تركيا غير مهتمة بسحب ألمانيا لقواتها من «إنجرليك» وبرلين تطلب وساطة واشنطن

الخميس 18 مايو 2017 09:05 ص

صرح وزير الخارجية التركي «مولود جاويش أوغلو» بأن أنقرة لن تتوسل لألمانيا من أجل بقاء قواتها في قاعدة «إنجرليك» التركية، قائلا إن هذا الأمر يخصهم.

من جانب آخر، حث وزير خارجية ألمانيا «زيغمار غابرييل»، الولايات المتحدة على المساعدة في حل نزاع مع أنقرة، بشأن دخول مسؤولين ألمان قاعدة «إنجرليك» الجوية التركية تتمركز فيها وحدة ألمانية تشارك بمكافحة الإرهاب.

ودعا «غابرييل» وزير الخارجية الأمريكي «ريكس تيلرسون»، خلال اجتماع في واشنطن، إلى استخدام نفوذه بعد أن منعت تركيا نوابا ألمان من دخول قاعدة «إنجرليك» التي تستضيف 268 جنديا ألمانيا ضمن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم «الدولة الإسلامية».

وقال «غابرييل»: «أعتقد أن الأمريكيين سينتهزون الفرص المتاحة أمامهم أيضا للتحدث مع الجانب التركي والقول بضرورة أن تكون هناك علاقة مختلفة مع بعضنا البعض عن العلاقة الحالية».

وكانت وزيرة الدفاع الألمانية «أورزولا فون دير لاين» أعلنت، أمس الأربعاء، عزمها إجراء محادثات استطلاعية في الأردن مطلع الأسبوع المقبل، للبحث عن بديل لقاعدة «إنجرليك» التركية، التي تتواجد فيها قوات ألمانية في إطار المهمة الدولية لمكافحة تنظيم «الدولة الإسلامية»، وذلك بسبب الخلاف مع تركيا بشأن حظرها زيارة نواب من البرلمان الألماني للقاعدة التابعة لـ«حلف شمال الأطلسي» (الناتو).

وذكرت الوزيرة أن فرقة استطلاعية توجهت إلى الأردن، أول أمس الثلاثاء، لاستكشاف إمكانيات نقل القوات الألمانية من «إنجرليك» إلى هناك، مضيفة أن قبرص قد تكون أيضا بديلا ثانيا لنقل القوات إليها.

وقد أعلنت المستشارة الألمانية «أنغيلا ميركل»، الاثنين الماضي، أن حكومتها ستنقل جنودها إلى دولة أخرى إذا لم تمنح أنقرة إذنا لنواب من لجنة الدفاع البرلمانية لزيارة الطاقم الذي يخدم حاليا في إطار قوات «حلف شمال الأطلسي» بالقاعدة الجوية التركية.

وطالبت «ميركل» في مؤتمر صحفي بضرورة تمكن النواب من زيارة أكثر من 250 جنديا يخدمون في قاعدة «إنجرليك»، حيث يشاركون في مهمة للحلف بقتال تنظيم «الدولة الإسلامية» في سوريا.

وأضافت: «سنستمر في التحاور مع تركيا ولكن بموازاة ذلك علينا البحث عن وسائل أخرى للوفاء بالتزاماتنا، مشيرة إلى أن الأردن أحد البدائل المطروحة».

وبينما قالت مصادر من وزارة الخارجية التركية لوكالة «رويترز» إن المشرعين لم يحصلوا على موافقة لزيارة القاعدة لاعتبارها زيارة غير مناسبة في هذا التوقيت، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية «مارتن شويفر» إنه من غير مقبول بالمرة أن تمنع تركيا المشرعين من زيارة الجنود.

وأضاف «شويفر» أنه يتعين السماح بزيارة المشرعين، مشيرا إلى أن وزير الخارجية «زيغمار غابرييل» سيثير المسألة مع نظرائه من دول أخرى أعضاء في حلف «الناتو» في واشنطن.

وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع الألمانية «ينس فلوسدورف» أفاد بأنه في حالة إذا ما قررت برلين تغيير موقع قواتها وطائراتها التورنيدو التي تقوم بمهمات استطلاع أو إمداد فوق أراض يسيطر عليها تنظيم «الدولة الإسلامية» في سوريا، فإن الأردن سيكون البديل.

وتشتبه برلين في أن أنقرة تريد معاقبة ألمانيا هذه المرة لأنها منحت عددا من الجنود الأتراك اللجوء السياسي، استجابة لطلب تقدموا به بعد عمليات التطهير التي تلت الانقلاب الفاشل في يوليو/تموز 2016.

يذكر أن العلاقات بين تركيا وألمانيا توترت أكثر في مرحلة التحضير للاستفتاء على التعديلات الدستورية في تركيا في 16 أبريل/نيسان الماضي، عندما منعت ألمانيا مسؤولين وساسة أتراكا من الحديث في تجمعات للأتراك المقيمين بأراضيها.

واتهم الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» حينها برلين باستخدام أساليب تشبه سياسات النازية.

وسبق لتركيا أن منعت العام الماضي مشرعين ألمان من زيارة القاعدة نفسها لمدة أشهر ردا على قرار للبرلمان الألماني اعتبر قتل قوات الدولة العثمانية للأرمن في عام 1915 «إبادة جماعية» وهو تعبير ترفضه أنقرة.

  كلمات مفتاحية

تركيا ألمانيا أمريكا جاويش أوغلو إنجرليك العلاقات التركية الألمانية