«ذا هيل»: الإمارات تدعم الاقتصاد والأمن الأمريكي .. وهي الشريك العربي الأول لواشنطن

الثلاثاء 16 مايو 2017 08:05 ص

في إطار زيارة الرئيس «ترامب» إلى الرياض الأسبوع المقبل، تضمنت التحضيرات زيارة للبيت الأبيض من قبل ولي عهد أبوظبي الشيخ «محمد بن زايد آل نهيان» يوم الإثنين. ومن المحتمل أن يناقش ولي العهد أجندة الرئيس المناهضة لتنظيم الدولة، ومكافحة الإرهاب، وكيفية التصدي للعدوان الإيراني، والشراكة الاقتصادية والتجارية بين الولايات المتحدة والإمارات.

وتؤكد زيارة ولي عهد أبو ظبي لواشنطن على ما أصبحت عليه قوة العلاقة الاستثنائية الثنائية بين البلدين، وهي لا تركز على الدفاع والأمن فحسب، بل على التجارة أيضًا، فضلًا عن القيم المشتركة.

ومن المؤكد أنّ دولة الإمارات العربية المتحدة تعد شريكًا تجاريًا هامًا للولايات المتحدة. وتعد الإمارات واحدةً من الشركاء القلائل الذين تمتلك الولايات المتحدة معهم فائضًا تجاريًا كبيرًا جدًا. وفي عام 2016، كانت الولايات المتحدة تتمتع بفائض تجاري بقيمة 19 مليار دولار مع الإمارات، ثالث أكبر شريك تجاري عالمي. وذلك لأنّ الإمارات هي أكبر سوق تصدير للولايات المتحدة في المنطقة، أكبر من (إسرائيل) وحتى من الهند.

وتعد أبوظبي ودبي والإمارات الخمس الأخرى مستوردًا رئيسيًا للسلع الصناعية من الولايات المتحدة، مما يدعم خلق وظائف أمريكية مرتفعة الأجر. وقد خلقت صناعة الطيران في الإمارات وحدها مئات الآلاف من فرص العمل للعاملين في الولايات المتحدة من خلال مشترياتها من الطائرات التجارية والمعدات المرتبطة بها. وبالإضافة إلى ذلك، تقدر عائدات رحلات الإمارات إلى الولايات المتحدة لكل رحلة بنحو 175 مليون دولار سنويًا، في شكل إيرادات محلية جديدة تدخل 11 سوقًا أمريكيًا.

الأهم من ذلك، فالإمارات هي أيضًا موطنٌ لأكثر من 1500 شركة أمريكية و75 ألف مواطنٍ أمريكيٍ يدفعون ضريبة الدخل الأمريكية على أرباحهم. وفي منطقة غالبًا ما تتسم بالنزاع، أصبحت الإمارات أهم مركزٍ إقليميٍ للفرص الاقتصادية. ولا عجب أن تخرج دراسة «أصداء بيرسون مارستيلر للشباب العربي»، لعام 2017، بنتيجة أنّ الإمارات هي الخيار الأكثر شعبية للشباب العربي في المنطقة للعام السادس على التوالي.

وبالإضافة إلى العلاقات التجارية الوثيقة، دعا الرئيس «ترامب» إلى تعزيز السلام في الشرق الأوسط، مما يشكل تحديًا للعدوان الإيراني، ويخدم هدف القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية في المنطقة. وفي هذا الصدد، لا تزال دولة الإمارات حليفًا لا غنى عنه للولايات المتحدة، حيث لا يوجد من هو أقرب منها كحليفٍ أمني بين دول الخليج العربي.

وفي الواقع، لا تعتمد الإمارات على الأمن الذي توفره القوات الأمريكية فحسب، بل أصبحت في الوقت نفسه موفرًا للأمن في حد ذاتها وشريكًا رئيسيًا لأمريكا في منطقة خطيرة ومتقلبة. وتتزايد مشاركة الإمارات على الخطوط الأمامية للعمل العسكري في الشرق الأوسط.

 تعد الإمارات هي الدولة العربية الوحيدة، وهي واحدة من ثلاث دول فقط في العالم، التي تشارك الولايات المتحدة في ستة تحالفات على مدى العشرين عامًا الماضية. وتشمل هذه الأعمال الحروب في أفغانستان وليبيا والصومال والبوسنة وكوسوفو وحرب الخليج والمعارك الحالية ضد تنظيم الدولة. كما تستضيف الإمارات آلاف الجنود الأمريكيين وتقدم تعاونًا استخباراتيًا عميقًا مع أمريكا.

لكن لا تتعلق العلاقة بين الولايات المتحدة والإمارات بالمصالح الاقتصادية والأمنية المشتركة فقط، بل تتعلق أيضًا بالقيم المشتركة. فدولة الإمارات تتجاوز إلى حدٍ كبير بقية دول المنطقة في مجالات تعزيز الحكومة المتجاوبة وتمكين المرأة والتسامح الديني.

خلاصة القول، تنبني هذه العلاقة على المصالح المشتركة والقيم المشتركة. الأولى قائمة على التجارة الحرة والأسواق المفتوحة، والأخرى قائمة على الاندماج والتنوع. وهذا شيءٌ قد يود الأمريكيون كلهم أن يحذوا حذوه.

المصدر | ذا هيل

  كلمات مفتاحية

ترامب بن زايد العلاقات الإماراتية الأمريكية