مصر: منع رواية «السادة الرئيس القرد» الصادرة عن «دار الهلال» الحكومية دون أسباب

الثلاثاء 23 مايو 2017 11:05 ص

في سياق وقائع تُماثل المنع الثقافي في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي في مصر، وبعد مصادرة جرائد ومنع طباعة «الأهرام» شبه الرسمية مؤخرًا، إذ كان العسكريون منذ عقود يحرصون على مراقبة كل ما تصدره المطابع من صحف وكتب، بل كان يتم تعيين رقيب عسكري في كل جريدة، تم مؤخرًا منع رواية «السادة الرئيس القرد» للكاتب السودانى «عبد الحميد البرنس»، من الصدور عن سلسلة «روايات الهلال المصرية» المعروفة بالتوجه العلماني، رغم إعلان الدار الناشرة الحكومية المتكرر عن صدورها في أول الشهر الجاري.

ولم تكتف الجهة المانعة المعروفة بمنع الرواية لورود لقب «الرئيس» فيها، رغم أن الكاتب سودانيًا وليس مصريًا، ومن المفترض أن تدور الرواية في أجواء مُتخيلة، وألا تمس الواقع المصري من قريب أو من بعيد بخاصة في ظل رئاسة تحرير الصحفي المصري الموالي للنظام هو «سعد القرش»، بل قامت بمنع طباعة آية رواية أخرى عن شهر مايو/أيار الجاري.

ومن ناحيته قال رئيس تحرير السلسلة في تصريحات لجريدة «اليوم السابع» المصرية الموالية للانقلاب: «لم أتلق حتى الآن أى مذكرة رسمية أو اتصال من مسئول رسمى فى دار الهلال لأرد عليهم بشكل رسمى».

واضاف «القرش»: «وحتى الآن لا يمكن أن نعرف شيئًا حقيقيًا عما يحدث فى مؤسسة دار الهلال، فيما يتعلق بهذه الرواية، فقد كان قراء الهلال ينتظرون عدد شهر مايو/أيار الجارى، وكان معروفًا أن الرواية سوف تحمل اسم (السادة الرئيس القرد) للكاتب السودانى (عبد الحميد البرنس)، لكن ذلك لم يحدث».

ورغم عدم صدور الرواية ولا غيرها عن مطبوعات الهلال؛ المُفترض أنها تنشر عملًا واحدًا شهريًا، فإن لم يصدر تم نشر آخر عوضًا عنه، قال «غالى محمد»، رئيس مجلس إدارة دار الهلال، فى تصريحات صحفية، إنه لا يعرف شيئًا عن هذه الرواية.

وأكدت الجريدة السابقة الذكر على أن: «الأدلة كلها فى صالح الرواية الممنوعة، فقد نُشر خبر صدورها فعلاً على موقع بوابة الهلال اليوم الموقع الرسمى، إضافة إلى إعلان عنها فى الصفحة الأخيرة من الرواية العدد الماضى وهي رواية (اغتيال نوبل)، تحت عبارة رواية الهلال القادمة، كما حوى عدد أبريل/نيسان من كتاب الهلال الصادر بعنوان (رؤوف عباس.. حكايات وذكريات) إعلانًا عن الرواية نفسها باعتبارها رواية الهلال لشهر مايو/أيار».

وأضافت الجريدة، وهي المعروفة بأنها أحد الأذرع الخاصة للنظام المصري الحالي: «كما ضم عدد مجلة الهلال لشهر مايو/أيار الجاري استعراضًا كتبته (هالة زكي) مدير تحرير روايات الهلال، نقلت فيه مقطعًا من الرواية، ونشر على الصفحة رقم 209 من المجلة. وحوى عدد مايو/أيار من مجلة الهلال غلاف الرواية، ضمن إعلان مجمع عن إصدارات الهلال، إلا أن منع الرواية السودانية مستمر بل حبس السلسلة كلها عن الصدور ما يزال قائمًا».

أما موقع «الدستور» المصري الموالي للانقلاب، أيضًا، فقد نشر اليوم ما هو أكثر إذ قامت «مؤسسة دار الهلال»، بحذف الإعلان عن الرواية من ظهر غلاف «كتاب الهلال» الصادر منذ أيام ونشرت عوضًا عنه إعلانًا عن روايات مصرية للجيب، في حدث جديد ولافت للنظر، بحسب الجريدة.

 وأضافت الجريدة المذكورة: «وقد يثير حذف الإعلان عنها، تساؤلات طُرحت فيما سبق، حول ما قد يكون هذا مؤشر لمنع الرواية من الصدور، خاصة أنها تأخرت في طباعتها حوالي ثلاثة أسابيع، وأثار هذا التأخر جدلا، خلال الأيام الماضية».

والأمر برمته يساوي ازديادًا للتدخل العسكري في مصر ثقافيًا بعد عسكري واجتماعي ومن قبل اقتصادي.

المصدر | الخليج الجديد+متابعات

  كلمات مفتاحية

مصر منع رواية الرئيس دون أسباب