استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

هـل تذكرون يوم النكبة؟

الاثنين 15 مايو 2017 04:05 ص

اليوم، 15 مايو/‏أيار، لمن نسي أو تناسى، يصادف الذكرى التاسعة والستين لضياع فلسطين، وإقامة كيان عنصري استيطاني صهيوني أسماه العالم الغربي في حينه، وتالياً عدد من الدول العربية والسلطة الفلسطينية بعد توقيع اتفاقيات سلام لم تثمر شيئاً، أسموه (دولة «إسرائيل»). 

أقيم هذا الكيان على أرض بلاد عربية ( فلسطين)، وتشكل قلب الوطن العربي. وبعد الاحتلال وإقامة دولة الإجرام والفصل العنصري باعتراف مجلس الأمن، تمزّق العالم العربي، ولأن أصحاب الشأن وذوي القربى، سكتوا أو أُسكتوا، يزداد هذا العالم تمزّقاً، ولا تزال الدول التي ساهمت في إقامة (دولة «إسرائيل») على أرض فلسطين، تعمل على تفتيت العالم العربي أكثر فأكثر.

وقد يصل عدد أعضاء جامعة الدول العربية إلى خمسة وثلاثين دولة أو دويلة، لا فرق، وانشغلت خمس دول كبيرة على الأقل بحروبها الداخلية، وباللاجئين والنازحين والمعاقين والقتلى والجرحى، والوقوف أمام مقار منظمات الأمم المتحدة، والمؤسسات الإنسانية في العالم، تستجدي المساعدة والدعم لإطعام وإيواء الملايين من (اللاجئين النازحين).

في هذا اليوم من عام 1948 لم تكن الضفة الغربية وقطاع غزة تحت الاحتلال «الإسرائيلي»، كانت الضفة تحت الإدارة الأردنية ، والقطاع تحت الإدارة المصرية وفي عام 1967 وقعت نكبة أخرى، احتلت «إسرائيل» الضفة الغربية وقطاع غزة وجزءاً كبيراً من سيناء المصرية، ومرتفعات الجولات السورية.

وفي بداية التسعينات، وبعد مفاوضات عديدة والتوقيع على اتفاق أوسلو، انسحب الجيش الصهيوني من قطاع غزة وبعض مناطق من الضفة الغربية وتأسست السلطة الفلسطينية، ولم تتحول بعد إلى دولة ذات سيادة، ولم يتحقق (حلم) الدولتين، بل تتآكل الأراضي الفلسطينية يوماً بعد يوم، ويستبيح الجيش الصهيوني يومياً الأراضي الفلسطينية وتحديداً مدن وقرى الضفة الغربية تنفيذاً للتنسيق الأمني بين الطرفين.

نتج عن يوم الخامس عشر من مايو/‏أيار قيام دولة صهيونية عنصرية، بعد ارتكابها عشرات المذابح في فلسطين، ما أدى إلى تهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى الدول المجاورة، لبنان وسوريا والأردن ومصر. وعلى مدى تسعة وستين عاماً أصبح عدد اللاجئين الفلسطينيين في العالم العربي والأجنبي أكثر من خمسة ملايين فلسطيني، بعضهم يعيش في بلاد أوروبا والأمريكيتين، ومنهم من فقد صلته بأرض أجداده، خاصة الأجيال الجديدة التي ذابت في الشتات والمهجر.

أما الأجيال التي نشأت في الدول العربية، فإنها تتوق إلى الهجرة، نظراً لضيق الأفق ومرارة العيش، خاصة أن قرار جامعة الدول العربية، الذي صدر في عام 1949، والذي ينص على معاملة اللاجئين معاملة أهل البلاد التي يلجؤون إليها، ذاك القرار لم يتم تنفيذه في لبنان ومصر، فظل الفلسطينيون يعتمدون على وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا)، التي بدأت في تقليص خدماتها بشكل ملحوظ بعد ظهور ملايين اللاجئين السوريين والعراقيين والليبيين واليمنيين والسودانيين.

وحدها الأردن وسوريا والعراق عاملت اللاجئين الفلسطينيين معاملة مواطنيها، من حيث العمل والدراسة وتوفير الطبابة والعلاج والرعاية الاجتماعية.

القضية الفلسطينية اليوم، بلا مبالغة ولا قسوة، تحولت إلى قضية فلكلورية، مهرجانات وخطابات وقصائد وروايات وفنون، وهو جهد شعبي بامتياز، سعت فيه المنظمات المدنية على ترسيخ الهوية الفلسطينية في الأجيال الصاعدة حتى لا ينسوا أرضهم وبلادهم.

وتحول النضال في داخل فلسطيني من البندقية إلى الحجر والإضراب عن الطعام ومؤخراً حرب السكاكين الارتجالية التي فشلت معظم عملياتها، إضافة إلى عمليات الدهس التي نفذها أفراد من تلقاء أنفسهم. أي تحول النضال من أجل فلسطيني إلى عمل فردي، باستثناء الحروب التي شنها الجيش الصهيوني ضد قطاع غزة، فاضطرت الفصائل الفلسطينية إلى الدفاع عن شعبها وحمل السلاح.

القضية الفلسطينية في خطر، هذا ما تقوله الوقائع والمعطيات، ودولة الكيان الصهيوني تتمدد عسكرياً وسياسياً في الأراضي الفلسطينية، كما تتمدد عربياً من خلال التحالفات ومعاهدات السلام، بل أوجد هذا الكيان دوراً له في محاربة (الإرهاب)، وفي الوقت ذاته، يشجع الإرهابيين ويمدهم بالسلاح والدعم اللوجستي ويقوم بعلاجهم في مستشفياته، وهنا شعر أنه شريك للعديد من الدول العربية في مكافحة (الإرهاب).

من جهة ثانية، تراجع الخطاب العربي والفلسطيني الرسمي ضد «إسرائيل»، واختفت مصطلحات نضالية كثيرة، وأصبح الجلوس إلى المسؤول «الإسرائيلي» واستضافته على الشاشات والقنوات العربية التلفزيونية أمراً طبيعياً، أي سمحت بعض الأجهزة الإعلامية للصوت «الإسرائيلي» في دخول بيوت العرب، ما يعد انقلاباً أخلاقياً وسياسياً ومبدئياً عربياً وإسلامياً.

التحشيد العربي ضد «إسرائيل» تراجع إلى أدنى مستوياته إن لم يكن قد اختفى كلياً في ساحات عديدة، وأصبح اليأس يسيطر على ما تبقى من الناجين من الاعتراف بالكيان الصهيوني.

هي رحلة صعبة جداً دامت تسعة وستون عاماً، مليئة بالهزائم والتشرذمات والتراجعات والسقوط وتغيير المبادئ، هذا المحتوى هو المهدد الحقيقي للوطن العربي، المحتوى المهترئ، الذي يغمض عينيه عن حقيقة واضحة جداً، تقول إن «إسرائيل» هي خلف كل هذا الدمار الواقع في العالم العربي، الدمار الفكري والإنساني والقيمي.

هي فلسطين، هل ما زلتم تذكرونها؟!

* د. عبد الله السويجي كاتب وأكاديمي من الإمارات مختص بالإدارة والموارد البشرية. 

المصدر | الخليج - الشارقة

  كلمات مفتاحية

فلسطين نكبة فلسطين 1948 الاعتراف بالكيان الصهيوني اللاجئون الفلسطينيون أجيال الشتات التطبيع الخطاب الرسمي تجاه العدو