة أحكام في سجون (إسرائيل) في الثمانينات والتسعينات، وعمل لفترة وجيزة رئيسًا لحكومة وحدة وطنية بعد انتخابات عام 2006.

لكن لم تدم تلك الحكومة طويلًا، ويرجع ذلك جزئيًا إلى رفض حماس، حتى الآن، الوفاء بالاشتراطات الدولية للاعتراف بها، بما في ذلك نبذ العنف، والاعتراف بحق (إسرائيل) في الوجود، وقبول الاتفاقات الموقعة بين (إسرائيل) ومنظمة التحرير الفلسطينية التي تسيطر عليها فتح.

وفي العام الماضي، أصدر «أفيغدور ليبرمان»، السياسي الإسرائيلي المتشدد، إنذارًا حادًا إلى السيد هنية. وقال «ليبرمان» أنّه لو كان وزيرًا للدفاع، لكان «هنية» ميتًا في غضون 48 ساعة، إذا لم يعيد رجلين إسرائيليين وجثث جنديين يُعتقد أنّهم محتجزون لدى حماس في غزة. وأصبح السيد «ليبرمان» وزيرًا للدفاع بعد ذلك التهديد بشهرٍ واحد، وهو لا يزال يشغل منصبه إلى الآن.

  كلمات مفتاحية

حماس خالد مشعل إسماعيل هنية يحيى السنوار (إسرائيل)

«إسماعيل هنية».. مدير مكتب «ياسين» الذي أصبح رئيسا لحكومة فلسطين ثم قائدا لـ«حماس»