الفيلم السري الذي وصل إلى حماس

السبت 13 ديسمبر 2014 06:12 ص

قصور شديد في حماية المعلومات في الجيش الاسرائيلي: عرض سري وفيه تحقيق لحدث التسلل الى كيبوتس زيكيم في اثناء حملة الجرف الصامد تسرب الى الشبكة وبث في الشبكات العربية ايضا. ويتضمن التحقيق معلومات سرية عن الوحدات التي شاركت في الحدث وتفاصيل لم يكشف النقاب عنها بعد وتوفر معلومات عن الشكل الذي يتصرف فيه الجيش الاسرائيلي في احداث عملياتية.

في 8 يوليو/تموز 2014، في ساعات ما بعد الظهر المتأخرة، وصلت خلية "مخربين" من حماس من ناحية البحر، صعدت الى الشاطيء وتسللت إلى الأراضي "الاسرائيلية"، في منطقة كيبوتس زيكيم، بهدف تنفيذ عملية.

أصيب جندي واحد بجراح طفيفة، وحسب تقرير للجيش الاسرائيلي فقد قتل خمسة فلسطينيين في تبادل لاطلاق النار في المكان.

كان هذا أحد الأحداث الهامة لحملة الجرف الصامد: لانها كشفت عمليا وجود وحدة كوماندو بحرية نشطة لدى حماس، وايضا بسبب العمل السريع والناجع للمراقبة في الخدمة النظامية التي اكتشفت التسلل، استدعت القوات وبفضلها منعت عملية كبيرة في اراضي اسرائيل.

”هؤلاء ليسوا أناسا غير شجعان“

غير أنه يتبين الان أن الصور التي نشرها الجيش الاسرائيلي ذاك اليوم كانت جزئية. عرض التحقيق للحدث تسرب بكامله الى الشبكة وهو يقدم معركة مركبة جدا، قتالا جريئا من جانب المخربين وتفصيلا كاملا للوسائل القتالية والقوات التي استخدمها الجيش الاسرائيلي في الحادثة – تفصيل يعتبر سري للغاية، وفي الجيش الاسرائيلي سيحققون الان كيف وجد طريقه الى الشبكة، مكشوفا لناظر الجميع.

يدور الحديث عن تحقيق جرى للحادثة في قيادة المنطقة الجنوبية تطرح فيه اضافة الى اسماء الوحدات التي شاركت في القتال محاور الحركة ايضا، صور فيديو من زوايا مختلفة ووسائل متنوعة ومميزة استخدمة ومن شأن الكشف عنها عن يلحق الضرر. وليس صدفة أن اخفاها الناطق العسكري الذي بث الفيلم فور الحادثة.

ولم يكن رئيس الاركان بيني غانتس فقط هو الذي تحدث في اللقاء مع الضباط الذين قاتلوا في غزة عن مقاتلي حماس بانه "في بضع حالات، يجب القول بصدق، إنهم قاموا بأعمال باسلة".

فقد تناول غانتس بشكل محدد الحادثة في زيكيم وقال: "إن هذا الوصف لخلية حاولت الدخول عبر البحر ليس وصفا لأناس غير شجعان. فالركض لوضع عبوة على دبابة هذا ليس وصفا لاناس غير شجعان". وعندما تحدث غانتس عن الصاق عبوة بدبابة لم يكن واضحا في حينه بان الحديث يدور عن ذاك الحدث في زيكيم، ونشأ انطباع بان الحديث يدور عن حدث آخر في القتال.

أما أمس فقد كشف الفيلم كيف أن "مخربا" من حماس لم يخف، توجه مباشرة الى الدبابة وألصق بها عبوة، لم تنفجر في نهاية الامر.

قول غانتس عن الشجاعة التي تحلى بها رجال حماس تتأكد على خلفية المبادرة، الجسارة والتصميم الذي أظهره مسلحو حماس في الحادثة. وفي الفيلم يمكن أن نراهم يتسللون الى الاراضي الاسرائيلية، ينتظمون قبيل الدخول الاعمق الى المنطقة، ينفذون اطلاقا للنار ويوقفونه، يتوجهون الى دبابة للجيش الاسرائيلي توجد في حالة حركة ويلصقون بها عبوة، ويردون النار الى أن يصفوا. ويؤكد الفيلم كيف أن المراقبة من الجيش الاسرائيلي، المجندة في الخدمة الالزامية، عثرت على المخربين ووجهت مقاتلي الجيش الاسرائيلي الذين فتحوا النار وفي نهاية المطاف صفوا المخربين واحبطوا محاولة العملية.

التسريب يحقق به ويعالج

الحادثة، كما يتبين استمرت لزمن اطول مما ظهر في الفيلم الذي نشره الناطق العسكري في يوم الحادثة، ومهامة تصفية المخربين كانت أكثر تعقيدا. ففي الفيلم يبدو أنهم ينجحون في التملص من النار عدة مرات حتى تصفيتهم النهائية.

من ناحية الجيش الاسرائيلي يدور الحديث عن حدث يعتبر ناجحا من ناحية عملياتية، وذلك لان مهامة المخربين فشلت وصفوا.

أما الان وبعد انتهاء التحقيق في الحدث، سيضطر الجيش الاسرائيلي الى أن يحقق في كيفية تسرب التحقيق. ويبدو أن الفجوة كانت في نقل الفيلم في وسيلة "واتس اب" من جهات غير مخولة ومن هناك تسرب بسهولة نسبيا الى شبكة تلفزيونية فلسطينية والى أرجاء الانترنت.

في الجيش الاسرائيلي يعترفون بان هذا خلل جسيم. وجاء من الناطق العسكري ان هذا "تحقيق داخلي تسريبه يشكل حدثا جسيما سيحقق فيه ويعالج بما يتناسب مع ذلك وليس من خلال وسائل الاعلام.

المصدر | يوسي يهوشع، يديعوت أحرونوت العبرية

  كلمات مفتاحية

الجرف الصامد بني غانتس كوماندوز القسام حماس