«ترامب» يبحث مع «لافروف» الأزمة السورية دون التطرق لرحيل «الأسد»

الخميس 11 مايو 2017 05:05 ص

عقد الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» مباحثات مع وزير الخارجية الروسي «سيرغي لافروف» في البيت الأبيض تمحورت حول الأزمة السورية، في أول لقاء رفيع المستوى بعد الأزمة التي شهدتها علاقات البلدين، عقب قصف طائرات أمريكية قاعدة الشعيرات السورية، عقب الهجوم الكيمياوي الذي نفذه النظام السوري في بلدة خان شيخون شمال غرب سوريا وأسفرت عن مقتل عشرات المدنيين.

وقال «لافروف» إنه ناقش مع الرئيس «ترامب» سبل إنجاح مفاوضات أستانة، مؤكدا اتفاق البلدين على ضرورة إنجاح خطة مناطق خفض التصعيد في سوريا.

وبحسب فضائية الجزيرة، فإن لافروف أكد في مؤتمر صحفي عقب لقائه ترامب، أنهما لم يناقشا مسألة رحيل رئيس النظام السوري «بشار الأسد».

ودعا «لافروف» التي تدعم بلاده النظام السوري، المبعوث الدولي «ستيفان دي ميستورا» إلى الاستمرار في عملية السلام لتسوية الأزمة السورية.

وأضاف «نحن مطالبون بالعمل سويا مع واشنطن لترسيخ الاستقرار على مستوى العالم وحل المشاكل العالقة»، مؤكدا أن هناك إرادة قوية لدى واشنطن لتطوير العلاقات مع موسكو، والرئيس «ترامب» لديه رغبة ملموسة بهذا الصدد.

وعن العقوبات الأمريكية على موسكو، قال «لافروف» إنه لم يناقش هذا الملف مع «ترامب، مشيرا إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي السابق «باراك أوباما» اتخذت قرارات غير إيجابية بالطلب من دبلوماسيين روس مغادرة واشنطن، لكن موسكو لا تريد أن تنخرط في عملية رد فعل مستعجلة على ذلك.

وشدد «لافروف على أنه ليست هناك أدلة حتى الآن تدين روسيا بالتدخل في السياسة الداخلية الأمريكية، لكن «ساسة أمريكيين يحاولون تخريب الصورة الجميلة للديمقراطية الأمريكية بادعاء تدخل روسيا في شؤونهم".

ولقاء «ترامب ولافروف» أرفع لقاء رسمي بين واشنطن وموسكو منذ تسلم الرئيس الأمريكي منصبه يوم 20 يناير/كانون ثاني الماضي.

وكان «لافروف» قد عقد في وقت سابق اليوم مباحثات مع نظيره الأمريكي «ريكس تيلرسون تمحورت أيضا حول الأزمة السورية.

وقبل اللقاء، قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن «تيلرسون» ينوي بحث جهود خفض العنف في سوريا وإيصال المساعدات الإنسانية إلى الشعب السوري وتهيئة الظروف لإيجاد تسوية سياسية للنزاع.

وإضافة إلى الملف السوري وملفات أخرى تشكل مصدر توتر بين واشنطن وموسكو، فإن هذه اللقاءات تتم في أجواء سياسية مشحونة في الولايات المتحدة، حيث عقدت بعد ساعات على قرار الرئيس الأمريكي إقالة مدير مكتب التحقيقات الاتحادي (أف.بي.آي) جيمس كومي الذي يحقق في صلات محتملة بين روسيا وفريق حملة ترامب الانتخابية.

وفي وقت سابق الثلاثاء، قال وزير الخارجية القطري «محمد بن عبد الرحمن آل ثاني» إن اتفاق أستانة خطوة إيجابية لكنه ليس بديلا عن الانتقال السياسي في سوريا الذي يرحل بموجبه «بشار الأسد».

وأضاف الوزير القطري عقب لقائه نظيره الأمريكي «ريكس تيلرسون» في واشنطن، أنه من الجيد أن تكون هناك مناطق لخفض التوتر، لكن يجب أن تكون خطوة في سبيل الوصول لحل الأزمة، ولا تتخذ كذريعة لتأجيل هذا الحل وتأجيل مسألة الانتقال السياسي.

وقال إن هناك الكثير من التعاون بين قطر والولايات المتحدة، خاصة في الأزمة السورية، وأكد أن المشاورات مع وزير الخارجية الأمريكي ومستشار الأمن القومي تناولت القضية السورية والمقترحات المطروحة للمضي قدما في حلها.

وشدد على أن مكافحة الإرهاب أحد الملفات الرئيسية التي تمت مناقشتها مع الولايات المتحدة، لافتا إلى أن هناك تعاونا وثيقا بين البلدين في مكافحة تمويل الإرهاب الذي أصبح ظاهرة تنمو في المنطقة.

وكانت الدول الراعية لمفاوضات «أستانة 4» (تركيا وروسيا وإيران) توصلت في الرابع من مايو/أيار الجاري إلى اتفاق «خفض التصعيد» القاضي بإقامة أربع مناطق آمنة بسوريا لمدة ستة أشهر قابلة للتمديد.

  كلمات مفتاحية

روسيا أمريكا لافروف ترامب