استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

احـتجـاجـًا على الانغـلاق والتزمـت

الاثنين 22 مايو 2017 02:05 ص

مهما كان حجم هامش السـلطة المتاح لرئيس الجمهورية في النظام السياسي الإيراني المحكوم بآلية معقدة يفرضها مبدأ ولاية الفقيه المعمول به، فإنه يظل هامشاً لا متناً.

القرارات المصيرية والجوهرية، ومجمل محددات السياسة الداخلية والخارجية، لا تتخذ أو توضع إلا بموافقة الولي الفقيه وإشرافه المباشر، ورغم ما يراد الإيحاء به من أنه يتحرك ضمن المساحة الدينية- الفقهية وحدها، فيما شؤون السياسة متروكة لرئيس الجمهورية وللحكومة، فإن حقيقة الأمر ليست كذلك، فهو من يتحكم في حجم الهامش المتاح ل«السياسيين» كي يناوروا فيه. 

في كلمات أخرى يمكن لهذا الهامش أن يضيق في أمور وفي أوقات، ويمكن له أن يتسع في أمور وفي أوقات أخرى تبعاً للحسابات الأبعد للمرشد الأعلى نفسه، وبالتالي فإن الحديث سيظل قائماً عن دولة دينية في إيران، لا عن دولة مدنية بما لهذه الأخيرة من شروط، فهي لا تستقيم، لا مع نظام الولي الفقيه في الحال الإيرانية، ولا مع أي سلطة حزبية أو قبلية أو عشائرية تعلو على بنية الدولة وتُخضعها لها.

لكن رغم كل هذا علينا قراءة ما يعتمل في «الهامش» الإيراني من صراعات، كما تبدى ذلك في حملة الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي انتهت بإعادة انتخاب الرئيس حسن روحاني بفارق معتبر على منافسه المدعوم من المحافظين الذين يقدمون أنفسهم، بصورة تقليدية، على أنهم الأقرب إلى المرشد الأعلى.

لقد أظهرت التغطية الإعلامية للحملة الانتخابية حجم الدعم الذي يلقاه روحاني من قطاعات شعبية واسعة، خاصة من الشباب والنساء، وتبدى ذلك واضحاً في المدن الكبرى، وهذا ليس إيمانا بروحاني بقدر ماهو تعبير عن أن المزاج الشعبي ميَّال للانفتاح ورافض لنهج التزمت والانغلاق الذي يمثله المحافظون.

ليس خافياً على من أعطوا أصواتهم لروحاني أنه هو الآخر ليس من الجناح الإصلاحي، الذي ما زال أهم رموزه قيد الإقامة الجبرية، ولكن بالقياس لمنافسه الأبرز إبراهيم رئيسي، فإن روحاني يعد محافظاً معتدلاً، ينافس محافظاً متشدداً، ومع ذلك فإن يديه ليستا طليقتين.

في العمق يظهر ذلك تعطش المجتمع الإيراني للتغيير، وأنه ضاق ذرعاً بنهج الانغلاق والتزمت، خاصة أن للحداثة المجتمعية فيه أركاناً راسخة، وما الأصوات الكبيرة التي نالها روحاني إلا تعبير عن احتجاج عارم، خاصة في صفوف الأجيال الجديدة، وفي صفوف النساء على تعطيل مسار هذه الحداثة من قبل المؤسسة الحاكمة، التي شاءت الأقدار أن تحكم مجتمعاً ديناميكياً عصياً على التطويع.

* د. حسن مدن كاتب من البحرين. 

المصدر | الخليج - الشارقة

  كلمات مفتاحية

إيران الانتخابات الرئاسية الإيرانية حسن روحاني سلطة الرئيس الإيراني ولاية الفقيه إبراهيم رئيسي الإصلاحيون المحافظون