سياسي أمريكي بارز: على «ترامب» أخذ العبر ممن سبقوه في التعامل الأول مع السعودية

الاثنين 15 مايو 2017 07:05 ص

نصح سياسي أمريكي بارز، الرئيس «دونالد ترامب»، باستقاء العبر من اجتماعات الرؤساء الأمريكيّين السابقين مع الملوك السعوديّين، إذا أراد أن تكون زيارته إلى الملك سلمان مثمرة، مشيرا إلى أن الحديث عن (إسرائيل) سيعقد من العلاقات بين الطرفين.

جاء ذلك، في مقالة لـ«بروس ريدل» المستشار السابق لأربعة رؤساء أمريكيين منذ «جورج بوش الأب» وحتى «باراك أوباما»، نشرها موقع «المونيتور».

ولفت إلى أن قرار «ترامب» بأن تكون السعوديّة المحطّة الأولى في رحلته الأولى إلى الخارج، تكشف الأهميّة التي أولتها إدارته للتودّد إلى السعوديّين، مضيفا: «يمكن استقاء عبر مفيدة من زيارات الرؤساء السابقين إلى المملكة فيما يتعلّق بكيفيّة التودّد إلى العائلة المالكة بشكل ناجح».

«روزفلت»

وسرد «ريدل»، قصة «فرانكلين ديلانو روزفلت» الرئيس الأمريكيّ الأسبق، الذي طلب دعا نجلي الملك «بن سعود» الأميرين «فيصل» و«خالد» (أصبح كلّ منهما ملكاً لاحقاً) إلى البيت الأبيض سنة 1943، واتّفق معهما على أسس العلاقة الأمريكيّة السعوديّة.

وأضاف: «في يوم عيد العشّاق سنة 1945، قابل روزفلت الملك وجهاً لوجه على متن سفينة تابعة للبحريّة الأمريكيّة، وهي سفينة (يو أس أس كوينسي)، في قناة السويس بعيد مؤتمر يالطا، وكانت تلك اللحظة حجر الزاوية في العلاقة بين البلدين».

ووصف اللقاء بالقول: «توخّى روزفلت الحذر لتفادي أيّ إهانة، فأرسل ابنته إلى القاهرة في ذلك اليوم لكي تتبضّع، وعلى الرغم من إدمانه التدخين، حرص على ألا يدخّن أمام الملك، واكتفى بإشعال سيجارة في مصعد السفينة، بينما كان متوجّهاً لتناول الغداء بمفرده، وأثناء المناقشة، أحسن روزفلت صنعاً عندما تكلّم عن التعاون الاستراتيجيّ بشكل عامّ».

وتابع: «لكن عندما ضغط على الملك بن سعود لدعم دولة يهوديّة في فلسطين، كان ردّ الملك سلبيّاً، فقد قال له إنّه ينبغي إنشاء دولة لليهود في ألمانيا بما أنّ هذه الأخيرة مسؤولة عن المحرقة، وعندما اصطدم روزفلت بحائط مسدود، قرّر إقفال الموضوع».

وأشار إلى أنه عندما علم رئيس الحكومة البريطانيّ حينها «وينستون تشرشل»، بأنّ «روزفلت» سيقابل الملك «بن سعود»، أصرّ على مقابلته بنفسه في القاهرة، ودخّن «تشرشل» وشرب الكحول أثناء الغداء، وكان الاجتماع كارثيّاً، وانتهت اللحظة البريطانيّة في الشرق الأوسط، بحسب قوله.

«نيكسون»

قصة أخرى، سردها «ريدل»، أشار فيها إلى أن «ريتشارد نيكسون» الرئيس الأمريكيّ الأسبق، الذي زار المملكة في الأيّام الأخيرة من فضيحة «ووترغيت»، كان يسعى جاهداً إلى عقد صفقة دبلوماسيّة كبيرة تنقذه من الإدانة.

وأضاف: «لكنّ الملك فيصل، الذي كان قد رفع حصار 1973 النفطيّ الذي تسبّب في ركود في أمريكا، وعظ نيكسون بشأن شرور الصهيونيّة، وضرورة إعادة القدس الشرقيّة إلى العرب والمسلمين، فغادر نيكسون فارغ اليدين».

«بوش الأب»

ولفت «ريدل»، إلى أن أداء الرئيس الأسبق «جورج بوش الأب» كان أفضل، أثناء رحلته إلى المملكة في عيد الشكر سنة 1990، لمناقشة عمليّة «عاصفة الصحراء» الهادفة إلى تحرير الكويت مع الملك «فهد».

وقال: «حينها طمأن بوش الملك السعوديّ بأنّه ما إن يُهزم العراق، سينظّم مؤتمراً دوليّاً للتطرّق إلى النزاع العربيّ الإسرائيليّ، بما في ذلك المسألة الفلسطينيّة، وتلا ذلك مؤتمر مدريد في العام 1992، ولا يزال بوش الأب يحظى باحترام العائلة المالكة حتّى اليوم».

«أوباما»

وتابع: «ولسخرية القدر، تودّد باراك أوباما إلى السعوديّين أكثر ربّما من أيّ رئيس آخر منذ روزفلت، وقد باع لهم بلا شكّ أسلحة أكثر من أيّ رئيس آخر، وكانت المملكة محطّته الأولى في الشرق الأوسط سنة 2009، لكنّ الزيارة لم تكن موفّقة، فقد طلب أوباما من الملك عبدالله تعهّداً بالتواصل المباشر مع (إسرائيل) من أجل تسهيل استئناف عمليّة السلام. لكنّ الملك رفض رفضاً قاطعاً».

واستطرد «ريدل»: «كان أوباما يعتقد أنّ طاقم إدارته عقد صفقة مع السعوديّين لأخذ سجناء من قاعدة غوانتانامو البحريّة، لكنّ الملك قال إنّه لا يعرف شيئاً عن هذه الصفقة».

ولفت إلى أن انطلاقة «أوباما» كانت سيّئة لأنّه حاول عقد صفقات عوضاً عن التركيز على بناء علاقة شخصيّة، مضيفا: «ازداد الوضع سوءاً مع الوقت، وتجاهل الملك الجديد، سلمان، أوباما عندما دُعي إلى أمريكا للمرّة الأولى».

مهمة «ترامب»

وعن مهمة «ترامب»، خلال زيارته، قال «ريدل»: «يخطّط السعوديّون ثلاثة أحداث في سياق زيارة ترامب هذا الشهر، الأوّل هو جلسة مع الملك وبلاطه، ثمّ اجتماع مع قادة مجلس التعاون الخليجيّ، وأخيراً اجتماع مع قادة وممثّلين مسلمين آخرين».

وأضاف: «يدلّ ذلك على قوّة السعوديّين في عقد الاجتماعات ونفوذهم الكبير. فخادم الحرمين الشريفين، كما يسمّون أنفسهم، لديه قوّة إقناع كبيرة في العالم الإسلاميّ».

وأشار إلى أن إيران تحتل الأولويّة بالنسبة إلى الملك «سلمان»، خاصة بعدما أجرى وزير الدفاع السعوديّ ووليّ وليّ العهد «محمد بن سلمان» هذا الشهر مقابلة أدانا فيها إيران بعبارات طائفيّة قاسية للغاية.

ووصف الأمير، وهو الابن المفضّل لدى الملك، الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة بأنّها مدفوعة بنبوءات مسيحيّة وعازمة على الهيمنة على المجتمع الإسلاميّ بكامله.

وأشار إلى أن العائلة المالكة تتوق إلى نيل الدعم الأمريكيّ ضدّ إيران في اليمن وسوريا والعراق، خاصة أن السعوديّين يشكّكون في زعمائهم.

وخلف الكواليس، بحسب «ريدل» سوف يسعى السعوديّون إلى دفع الإدارة الأمريكيّة إلى التحرّك من أجل تفادي أيّ إجراء قانونيّ ضدّ المملكة من خلال قانون العدالة ضدّ رعاة الإرهاب (جاستا).

فقد تمّ رفع دعاوى قضائيّة كثيرة ضدّ السعوديّة باعتبارها مسؤولة عن اعتداءات 11 أيلول/سبتمبر 2001.

وبحسب «ريدل» سوف يشير السعوديّون إلى أنّ وكالة الاستخبارات الأميركيّة قلّدت وليّ العهد ووزير الداخليّة «محمد بن نايف» ميداليّة «جورج تينيت» تقديراً لجهودهما في مجال مكافحة الإرهاب. فكيف يعقل أن يكون حائز على ميداليّة راعياً للإرهاب؟.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

ترامب السعودية أمريكا الملك سلمان