المخاوف تنتاب الفلسطينيين من خطة «ترامب» لتسوية القضية

الخميس 11 مايو 2017 07:05 ص

استغل الرئيس الفلسطيني الاستقبال الأمريكي الدافئ، ومرر مطالبه المتمثلة بإعادة إطلاق عملية سياسية ذات معنى، خلال فترة زمنية محددة، بهدف التوصل إلى اتفاق سلام نهائي، قائم على حل الدولتين على حدود العام 67.

وبحسب مسؤولين رافقوا الرئيس الفلسطيني «محمود عباس» في رحلته إلى واشنطن، فإنه قدم للرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» ملخصا عن العقبات التي حالت، حتى اليوم، دون التوصل إلى الحل السياسي، وقدم له خرائط تظهر سهولة التوصل إلى مثل هذا الحل.

لكن القضايا التي طرحها «ترامب» وفريقه، في اجتماعاتهم مع الفلسطينيين، أثارت الكثير من القلق لديهم، حيث أبدى تفهمه لمطلب الحكومة الإسرائيلية وقف دفع رواتب أسر الأسرى والشهداء، ووقف التحريض في المناهج المدرسية وفي وسائل الإعلام.

وقال مسؤول فلسطيني رفيع: «نخشى أن يأتي ترامب غدا، ويقول: أفهم أن الرئيس عباس لا يستطيع وقف رواتب الأسرى، وفي الوقت ذاته أفهم أن نتنياهو لا يستطيع وقف الاستيطان».

وأضاف: «واضح أن نتنياهو يريد خلق قضايا تفاوضية جديدة من أجل التغطية على الاستيطان الذي هو جوهر القضايا، لأنه يأكل الأرض ولا يبقي منها ما يصلح لإقامة دولة».

ويتوقع الفلسطينيون أن يدعو «ترامب» الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي إلى العودة إلى المفاوضات المباشرة في إطار إقليمي يشارك فيه بعض الدول العربية.

ويثير هذا الخيار الكثير من القلق لدى الفلسطينيين لأنه يحمل في طياته فرصة إقامة علاقات بين «إسرائيل» ودول عربية عديدة، من دون إقامة دولة فلسطينية.

وردد «عباس»، في تصريحات أخيرة، القول بأن إعطاء الفلسطينيين دولة سيؤدي إلى فتح أبواب 50 دولة عربية وإسلامية أمام «إسرائيل»، محذرا من أن تطبيق مبادرة السلام العربية يجب أن يبدأ من الألف إلى الياء وليس العكس، أي أن يبدأ من إقامة الدولة وليس من إقامة علاقات طبيعية بين «إسرائيل» والدول العربية.

ويخشى الفلسطينيون في حال فشل هذا الخيار اقتراح «ترامب» صفقة سياسية تقوم على حسابات رجل الأعمال، وهي حسابات أقرب إلى الربح والخسارة منها إلى حسابات التاريخ وعدالته.

ويخشى الفلسطينيون أن «صفقة ترامب» المقترحة ستكون أقل بكثير من دولة مستقلة على حدود العام 67.

وقال الدكتور «علي الجرباوي» أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت: «إسرائيل شريك استراتيجي لأمريكا، والعلاقات بين الشركاء تقوم على التفاهم بينهما على المستقبل، وليس على فرض المواقف بالقوة».

وأضاف: «فريق ترامب السياسي أقرب إلى الموقف الإسرائيلي، وبعضهم عاش في مستوطنات، أو ساهم في تمويلها، لذلك فإن توصياتهم المقدمة للرئيس ستكون أقرب إلى الموقف الإسرائيلي».

وأوضح «الجرباوي» أن «ترامب» الذي التقى «نتنياهو» منتصف فبراير/شباط الماضي في واشنطن، وسيلتقيه هذا الشهر في القدس، سيتبنى موقفا أقرب لحليفه الذي سيبين له أنه لا يمكنه وقف الاستيطان لاعتبارات عديدة، منها انهيار ائتلافه الحكومي وموقف حزبه، وغيرهما من الأعذار.

وأشار «الجرباوي» إلى أن المقلق بالنسبة إلى الفلسطينيين هو أن قبولهم أيا من الخطط الأمريكية القادمة سيكون صعبا، ورفضها سيكون صعبا أيضا، حيث إن قبول المبادرة الأمريكية القادمة يعني العودة إلى المفاوضات، بمشاركة العرب هذه المرة، من دون وقف الاستيطان، أو قبول أقل من دولة، وأقل من حدود العام 67.

ورفض هذه المبادرات يعني المخاطرة بالتعرض لعقوبات أمريكية مثل قطع العلاقات وقطع المساعدات والتهديد بخلق قيادة بديلة.

ويتوقع أن يسعى «عباس» للحفاظ على الوضع القائم على رغم ما ينطوي عليه من استمرار الاستيطان، إذ إن ذلك يظل أقل خطرا من الدخول في عملية سياسية مليئة بالألغام والمخاطر الاستراتيجية.

المصدر | الحياة

  كلمات مفتاحية

فلسطين أمريكا ترامب عباس نتنياهو الاستيطان التسوية