كندا تخفف إجراءات قبول المصريين كلاجئين.. ونشطاء: بقينا زي سوريا والعراق

السبت 13 مايو 2017 07:05 ص

أعلنت الحكومة الكندية، عن إجراءات جديدة، لقبول المصريين الراغبين في الحصول على اللجوء السياسي فيها.

ونشر مجلس الهجرة واللاجئين بالحكومة الكندية على موقعه الإلكتروني، خبراً مفاده أن السلطات الكندية ستدرج اسم مصر ابتداء من الأول من يونيو/ حزيران 2017 المقبل، على قائمة الدول المقبول تسريع طلبات اللجوء لمواطنيها بدون جلسات استماع قضائية، مثل سوريا والعراق واليمن ودول الحروب.

وأشار الخبر إلى أنه نظراً لسوء الأوضاع الأمنية في مصر وارتفاع عدد طلبات اللجوء المقدمة منها وافقت الحكومة الكندية على اتخاذ هذا الإجراء، بحسب «هافنغتون بوست».

ويوفر هذا الإجراء وقتاً طويلاً على الراغبين في الحصول على اللجوء في كندا.

ويتطلب اللجوء إلى كندا الدخول إلى البلاد من خلال تأشيرة سواء كانت سياحية أو للدراسة أو غيرها من التأشيرات المعتمدة.

ويشترط على طالب اللجوء تقديم طلب من خلال أي من مطارات أو موانئ الدولة الكندية، وسيتم إيواء المتقدم بطلب اللجوء في مأوى للاجئين، وتوفير العمل اللازم له حتى الحصول على وثائق الإقامة الرسمية، والتي يتم منحها في غضون 6 أشهر.

وصدرت تِلْكَ السياسة للمرة الأولي من قبل مجلس الهجرة واللاجئين في كندا، في سبتمبر/ أيلول 2015، واختصت باللاجئين الوافدين من سوريا والعراق وإريتريا.

وتعد كندا من أبرز دول العالم التي تحظى باهتمام بعض المصريين للهجرة إليها، بجانب الولايات المتحدة وأستراليا.

تدني حقوقي

وبحسب صحيفة «المصريون»، فإن القرار الكندي، اعتمد على وضع الأقليات الدينية في مصر، والتي تتعرض لخطر كبير بعد التفجيرات التي لحقت بدور عبادة مسيحية في أبريل/ نيسان الماضي، خلال احتفال المسيحيين بعيد «أحد الشعانين»، الأمر الذي تسبب في وقوع ما يقرب من 50 قتيلا, بالإضافة إلى حالة حقوق الإنسان المتردية وحالات الوفاة المتكررة في السجون المصرية، نتيجة التعذيب وجرائم الاختفاء القسري.

سبق أن قرر المجلس، بفتح حق اللجوء للمصريين بعد الحصول على حكم من محكمة محلية كندية بحق اللجوء إلى كندا، نتيجة عنف طائفي أو نتيجة التورط في قضايا رأي.

من جانبه، قال السفير «جمال بيومي»، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن قرار مجلس اللجوء والهجرة الكندي بفتح باب اللجوء المباشر للمصريين لم يتم بناء على تنسيق مع الحكومة المصرية أو وزارة الخارجية، وإنما هو قرار اتخذه المجلس بناء على مصادره داخل مصر، التي يعتمد عليها في رصد مواقف حقوق الإنسان والأقليات، وأبرز هذه المصادر هي السفارة الكندية، بالإضافة إلى ما يتم تناقله عبر وسائل الإعلام من الأحوال اليومية المعيشية.

وأضاف «بيومي»، أن الأسباب الرئيسية وراء هذا القرار، قد تكمن في التفجيرات الإرهابية التي ضربت دور عبادة مسيحية الشهر الماضي، وهو ما اعتبره كثير من البلدان ومجالس حقوق الإنسان والأقليات الدولية بمثابة خطر على الأقليات في مصر، بالإضافة إلى دعاوى التكفير المتبادلة والتي ينقلها الإعلام المصري للخارج، كل هذه الأمور إلى جانب ملف حقوق الإنسان والتعدي على الحريات العامة والتهم غير المستندة إلى أساس قانوني، والتي وجهت إلى صحفيين في الفترة السابقة، تسببت في خروج هذا القرار.

وذكر مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن كندا تسمح باللجوء المباشر لها لمواطني عدة دول، أهمها أفغانستان, سوريا, بوروندي, العراق، وتعتبر أن هذه المناطق خطر على حقوق الإنسان، ولا تحقق العدالة اللازمة للأقليات في صراعهم مع الأغلبية الدينية أو العرقية, وكانت تسمح للمصريين باللجوء إليها بعد صدور حكم من محكمة محلية كندية بأحقية المتقدم باللجوء، إلا أنها رفعت تصنيف مصر وساوتها بهذه الدول، وأصبح للمصريين حق اللجوء المباشر بمجرد تقديم طلب اللجوء لكندا.

ردود أفعال

وأثار نشر هذا الخبر، ردود أفعال واسعة بين المصريين، الذين تصدرت كلمة «اللجوء إلى كندا»، بحثهم على موقع «جوجل»ن بحسب إحصاء على الموقع ذاته.

وتوافد عشرات المصريين على مقر السفارة بالقاهرة، رغم أن اليوم عطلة لدى كافة الطاقم القنصلي المقيم في مصر، للاستفسارات عن الإجراءات المطلوبة، بحسب موقع «اليوم السابع».

كما لاقى الخبر سخرية واسعة بين النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، فقد قام الكثيرون بعمل مشاركة للخبر مصطحبا بتعليقات مثل «هجوووووم»، و«بينا على كندا».

وتساءل «علي السعيد» ساخرا: «هتسافر كندا وتسيب الـ14 جنيه بتوع دعم التموين؟».

وأضاف «محمد فوزي»، حيث قال: «الناس فرحانة بالكلام ده مضبوط بس حضرتك تسـافر الأول كندا وأنت هناك قدم اللجوء وطبعا أنت في مصر والسفر إجراءاتـه صعبة جدا، ولو حتي سياحة هيطلبوا منك مبلغ حوالي 11 ألف يورو في البنـك ساعتها هيقبلوك يعني بردو إلى هيسافر الغنـي».

فيما قال «طارق سلامة»: «طيب السيساوية ليه بيسألوا عن شروط الهجرة لكندا؟».

وأضاف «مصطفى كامل»: «على كندا رايحين.. لاجئين بالملايين».

وسخرت «منى البلتاجي»: «وأنا لما أروح كندا وألاقي المصريين كلهم هناك.. أنا كده استفدت ايه؟».

وتابع «حمدي إبراهيم» قائلا: «ألحقوا سافروا بقه قبل ما يبقى السفر بتصريح أمني».

مثل سوريا

بينما علق المدون والناشط السياسي «وائل عباس»، على القرار قائلا في تغريدة عبر حسابه على «تويتر»: «لكل الناس اللي كانت خايفة نبقى زي سوريا والعراق.. كندا فتحت اللجوء للمصريين زي سوريا والعراق.. كده الرسالة وصلت؟».

واتفق معه «عبد الفتاح شبانة»، حين قال: «أصبحنا كمصريين في عيون كندا كسوريا والعراق في المعاملة!».

من جهته، أشار الناشط «مصطفى الحسيني»، إلى أنه للحصول على حق اللجوء لكندا يجب الوصول للأراضي الكندية «سواء بتأشيرة سياحة أو دراسة أو أي تأشيرة أخرى»، ووجود حالة اضطهاد له «سياسي، أو ديني، أو إنساني»، مشيرا إلى أن ذلك سهل الإثبات بعد تدهور الأوضاع السياسية والأمنية في مصر، وفق قوله.

ودعا «الحسيني» كل من يمتلك تأشيرة كندا إلى محاولة الوصول في أسرع وقت ممكن.

وتابع: «اللي بيسأل الإثبات إزاي: سكرين شوتس من حساباتك علي مواقع التواصل ببوستات ضد السيسي، صور مظاهرات، تقارير حقوقية، أخبار التعذيب.. كل شيء يثبت أنك معارض»، مضيفا أنه «بالنسبة للإخوان والمسيحيين الموضوع سهل جدا لهم في قبول اللجوء».

وتشهد مصر، أزمة سياسية واقتصادية حادة، منذ الانقلاب الذي قاده «عبد الفتاح السيسي»، إبان توليه وزارة الدفاع، على «محمد مرسي» أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيا بالبلاد، في يوليو/ تموز 2013.

ومنذ ذلك التاريخ، زج بعشرات الآلاف في السجون، وقتل الآلاف في فض مظاهرات واعتصامات مناهضة للانقلاب، فضلا عن وفاة المئات بالتعذيب داخل السجون، أو بالتصفية الجسدية عن طريق قتلهم خارج إطار القانون.

كما تشهد مصر، أزمة اقتصادية حادة، خاصة بعد الاتفاق مع صندوق النقد الدولي على قرض تبلغ قيمته 12 مليار دولار، دفعها إلى الرضوخ لشروط من بينها تعويم الجنيه، وتنفيذ خطة اقتصادية، رفعت فيها الدعم عن كثير من السلع والخدمات، ما رفع التضخم إلى مستوى غير مسبوق.

ولم تفلح عشرات المليارات التي حصلت عليها السلطات عقب الانقلاب من دول الخليج، وارتفع الدين المحلي والخارجي لمستويات غير مسوقة.

  كلمات مفتاحية

كدا مصر لجوء سفر تويتر سوريا العراق

مصر حقوقيا 2016.. موت بـ«التعذيب» وتنكيل بالصحفيين ومرتبة بـ«ذيل الحريات»

«المرزوقي»: «السيسي» يوصينا بالحفاظ على تونس وهو من ضيع مصر

كندا تستعد لاستقبال نحو مليون مهاجر بحلول 2020

مصر توافق على منحة كويتية لتحسين أوضاع اللاجئين لديها

كندا تعطي الأولوية في طلبات الإقامة لمتضرري زلزال تركيا وسوريا