محلل: السلوك الوطني وراء فوز الكتلة الإسلامية في انتخابات جامعة بيرزيت

الخميس 11 مايو 2017 05:05 ص

سجلت الكتلة الإسلامية الذراع الطلابية لحركة «حماس» عودة قوية بعد سنوات من الغياب، وفي ظل ضغوط أمنية أفرزها توتر العلاقة بين «حماس» و«حركة التحرير الوطني الفلسطيني» (فتح).

وحققت الكتلة فوزا مدويا في انتخابات جامعة بيرزيت تجاوز أسوار الجامعة التي تعد معقلا تقليديا لـ«فتح» واليسار الفلسطيني، لتشكل في نظر تحليلات عدة دليلا على المزاج العام والموازين التي تسود الساحة الفلسطينية في المرحلة الراهنة.

وتفسر هذه المؤشرات -في نظر منتقدي سلطة رام الله- اعتقال ممثل الكتلة الإسلامية في جامعة بيرزيت «جهاد سليم»، بالتزامن مع إيقاف الانتخابات في محطاتها المقبلة، تحسبا لمزيد من الانتصارات لطلبة «حماس».

وقال المحلل السياسي الدكتور «نهاد خليل» إن سمعة جامعة بيرزيت المحلية والعالمية، وعلاقاتها الدولية، وعدم حاجتها للسلطة، كل هذا يجعلها تتصرف بعقلانية واتزان، وبالتالي لا تضحي بسمعتها ومكانتها من أجل تأييد هذا الحزب أو ذاك، بل من أجل الحفاظ على القيم التي تتبناها المؤسسة.

وأضاف: «نحن بحاجة إلى مؤسسات كثيرة من هذا النوع، أما المؤسسات والقيادات التي توجد على رأسها (بطحة)، فإنها ستخضع حتما للأجهزة الأمنية».

وأوضح «خليل» أن كلمة السر في فوز الكتلة الإسلامية في بيرزيت هي السلوك الوطني الذي تتبناه الكتلة داخل الجامعة، بمعنى خدمة الجميع بدون تمييز، إضافة إلى وجود قضايا يتبناها الشباب، وتستقطب اهتمامهم.

وقال: «الاحتكاك المباشر بين أهلنا في الضفة الغربية وبين الاحتلال، يجعل الكفاح ذو معنى، ويجعل المناضلين أقرب إلى التواضع والتقشف والأخلاقية، وهذه صفات جاذبة، تجعل من هذه النوعية من المناضلين فدائيين أبطال وأطهار، وهذا يجعلهم موضع ثقة، ويجذب لهم الأصوات الانتخابية».

وتابع: «رغم كل الملاحقة التي تواجهها حركة حماس في الضفة، إلا أنها قادرة على تربية كوادر يتميزون بالوعي، والرسالية، كيف ربتهم حماس؟ ما هي المحاضن التي تنتج أمثال هؤلاء الكوادر؟، أعتقد أن هذه مسألة بحاجة إلى دراسة من حركة حماس، لعلها تستطيع أن تطور المحاضن التربوية التي تخرج الكوادر!».

وتجاوزت ردود الأفعال على فوز الكتلة الإسلامية بانتخابات جامعة بيرزيت حدود واقعها الطلابي، واكتسبت أبعادا سياسية وجماهيرية بالغة العمق في الساحة الفلسطينية.

وحققت الكتلة الإسلامية انتصارا كبيرا في الانتخابات بحصولها على 26 مقعدا من مقاعد المؤتمر العام البالغ تعدادها 51 مقعدا، مقابل 19 لمنافستها التقليدية حركة الشبيبة الفتحاوية.

وجاء فوز الكتلة في بيرزيت بعد يوم واحد من تقدم أختها الكتلة الإسلامية في جامعة بوليتكنيك فلسطين بالخليل (جنوب الضفة الغربية) بالانتخابات، حيث تقدمت بمقعد واحد عن النتيجة التي حققتها في العام الماضي وحصلت على 15 مقعدا من أصل 31 مقعدا، مقابل ذات العدد من المقاعد لشبيبة فتح التي تراجعت مقعدين عن العام السابق.

  كلمات مفتاحية

حماس الكتلة الإسلامية جامعة بيرزيت