إيران: سنرد على «المشاكسة السعودية» بالحوار ولا نريد التوتر

الاثنين 15 مايو 2017 08:05 ص

أكدت وزارة الخارجية الإيرانية أن طهران سترد على ما وصفته بمشاكسة المسؤولين السعوديين، انطلاقا من سعيها للحوار وتفادي التوتر مع الرياض.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية، «بهرام قاسمي»، خلال مؤتمره الصحفي الأسبوعي الإثنين: «إن ردنا على مشاكسة المسؤولين السعوديين وبعض تصريحاتهم غير المناسبة، هو أننا لا نريد التوتر، ومستعدون للحوار»، لكنه شدد على أن الحوار والتفاهم ليس بمعنى تأييد سلوك الحكومات والدول. 

وزعم أن السعودية ارتكبت أخطاء استراتيجية سواء في المنطقة أو تجاه اليمن وإيران.

وتأتي هذه التصريحات، بعد سلسلة من ردود الأفعال الإيرانية الغاضبة على تصريحات أطلقها ولي ولي العهد السعودي الأمير «محمد بن سلمان» تعهد فيها بحماية المملكة مما وصفه بجهود طهران للهيمنة على العالم الإسلامي.

وقال ولي ولي العهد في مقابلة تلفزيونية: «للنظام الإيراني هدف رئيسي في الوصول إلى قبلة المسلمين.. لن ننتظر حتى تصبح المعركة في السعودية بل سوف نعمل لكي تكون المعركة لديهم في إيران».

وفي معرض تعليقه على هذه التصريحات، اعتبر وزير الخارجية الإيراني «محمد جواد ظريف» أن الرياض ليست بمستوى يمكنها من إطلاق تهديدات بحق طهران.

كما اعتبر رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني «علاء الدين بروجردي» أن السعودية أصغر من أن تكون تهديدا ضد إيران.

وهددت إيران بعد ذلك بتدمير السعودية، إذا ارتكبت الأخيرة «أي حماقة»، وقال وزير الدفاع الإيراني «إذا ارتكبت الرياض أي حماقة، فلن يبقى من السعودية مكانا آمنا غير مكة والمدينة».

وتشهد العلاقات بين السعودية وإيران، أزمة حادة، عقب إعلان الرياض في 3 يناير/كانون ثان 2016، قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الأخيرة، على خلفية الاعتداءات التي تعرضت لها سفارة المملكة، في طهران، وقنصليتها في مدينة مشهد، شمالي إيران، وإضرام النار فيهما، احتجاجاً على إعدام «نمر باقر النمر» رجل الدين السعودي (شيعي)، مع 46 مداناً بالانتماء لـ«التنظيمات الإرهابية».

كما يخيم التوتر على العلاقات بين البلدين، بسبب عدد من الملفات، أبرزها الملف النووي الإيراني الذي ترى الرياض أنه يهدد أمن المنطقة، والملفين اليمني والسوري؛ حيث تتهم السعودية إيران بدعم نظام «بشار الأسد» بسوريا وتحالف مسلحي «الحوثي/صالح» في اليمن.

وكانت القمة الخليجية، التي استضافتها البحرين في ديسمبر/كانون أول الماضي، كلفت الكويت بالتحاور مع إيران بشأن 3 مبادئ رئيسية اشترطت دول الخليج أن تعلن طهران التزامها بها كأساس لبدء حوار بين الطرفين يفتح صفحة جديدة في علاقاتهما بعد عقود من التوتر.

وطالبت تلك المبادئ طهران بإعلان الالتزام بمبدأ حسن الجوار، بجانب احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وأخيراً التخلي عن مبدأ «تصدير الثورة الإيرانية» والأفكار المتطرفة والتعامل على أساس المواطنة وليس على الأسس الدينية المتطرفة.

لكن مصدر دبلوماسي كويتي مطلع كشف، لـ«الخليج الجديد»، الأسبوع الماضي، عن «غموض» شاب ردود الرئيس الإيراني، «حسن روحاني» على المبادئ الرئيسية التي اشترطتها دول الخليج على طهران كأساس لبدء حوار معها. فيما استعبد مراقبون حدوث «انفراجة»، خلال الفترة المقبلة، في العلاقات الإيرانية الخليجية بالنظر إلى استمرار انعدام الثقة بين الجانبين، وتوجه الإدارة الأمريكية نحو التصعيد مع طهران، مستعينة بدول خليجية.

فيما استبعد مراقبون حدوث «انفراجة»، خلال الفترة المقبلة، في العلاقات الإيرانية الخليجية بالنظر إلى استمرار انعدام الثقة بين الجانبين، وتوجه الإدارة الأمريكية نحو التصعيد مع طهران، مستعينة بدول خليجية.

 

  كلمات مفتاحية

السعودية إيران العلاقات السعودية الإيرانية