نشطاء مصريون عن ضرب «السيسي» لليبيا: يحمي نظامه ويدعم «حفتر» ويخلط الأوراق

السبت 27 مايو 2017 01:05 ص

رفض نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي بمصر، الضربة الجوية التي نفذها الجيش المصري، مساء الجمعة، على الأراضي الليبية.

واعتبر النشطاء، الهجوم المصري انتهاك للسيادة الليبية وتداخل وخلط للأوراق، مشيرين إلى أن استدعاء الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي»، لنظيره الأمريكي «دونالد ترامب»، يعد استدعاء للخارج في أزمة مصرية داخلية، ويهدد بأزمات مرتقبة.

وفي وقت سابق اليوم، أدان المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني في ليبيا، القصف المصري الذي ضرب مواقع داخل الأراضي الليبية.

وفي بيان له، السبت، قال المجلس: «مهما كانت المبررات، إلا أننا نرفض أي عمل ينتهك سيادة بلادنا، ولا يوجد تبرير لاستباحة أراضي الدول الأخرى تحت أي مسمى».

وأضاف البيان: «إننا نستهجن ما قام به الطيران المصري من قصف لمواقع داخل الأراضي الليبية، دون تنسيق مع السلطات الشرعية، المتمثلة في حكومة الوفاق الوطني المعترف بها عربيا وإفريقيا ودوليا».

غضب إلكتروني

وكتب «وائل عباس»: «أنا أضرب مجلس شورى مجاهدي درنة عشان أساعد حفتر، وأوقل إني ضربت داعش مع أنهم ضد داعش، وبكده أبقى ضربت عصفورين بحجر، واهو عندي شعب بيصدق أي هذي».

وغرد الكتاب «وائل قنديل»، بالقول: «باختصار: السيسي يسقي شجرة حفتر بدماء الأقباط».

ووجه سؤالا إلى «السيسي» قائلا: «وطيرانك الذي ضرب ضربة جامدة جدا في ليبيا، لماذا لم يقصف الأربع سيارات دفع رباعي التي ارتكبت المذبحة في الصعيد؟ لماذا تركتها تهرب في سلام؟».

وحذر الناشط «محمد إمام»، بالقول: «هذا نظام فاشل وفاشي.. يتدخل في ليبيا لحل مشاكله الداخلية وبقاؤه في الحكم، وسيفتح أبواب الجحيم علينا.. ربنا يستر».

وأضاف حساب «عمو حسام»: «ضد التدخل العسكري المصري في ليبيا».

فيما سخر حساب يحمل اسم «تيران وصنافير مصرية»، وغرد: «معرفناش مين اللي قتل النائب العام ولا الطيارة انفجرت ازاي.. بس عرفنا في ست ساعات مين اللي ثبت الاتوبيس ورحنا ضربناه في ليبيا».

وتابع «أحمد نصار»: «عاوز أفكركم أن الجزيرة عاملة تحقيق استقصائي يثبت علاقة داعش بحفتر (حبيب السيسي والإمارات) اسمه الرمال المتحركة يذاع الجزء الأول منه "درنة" (التي قصفها السيسي سابقا ويقصفها مجددا اليوم) يوم الأحد المقبل إن شاء الله».

ووجهت «إيناس مصطفى»، انتقادا لـ«السيسي» قائلة: «اللي مش قادر على حكم البلد ميحكمهاش.. مش ينده لنا ترامب».

وكتب الناشط «بن مسعد»: «يعني يوم ما تطلع بروم وتضرب ليبيا.. لا تصب أحد وصواريخك تنزل ومتنفجرش.. صحيح إن الله لا يصلح عمل المفسدين».

وتساءل الكاتب «جمال سلطان»: «‏أحاول استيعاب الصلة بين درنه في ليبيا والمنيا بصعيد مصر، وبينهما مسافة ألفين كيلومتر، هل كان القتلة يتحركون في فراغ القطب الشمالي مثلا؟».

وأضاف الإعلامي «حسام الشوربجي» متعجبا: «‏النظام الذي لا يستطيع حماية أتوبيس لمواطنين، أو حتي يستخدم إمكانياته لنقل الضحايا والمصابين.. يتحرك سريعا لفتح جبهات جديدة!».

وتابع الناشط «أنس حسن»: «السيسي قصف معسكرات مجلس شورى مجاهدي درنة بحجة أنهم "داعش" اللي نفذوا هجوم المنيا.. في حين أن مجلس مجاهدي درنة ده هو من القوات اللي بتحارب داعش وطردتها من ليبيا، لكن بهايم السيسي ثقافتهم السياسية صفر.. والسيسي يقدر يمشيهم يمين وشمال».

مضيفا: «وده بيوضح قد إيه السيسي بيستفيد من النوع ده من العمليات ويوظفه شعبيا وعسكريا بحيث يخدم أهدافه الداخلية والخارجية».

وسخر «محمد بن جمال» من «السيسي»، قائلا: «عندنا حرامي وقتال قتله في العمارة... فبدل مانقبض عليه ونقتله.. سيبناه وروحنا نضرب الحرامي اللي في العماره اللي جنبنا».

تساؤلات

فيما وجه الوزير المصري السابق «عمرو دراج»، عدة تساؤلات على خلفية القصف المصري لليبيا، وقال: «كيف توصلت أجهزة الأمن المصرية إلى مسؤولية أيا من كان في موقع درنه بعد الحادث بساعات قليلة، قبل أن تتوصل إلى مرتكبي الجريمة أنفسهم أو تعلن حتى عن اسم واحد منهم؟».

وأضاف متسائلا: «إذا كانت السلطات المصريه على علم بوجود علاقة مؤكدة بين ما قامت بضربه في درنة وبين تدريب ودعم الإرهابيين، لماذا لم يتم استهدافه بشكل استباقي وليس بعد حدوث الجريمة الارهابية؟، وإذا اتجهت أصابع الاتهام من السلطات لتنظيم الدولة، وأعلن التنظيم فعلا عن مسئوليته عن الهجوم الإرهابي، ألا تعلم السلطات المصرية أن ما استهدفته باسم مجلس شورى مجاهدي درنة، هو من أعدي أعداء تنظيم الدولة الإسلامية، وكان له دور هام في إخراجهم من هذه المنطقه؟، فما هو سبب استهدافه إذن؟».

وتساءل «دراج»: «هل يعني ذلك أن هذا الاستهداف كان حقيقة لمصلحة خليفة حفتر كما يقول بعض المحللين، استغلالا للحدث المأساوي الذي تعرض له الأخوة الأقباط؟».

وتابع: «أين هي موافقة البرلمان على توجيه ضربة عسكرية خارج أراضي مصر كما ينص الدستور؟، وما الذي يهدف إليه السيسي بالاستنجاد بترامب في كلمته؟، هل هذه دعوة للتدخل العسكري الخارجي في مصر؟».

وتساءل «عمرو بالواو» ساخرا: «الناس اللي من المنيا في دولة عندكم في المنيا اسمها ليبيا؟».

وأضاف «شريف عازر»: «مبقاش فيه أي مفهوم للعدالة أو القانون.. مفيش غير انتقام.. فيه على فكرة حاجة اسمها محاسبة المجرم لشخصة وتحقيق العدل حتى لا تتكرر الجريمة».

وتابع «سي سلامة عبد الحميد» ساخرا: «الإرهابيين اتحركوا من درنة في شمال ليبيا إلىالمنيا في جنوب مصر عشان يقتلوا المسيحيين.. بس ضربناهم بالطيران بعد رجوعهم.. عبط احنا يا بلحة».

وسخر «ياسر عبد الله» قائلا: «والله لو تعثرت بغلة في سمالوط.. لضربت الطائرات في درنة».

بينما حذر «بلال وهب»، قائلا: «قبل أن تجف دماء المغدورين في هجوم المنيا، سنسمع عن فاجعة قريبة للمصريين في ليبيا.. وكله فداء لعبقرية الزعيم البطل قاهر الإرهاب».

وعلق الفقيه القانوني «نور فرحات» قائلا: «الحقيقة وبجد أنا مش فاهم ما دخل ترامب بموضوع الإرهاب في مصر، هل هي دعوة بالتدخل؟ أم إذن بالتدخل؟، وما معنى اللجوء لترامب بالذات دون باقي قادة العالم، ومنظماته الدولية المعنية؟، هل هو بابا ترامب؟ أرجو ممن يملك القدرة أن يساعدني على الفهم».

ضربات متتالية

وقال الجيش المصري، في بيان له، إن «القوات الجوية نفذت عددا من الضربات المركزة نهارا وليلا، واستهدفت عددا من تجمعات العناصر الإرهابية داخل الأراضي الليبية بعد التنسيق والتدقيق الكامل لكافة المعلومات»، دون أن يحدد البيان طبيعة المواقع المستهدفة.

وأضاف البيان، أن «الضربات أسفرت عن تدمير الأهداف المخططة، والتي شملت مناطق تمركز، وتدريب العناصر الإرهابية التي شاركت في التخطيط والتنفيذ لحادث المنيا الغادر»، مؤكدا أن جميع المقاتلات المصرية عادت إلى قواعدها سالمة بعد تنفيذ مهامها بنجاح.

وتحت عنوان «القوات الجوية تثأر لشهداء مصر وتنجح فى تدمير الأهداف المخططة لها بليبيا»، عرضت وزارة الدفاع المصرية، على قناتها في موقع يوتيوب، مقطع يظهر سير ونتائج ضربات سلاح الجو المصري في محيط مدينة درنة الليبية(فيديو).

الغارة المصرية جاءت بعد ساعات من هجوم دام على أتوبيس يقل أقباطا بمحافظة المنيا، جنوبي مصر، أودى بحياة 29 شخصا على الأقل، وأعلن «تنظيم الدولة الإسلامية»، السبت، تبنيه المسؤولية عن الهجوم.

وكان «مجلس شورى مجاهدي درنة» نفى تعرض مواقع للمجلس في مدينة درنة، شرقي ليبيا، لأي قصف، وقال إن القصف الجوي المصري، مساء الجمعة، استهدف مواقع آهلة بالسكان في المدينة المذكورة.

ونفي المجلس أي علاقه له بأي أحداث تجري في مصر، وذلك في تصريحات إلى فضائية «الجزيرة» أدلى بها المتحدث باسمه رداً على إعلان القاهرة عن توجيه ضربات جوية للمجلس، وتدمير مقره الرئيسي في درنة.

و«مجلس شورى مجاهدي درنة» مكون من كتائب إسلامية شاركت في الإطاحة بـ«معمر القذافي» في العام 2011، ويعد من أهم المجموعات التي تواجه طموحات «خليفة حفتر» أبرز وجوه نظام «القذافي» وقائد القوات المنبثقة عن برلمان طبرق (شرق).

وأمس الجمعة، أعلن الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي» أن بلاده نفذت ضربة لـ«معسكرات تدريب انطلقت منها هجمات إرهابية»، حسب وصفه، مشددا على أن مصر «لن تتردد أبدا في ضرب معسكرات الإرهاب في أي مكان».

وبعد ذلك بدقائق، نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية المصرية عن مصادر عسكرية وصفتها بأنها «رفيعة» إن «القوات الجوية المصرية دمرت بشكل كامل المركز الرئيسي لمجلس شورى مجاهدي درنة بليبيا».

بينما قال التلفزيون المصري في خبر عاجل على شاشته إن «القوات الجوية تنفذ ست طلعات لاستهداف ستة تمركزات للعناصر الإرهابية (وفق تسميته) بمدينة درنة الليبية».

من جانبها،  نقلت فضائية «الجزيرة» عن مصادر عسكرية بـ«مجلس شورى مجاهدي درنة» إن الغارات المصرية استهدفت منطقة الفتايح شرق درنة ومنطقة جبيلة في وسطها؛ ما أدى إلى سقوط قذيفة على أحد منازل المدنيين.

وأضافت المصادر أنه لم يعرف حتى الآن حجم الخسائر في الأرواح والممتلكات جراء هذا القصف.

وقبل نحو شهر، شنت طائرات تابعة لـ«حفتر» عدة غارات على منطقة الفتايح والمرتفعات المطلّة على الطريق الساحلي لمدينة درنة.

وتحاصر قوات موالية لـ«حفتر» درنة من مدخلها الشرقي والغربي والجنوبي، وتمنع وصول الوقود وغاز الطهو وإمدادات الغذاء والدواء، وهي تحاول انتزاع المدينة من «مجلس شورى مجاهدي درنة» الذي تتهمه قوات حفتر بـ«الإرهاب» والارتباط بـ«تنظيم الدولة»، رغم أن المجلس سبق أن نفى رسمياً أي علاقه له بـ«تنظيم الدولة»، بل قاتل مسلحين محسوبين على التنظيم، وطردهم من درنة.

وتعد الحكومة المصرية الحالية من أبرز الجهات الداعمة لقوات «حفتر» في ليبيا.

  كلمات مفتاحية

السيسي ليبيا حفتر مصر قصف درنة نشطاء